رياضة

مونديال النواعم اختتم نسخته السابعة بنهائي تاريخي…بنات اليانكيز يسترددن اللقب ويتزعمن البطولة

خالد عرنوس : 

هل جربت أو حاولت متابعة مباراة كرة قدم أنثوية؟.. أنا أجزم إذا كان الجواب نعم أن نظرتك للأمور ستتغير تماماً عن الصورة الساخرة التي حاول رسمها المونولوجست المصري أحمد غانم قبل أربعة عقود لمباراة بين فريقين للسيدات، فستجد متعة حقيقية في متابعة مباراة كروية تتخللها الحماسة والإثارة وربما الخشونة وقوة الالتحام والأهم من ذلك وجبة من المهارات الخاصة والفنون الكروية التي باتت تتمتع بها لاعبات هذا الزمان، بل إن بعضها يفوق الكثير من لاعبي الرجال ولا تختلف الأمور إلا من ناحية البنية الجسدية لا غير.
وعلى غرار بطولات الذكور التي تملأ أرجاء المعمورة صخباً أصبحت للسيدات أو للآنسات بطولاتهن الخاصة بدءاً من بطولات الدوري المحلي وصولاً إلى عرس المونديال الذي شكلت منافسات نسخته السابعة عند النواعم مناسبة للحديث عن كرة القدم النسائية والغوص في خريطة بطلات هذه النوع من الرياضة في العالم.

للنواعم مونديال
شهد عهد جواو هافيلانج على رأس هرم الاتحاد الدولي لكرة القدم فورة بطولات على الصعد كافة فقد حرص رئيس الاتحاد البرازيلي السابق الذي لم يمارس كرة القدم قط على إنشاء بطولات الفئات العمرية وضم كرة القدم الأولمبية تحت مظلة الفيفا بعدما كانت تتبع اللجنة الأولمبية الدولية التي لا تعترف بالاحتراف وكما في كل المجالات عمل على إدخال النسوة على خط (المونديالات) فكانت فكرة بطولة العالم للسيدات ومن ثم بطولتهن الخاصة ضمن دورات الألعاب الأولمبية ثم توسعت الرقعة لتشمل بطولتي الشابات والناشئات فيما بعد.
من الصين حيث كانت انطلاق مونديال الناشئين للذكور بدأت بطولات مونديال السيدات معتمداً على الجماهيرية الغفيرة المحبة والمتابعة للرياضات الأنثوية وبمشاركة 12 منتخباً مثلوا القارات الخمس انطلقت النسخة الأولى عام 1991 ولاقت الفكرة نجاحاً جيداً شجعها على الاستمرار فأقرت البطولة كل أربعة أعوام على أن تنظم في الأعوام التي تسبق أعوام الألعاب الأولمبية فأقيمت النسخة الثانية في السويد ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية التي نظمت النسختين الثالثة والرابعة وعادت إلى الصين بالخامسة ونظمت ألمانيا السادسة إلى أن وصلت البطولة إلى النسخة السابعة التي اختتمت أمس الأول في كندا.

قوى كلاسيكية
بدأت البطولة بمشاركة 12 منتخباً ثم ارتفع العدد في النسخة الثالثة إلى 16 منتخباً قبل أن يرتفع العدد في النسخة السابعة إلى 24 منتخباً حيث تخوض الدور الأول على 6 مجموعات يتأهل منها صاحبا المركزين الأول والثاني إلى دور الـ16 إضافة إلى أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث ومن ثم تقام أدوار الإقصاء عبر دوري الثمانية ثم نصف النهائي وصولاً إلى المباراة التتويجية.
وشكلت سبعة منتخبات النواة الأساسية لمونديال النواعم وهي أميركا وألمانيا والسويد واليابان ونيجيريا والبرازيل والنرويج وهي المنتخبات التي سجلت حضورها في كامل نسخ البطولة، إلا أن الزعامة آلت لبنات العم سام اللواتي بلغن نصف النهائي في كل البطولات واستطعن التتويج بالكأس في ثلاث مناسبات وتليهن الألمانيات بخمس مرات في مربع الكبار ولقبين وحازت النرويجيات اللقب مرة واحدة من خلال 4 مرات في دور نصف النهائي وتأهلت السويديات 3 مرات إلى شبه النهائي، والبرازيليات مرتين ففشلن على عكس رجالهن بالتتويج وفشلت النيجيريات بولوج هذا الدور فكان أفضل إنجازاتهن بلوغ ربع النهائي عام 1999، أما اليابانيات فاكتفين بمشاركات شرفية قبل أن يتوجن باللقب 2011 وهاهن يخسرن نهائي البطولة المنصرمة.

نجمات على الخط
بالطبع فإن البطولة بدأت بمساع رجالية خاصة فيما يتعلق بالتحكيم الذي أصبح ذا صبغة أنثوية بالكامل منذ النسخة الثالثة وحتى على صعيد التدريب فقد شكل العنصر الناعم حضوراً كبيراً على الرغم من أن عدداً من المنتخبات ما زال يقودها مدربون ذكور.
وكما في مونديال الرجال فقد سطرت عدد من اللاعبات أسماءهن بحروف من ذهب على البطولة وعلى رأسهم على سبيل المثال الأميركية ميا هام النجمة الأعلى بين بنات اليانكيز والتي قادت زميلاتها إلى لقبي 1991 و1999 وقد مثلت بلادها في 4 بطولات وسجلت 8 أهداف بواقع هدفين بكل نسخة.
ومثلها الألمانية بريجيت برينز التي كان الدور الأكبر في تتويج بلادها باللقب عامي 2003 و2007 وقد سجلت خلالهما 12 هدفاً من 14 احتلت بها المركز الثالث على لائحة الهدافين التاريخيين وراء الأميركية آبي وامباخ إحدى النجمات التاريخيات في البطولة والتي خاضت مونديالها الرابع في كندا والبرازيلية مارتا الهدافة التاريخية بـ15 هدفاً سجلتها في النسخ الأربع الأخيرة وهذه الأخيرة لم يكتب لها الفوز باللقب.
ومن النجمات اللواتي صبغن البطولة بأسمائهن اليابانية هوماري ساوا هدافة النسخة الأخيرة ونجمتها الأولى وكذلك الأميركية ميشيل اكرز والنرويجية هيغي ريزه والصينية سون وين وحارسة المرمى الأميركية هوبي سولو وغيرهن.

بطولة متميزة
أمس الأول اختتمت أحداث مونديال النواعم وقد حفلت منافساته بالكثير من الأحداث والأرقام والأهم كان استعادة بنات اليانكيز الأميركيات اللقب العالمي بعد 16 عاماً وبشكل مثالي بالنسبة للمنتخب الذي تقوده المدربة جيل إيليس بفوزه في النهائي على مقاتلات الساموراي اليابانيات منتزعات منه اللقب العالمي وثأرن بالتالي من خسارة نهائي مونديال 2011 بركلات الترجيح، وجاء الفوز بنتيجة لم يسبق لها أن حدثت في المباريات النهائية الست السابقة للمونديال وصلت إلى 5 أهداف لهدفين.
وقد سجلت قائدة الفريق الأميركي كارلي لويد الهاتريك فأنهت الأمور منذ الشوط الأول الذي أعلن تقدم الأميركيات 4/1 ولم تجد محاولات اليابانيات ولا حتى سيطرتهن على الكرة أكثر إلا في تقليص حجم الهزيمة في الثاني. وجاءت أهداف لويد في الدقائق 3 و5 و16 ولاورن هوليداي وتوبين هيث (14 و54)، أما هدفا اليابان فقد سجلهما بوكي ناغاسومو وجولي جونستون بمرمى فريقها (27 و52).
الهاتريك الذي سجلته لويد كان الأول في تاريخ المباريات النهائية وجاء الهدف الثالث بشكل متميز قلما نشهده في عالم المستديرة من تسديدة بعيدة المدى (قرابة 40 متراً) على طريقة مارادونا وبيكهام وألونسو، والفوز بفارق ثلاثة أهداف هو الأعلى في مباراة نهائية.

بطلات وألقاب
تتويج الأميركيات للمرة الثالثة انفردن به في زعامة البطولة عن الألمانيات جاء طبيعياً قياساً إلى أداء المنتخبات الـ24 وتفوق بنات العم سام على أرض الملعب وتاريخياً حيث أثبت ريادتهن في الكرة النسائية من خلال تسيدهن الكرة الأولمبية كذلك بأربع ميداليات ذهبية، ويكفي القول: إن الفرق الأميركية النسائية لعبت في المونديال 43 مباراة ففزن بـ33 وتعادلن في 6 وخسرن 4 فقط ووصلن المباراة العاشرة على التوالي دون خسارة.
البطولة لم تشهد الكثير من المفاجآت إلا إذا اعتبرنا أن وصول الإنكليزيات إلى مربع الكبيرات ومن ثم حلولهن بالمركز الثالث على حساب الألمانيات بنتيجة 1/صفر تدخل ضمن هذا الإطار على اعتبار أنها المرة الثانية فقط لممثلات أم الكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن