ثقافة وفن

القامة الموسيقية الغنائية السورية واحتفاء نادر … صباح فخري لـ«الوطن»: بهذا الاحتفاء والتقدير والشكر.. أقول إن الوطن يتكلم

| سارة سلامة

الطريق إلى حلب لا يمكن أن نصله إلا من بابها وقلعتها المتينة فهذه المدينة تعتبر أحد أهم مراكز الموسيقا الشرقية العربية، ومَن منا عند ذكرها لا تدور في ذهنه ويدندن في فمه الموشحات والقدود الحلبية، ومن أجدر من صباح فخري لقيادة هذا النوع من الطرب فهو العنوان الحلبي الذي حمل للعالم قصة العراقة الحلبية وأسمع الناس من قدودها وطربها وموشحاتها ما يجعله سفيراً حقيقياً لهذه المدينة ولبلده بشكل عام، ليكون أيقونة الشرق التي لن تتكرر، وله علينا دين كبير ومن الواجب أن نرد هذا الدين بكثير من الوفاء والشكر والتقدير والمحبة.
برعاية من وزارة السياحة وبالتعاون مع شركة «سيريتل» أقيمت أمسية رمضانية حفلت بقدود حلبية بحضور كل من وزيري السياحة المهندس بشر يازجي والإعلام المهندس محمد رامز ترجمان، وعدد من الفنانين والإعلاميين لتقديم الشكر والتقدير والمحبة للفنان القدير صباح فخري في فندق شيراتون دمشق.
وكانت البداية بعرض فيديو لما قدمه الفنان صباح فخري خلال مسيرته ومن ثم عرضت لوحات لفرق «الميلوية»، تلاها فقرات فنية وقدود حلبية لعدد من الفنانين الشباب الذين أدوا بأصواتهم الموشحات والأغاني التي تحيي فينا صباح فخري من جديد، منهم: يزن رشيد، وأنس صباح فخري، وبلال شجي، ومصطفى هلال.

رمز الأصالة

وأكد وزير السياحة بشر يازجي في تصريح صحفي أن «صباح فخري كما قلعة حلب برمزيتها ودلالتها رمز الأصالة والتراث الممسك بيد المستقبل لينتقل بنا إلى غدنا بخطوات مغروسة في أمسنا وصولاً إلى اليوم وما بعده، فهو في وجدان كل سوري وحلبي متمسك بأصالته، فمن عرف صباح فخري يعرف كم يشبه هذا العملاق مدينة حلب بدفئه وعطائه وإبداعه المتجدد ورسالته التي يحملها ليس للحلبيين ولا للسوريين فقط بل للبشرية العاشقة للإبداع جمعاء، مقدماً الموشحات والقدود، لا ننكر بأنه صاحب الفضل بربط اسمها بحلب ونقلها إلى العالم المهتم بالموسيقا واليوم حلب مرشحة كمدينة مبدعة بالموسيقا وخاصة القدود ولهذا قلنا إن صباح فخري لا ينتظر تكريماً لأن ما قدمه جزء لا يتجزأ من تكريم السوري لبلده وشعبه.

ملك القدود
وفي تصريح مماثل قال وزير الإعلام رامز ترجمان: «إن اسم صباح فخري ارتبط بأذهان السوريين وذاكرتهم وهو عملاق وعلم من أعلام الموسيقا الشرقية والموشحات الأندلسية والقدود الحلبية واستطاع أن يكون مدرسة تخرج فيها الكبار ويؤثر في الأجيال السورية بشكل خاص والعربية بشكل عام، وجميعنا يعرف أن صباح فخري ملك القدود الحلبية إذ استطاع أن يطورها ويتربع على عرشها وتأتي مسؤولية تكريس هذا الفنان الكبير الذي لا يحتاج لتكريس لأن فنه وأصالته وصوته الصداح سيبقى خالداً في ذاكرة الجميع وهذه مسؤولية جميع السوريين لأن صباح فخري انطلق من حلب الشهباء التي أحبها وأحبته وأصبح جزءاً من موروثها وثقافتها ومرتبطاً بكل سورية.

صناجة الوطن العربي
من جانبه رأى نائب رئيس مجلس الشعب المخرج نجدة أنزور في هذه الاحتفالية تكريماً لصباح فخري والقدود الحلبية التي انتشرت عبر الحدود إضافة إلى أنها «احتفاء بمدينة حلب الصامدة التي انتصرت على الإرهاب».
وبدوره أكد معاون وزير الثقافة علي المبيض أنه وكما نعلم جميعاً صباح فخري من القامات الفنية المهمة في القطر أمضى حياته في ترسيخ هذا الفن وخصوصاً فن القدود الحلبية والموشحات التي برع فيها ودخل فيها موسوعة «غينيس»، وهذا التكريم هو لنا بالدرجة الأولى لأننا عشنا في عصر ضم مثل قامات كهذه وكثير من الناس عرفوا سورية بسبب هذه القامات منها صباح فخري وسواه.
وبين المبيض أن تكريم هذه القامات في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها القطر تتزامن مع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وهو تأكيد أن السوري مازال متمسكاً بالحياة متواصلاً مع الآخرين، الآخرون يبادلوننا النار ونحن نبادلهم جسوراً من الثقافة والفن والحضارة التي تعتبر جزءاً من هويتنا الثقافية والحضارية السورية.
وأشارت المديرة التنفيذية لشركة سيريتل ماجدة صقر إلى أن الاحتفاء بصباح فخري هو تكريم لحلب وسورية المنتصرة مبينة أنه بعد كل ما تعرضنا له نحن بحاجة لنعيش حياتنا بكل ما فيها والسوريون قادرون يداً بيد أن يصنعوا الإنجازات كاشفة عن التحضير لتنظيم حفلة في حلب.
وبدوره أعرب نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان عن شكره لمنظمي الاحتفالية لتكريم صناجة الوطن العربي الأستاذ الكبير صباح فخري لأن تكريمه هو تكريم لكل مبدع في سورية عموماً فهناك أجيال كبرت على صوته، فعندما نقول صباح فخري نقول سورية وعندما نقول سورية نقول صباح فخري هذه التوءمة الجميلة بين الإبداع السوري بين الحناجر السورية هي حالة أزلية منذ بدء الخليقة، وأتمنى أن نكون نحن عند حسن الظن، فصباح فخري كان نقيب الفنانين لعدة دورات متعاقبة فعسى أن أكون خير خلف لخير سلف فهذه أمانة لا بد من أن نصونها، فمثلما صباح فخري ملأ الدنيا وشغل الناس أتمنى أن ندخل نحن كدراميين إلى قلب كل مواطن ليس عربياً فقط وإنما عالمي حتى نقول لهم إنكم أخطأتم بحق سورية والذي يخطئ بحقها يخطئ بحق نفسه لأن سورية مهد الحضارة والثقافة والتاريخ والفن.
وأضاف رمضان نقوم بتكريم الفنانين على إنجازاتهم ولا ننتظر وفاتهم للتحسر عليهم، مثل تكريمنا للفنان الكبير سهيل عرفة وكان كما يقال في أيامه الأخيرة فتكريم الفنان في حياته قضية مهمة جداً تشكل عنده حافزاً وسعادة وهي عملية تجديد لروحه ليكون أمثولة ونموذجاً يحتذى به، وأدعو أيضاً لتسليط الضوء وتكريم الفنانين الشباب فنحن وفي عيد الفنانين هذا العام كرمنا المخرج المهند كلثوم وهو من أصغر المخرجين السينمائيين في سورية وحاصل على 39 جائزة عالمية عن فيلم واحد فهذه الفروع السورية قد تصل إلى قامات كبيرة من الثقافة والإبداع.

قامة كبيرة
بدورها المطربة ميادة بسيليس قالت إنه قامة كبيرة ومدرسة في ساحة الفن تربينا على أغانيه ناصحة الذين يغنون لصباح فخري من المواهب الشابة «أن يكونوا على مستوى هذا النوع من الطرب والإلمام بتراثه وفنه والإحاطة به بشكل عميق».
الممثلة سلمى المصري قالت عن المطرب فخري: «إنه يسكن في داخلنا، متغلغلاً في دمنا، هو عملاق في الطرب نرى فيه حلب وسورية، كبرنا على قدوده وموشحاته» مشيرة إلى أن الاحتفاء به اليوم هو احتفاء بكل الفنانين وإن كنت أفضل أن يكون هذا التكريم في وقت أبكر وهو في ذروة عطائه.
بدوره الموسيقي هادي بقدونس أعرب عن شكره لوزارة السياحة وشركة سيريتل لهذه الاحتفالية «بالهرم صباح فخري قاسيون سورية والعالم العربي» وشكر بهذه المناسبة «تاريخه العريق الذي أبدع فيه وقدم التراث الفني السوري وهو القامة الكبيرة التي أعطت من أحاسيسها ومشاعرها لتسعد الآخرين، رافقت مطربنا كثيراً وكان مكرماً في قلوب الناس أينما حل في رحلاته وسفره من مدرج الطائرة حتى صعوده إلى المسرح والعلم السوري كان يرفرف في كل بقاع العالم من خلاله».
وقال الفنان اللبناني علاء زلزلي إنه ليس من الجديد على سورية تكريم قامات كهذه فهي تكرم الفنانين على مستوى سورية والوطن العربي، وصباح فخري يستحق كل أشكال التكريم لحجمه وتاريخه الكبير ومحبة الجمهور له تعتبر أكبر تكريم، وأقول إن صباح فخري ليس معنياً بسورية فقط إنما، هو مطرب عربي من عمالقة الوطن العربي وصوت لن يتكرر.
الممثلة ريم عبد العزيز قالت: «نحن سعداء جداً لوجودنا إلى جانب الكبير صباح فخري عربون محبة ووفاء فهو صرح سوري وعربي ومن المهم جداً أن يكرم الفنان ببلده ولو كرم بكل العالم إلا أن لبلده نكهة خاصة فكيف إذا كانت بلده سورية».

الفنان موقف وأصالة
ابنه المطرب أنس فخري وجد في الاحتفالية « تعبيراً عن محبة السوريين لتراث صباح فخري باعتباره قيمة فنية كبيرة وبين بأنه يعمل حالياً على مشروع يحفظ فنه بطريقة تقارب ما قدمه من طرب، وخاطب والده: إنك «رأسي ورأس سورية دائماً» فجميل جداً أن نرى هذا الوفاء وهذه المحبة لأن المحبة لا تشترى.
وبدورها أكدت الإعلامية رائدة وقاف: أن صباح فخري أسطورة الغناء العربي وأحد أعمدة الفن في سورية والوطن العربي والعالم، نحن سعداء بأن نجده بصحه جيدة وسط عائلته الكبيرة سورية التي قال عنها يوماً: وطني حبه يسري بدمي.. وطني عنوان للشمم.
وأضافت وقاف: «إن صباح علّم الجميع كيف يكون الانتماء للوطن وكيف تكون محبة الوطن، ومن الجميل أن نكون اليوم مع نخبة من وجوه الفن والإعلام وأيضاً من الفعاليات الاقتصادية والسياسية المختلفة ليذكر العالم أجمع أن الفنان انتماء والفنان موقف وأصالة، وما يميز الفنان الكبير تمسكه بالأغنية السورية فقد كان حريصاً أن يحافظ على خصوصيتها وعراقتها وأصالتها فهو أوصل الأغنية السورية إلى كل أنحاء العالم ورسخ الطرب الحلبي الأصيل وأصبح لوناً لا يضاهيه لون، لأنه عاصر أجيالاً فنية كثيرة ومتعددة.
وأكدت وقاف أن «صباح فخري كرم كثيراً في وطنه وكان يقول دائماً إن تكريمه يبقى في بلده الأعز والأول وقد حاز وسام الاستحقاق الرئاسي من سيادة الرئيس بشار الأسد وكرم في عواصم عربية وعالمية كثيرة».

أسطورة حية
وقال الفنان مصطفى الخاني: «إننا اليوم نفخر حقيقة كسوريين أولاً وكفنانين ثانياً عندما نجد هذا الاهتمام بقامة فنية حقيقية مثل الأستاذ صباح فهو وصل إلى النجومية عربياً في الوقت الذي لم تكن فيه فضائيات ولم تكن فيه صناعة فن بل كان الفن هو من يفرض نفسه، أما الآن فالصناعة الفنية هي من تفرض نفسها ومن الممكن لأي فنان أن يغني أغنية واحدة ويصبح نجماً في الوطن العربي حتى لو كان لا يستحق النجومية على حين صباح فخري نجح بقدراته وفنه على مستوى الوطن العربي وهو كرم ونال الاستحقاق الرئاسي وكرم بكل الجوانب الاجتماعية السورية وبرأيي أننا إلى الآن لم نعطه حقه».
من جهته علاء أشار سلمور رئيس قسم الإعلام في سيريتل إلى أن هذه الاحتفالية تقدير للفن الراقي وقال إن «صباح فخري أسطورة حية واليوم أردناها احتفالية والسنوات التي كبرنا فيها على صوت ومدرسة الطرب الأصيل لصباح فخري فهو أحد قامات الطرب الشرقي لذلك كان هذا التعاون والشراكة مع وزارة السياحة لإقامة الاحتفالية التقديرية بحضور لفيف من الفنانين وهو ما تركز عليه سيريتل من إعطاء القامات الحية حقها وأن تبقى رسالتها بالفن الأصيل مستمرة، تقديراً وتبجيلاً لصوت وقامة صباح فخري لأنه اليوم هو قيثارة حلب وفن حلب الذي تربينا عليه.
الممثل محمد خير الجراح رأى أنه من الصعب الإحاطة بالصفات التي انتزعها الفنان صباح فخري عن جدارة عبر تاريخه الفني «فهو أيقونة من أيقونات الموسيقا العربية وقلعة وقامة كبيرة تعبر عن سورية متجاوزاً حدود المكان والجغرافيا إلى الوطن العربي والعالم» مشيراً إلى أن صباح فخري تمكن من صياغة الفلكلور الحلبي من قدود وموشحات وموسيقا عربية بهوية ذات طابع عربي سوري أصيل وقدمها للعالم معبرا عن شكره لسيريتل لتسليطها الضوء على القامات الفنية المبدعة التي من الضروري أن نحيطها بالاهتمام بصورة دائمة».
وبدورها قالت الإعلامية هناء الصالح عندما نتكلم عن أيقونة الغناء العربي حامل الثقافة العربية والمتمسك بالثقافة العربية وتحديداً السورية فنحن نتحدث عن هرم اسمه صباح فخري، ونحن الآن يجب أن نتمسك بتلك القامات الكبيرة ونتمسك بالتاريخ المضيء الذي أعطته للبشرية جمعاء وكانوا سفراء حقيقيين لسورية أينما ذهبوا، هؤلاء هم سفراؤنا وليس من يحمل السلاح فهم يقدمون الثقافة السورية وليس من يقطع الرؤوس لذلك فنحن نقدر هذه القامة الكبيرة ونرجو لها طول العمر والصحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن