سورية

معارضة «منصة الرياض» لوحت بتعليق مشاركتها بعد خسائرها شرق دمشق … «جنيف 6» تنطلق اليوم ودي ميستورا: الرئيس الأسد يؤمن ومهتم بالعملية السياسية

| الوطن- وكالات

تنطلق اليوم الجولة السادسة من مباحثات جنيف السورية السورية التي ترعاها الأمم المتحدة، واستبقها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بالتأكيد على «ايمان» و«اهتمام» القيادة السورية بـ«العملية السياسية»، والتوضيح أن هذه الجولة ستكون «مختلفة عن السابق وبحضور كل الوفود».
وبينما وصل وفد الجمهورية العربية السورية إلى المدينة السويسرية للمشاركة في المباحثات، لوحت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة بتعليق مشاركتها في مباحثات جنيف المقبلة، بعد الهزائم التي منيت بها أدواتها خصوصاً في أحياء شرق دمشق.
ووصل صباح أمس وفد الجمهورية العربية السورية إلى جنيف برئاسة مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري للمشاركة في الجولة السادسة من مباحثات جنيف التي تنطلق اليوم وتستمر حتى يوم الجمعة القادم، وسط توقعات بأنها ستكون «رمزية» دون أن تفضي إلى أي نتائج تذكر.
واستبق دي ميستورا الجولة بمؤتمر صحفي عقد أمس في جنيف، قال فيه بحسب موقع قناة «روسيا اليوم»: إن الرئيس بشار الأسد مؤمن ومهتم بالعملية السياسية وإلا لما كان بعث وفداً حكومياً لإجراء مباحثات حول الأزمة السورية.
وأضاف المبعوث الأممي: إن اجتماعات جنيف المقبلة ستكون مختلفة عن السابق وبحضور كل الوفود، مشيراً إلى وجود خطة لاستئناف المفاوضات خلال شهر رمضان المقبل.
وأعلن دي ميستورا أن وفد سورية وصل إلى جنيف، وأضاف «أبلغنا النظام أننا سنبحث السلال الأربع في هذه الجولة». وأوضح دي ميستورا، أنه سيطلب من وفود جنيف عدم التصريح إلى الإعلام كل 5 دقائق.
وأوضح دي ميستورا أن هذه الجولة من المفاوضات ستركز على التوصل إلى مناهج عملية تهدف إلى وقف التصعيد في سورية وأضاف: «نريد وقف التصعيد في سورية وهذا ما سعينا إليه في أستانا»، مشيراً إلى أن هناك ترابطاً بين جنيف وأستانا ولا نية للفصل بينهما، مؤكداً في الوقت ذاته أن خفض أعمال العنف لا يكون من دون آفاق وتسوية سياسية. وأكد أنه «لولا اجتماع أستانا لما رأينا جنيف6».
كما اعتبر المبعوث الأممي، أن كل ما يحدث ميدانياً في سورية سيؤثر على المحادثات السياسية سلبياً أو إيجابياً، مطالباً المجتمع الدولي بتحويل اتفاق مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» التي تم التوقيع عليها في اجتماع «أستانا 4» مؤخراً إلى واقع، وقال: «الأمم المتحدة والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية اتفقت على تقسيم العمل. الدول الضامنة والموقعة على مذكرة تخفيف التصعيد في أستانا لديها نفوذ وتعهدت بإحراز تقدم».
وفي رده على سؤال حول إجراء مفاوضات مباشرة في هذه الجولة، أكد دي ميستورا أنها «ضرورية إلا أنه وبسبب الخلافات بين الطرفين فإن «الاجتماعات عن بعد تكون مفيدة، وأعتقد أننا سنطبق القاعدة الذهبية التي تتمثل بتنظيم المفاوضات عن بعد بين الأطراف التي لديها خلافات حادة».
بدوره أكد رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الأممي أن الحكومة السورية ملتزمة بشكل جدي بكل الاقتراحات، وتتطلع إلى العمل والمضي بالعملية السياسية، والتوجه إلى مفاوضات جنيف والالتزام بقرار 2254 من أجل تحقيق السلام والتوصل إلى حل للأزمة السورية، وقال «خلال زيارتي إلى دمشق اتفقنا على السلال الأربع وتسريع مسار سلة أو سلتين منها».
من جهة أخرى أعرب دي ميستورا عن تفاؤله بمزيد من المشاركة الأميركية وإدارتها الجديدة في مناقشة مسألة «مناطق تخفيف التصعيد» وإيجاد السبل لمواصلة الهدنة، وقال: «نحن على اتصال دائم مع واشنطن ونناقش مختلف الأمور للتوصل لحل للأزمة القائمة في سورية».
وحول الشأن الكردي، أكد دي ميستورا أن الأكراد جزء أساسي من المجتمع في سورية، مشدداً على أنهم نسيج لا يمكن تجاهله، دون إعطاء أي تفاصيل إضافية.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي غربي في جنيف تحدثت إليه «الوطن» فإن الجولة الجديدة قد تكون «رمزية» بالفعل وتسبق اجتماعات في مجلس الأمن لكنها ستشهد مناقشة معمقة للسلال الأربع (الإرهاب- الحكم- الدستور- الانتخابات) دون أن تفضي إلى نتائج تذكر في الوقت الحالي، لكنها ضرورية للتأكيد على استمرار المسار السياسي في حنيف بعد نجاح أستانا الأخير ولاستمرار مهمة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
في المقابل، لوحت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة التي تتخذ من الرياض مقرا لها بتعليق مشاركتها في مباحثات جنيف المقبلة، التي تأتي بعد هزيمة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وميليشيا «فيلق الرحمن» في حي القابون شرق دمشق وخروجهما منه وكذلك إبرام اتفاقات مصالحة في حيي برزة وتشرين المجاورين.
وقال القيادي في «الائتلاف» المعارض هشام مروة: إن «الهيئة العليا للمفاوضات قد تعلق مشاركتها في جنيف بسبب جرائم النظام» على حد تعبيره، فيما دعا عضو الائتلاف هادي البحرة، إلى الحد مما سماه «ممارسات التهجير التي يعتمدها النظام».
ويرى محللون بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، أن الأمم المتحدة تبدو وكأنها في سباق مع اجماعات أستانا التي تشهد زخماً أكبر، خصوصاً بعد توقيع مذكرة إنشاء «مناطق تخفيف التصعيد» في الرابع من الشهر الحالي ووضعها موضع التطبيق.
وقال الباحث المتخصص في الشؤون السورية في مؤسسة «سانتشوري فوندايشن» أرون لوند وفق «أ ف ب»: إن لمفاوضات جنيف «قيمة رمزية»، «لكنها لا تمضي قدماً بأي شكل من الأشكال». وتابع «في الممارسة، همّش مسار أستانا إلى حد كبير مسار جنيف، على الأقل في الوقت الراهن».
وتمكنت الحكومة السورية في الأيام القليلة الماضية من السيطرة على حي القابون وأبرمت اتفاقي مصالحة في حيي برزة البلد وتشرين المجاورين لتقترب بذلك من السيطرة شبه الكاملة على العاصمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن