سورية

موسكو وطهران تجددان رفضهما استخدام ذريعة «الكيميائي» لاستهداف الحكومات المستقلة … زاسيبكين: تهديد واشنطن لدمشق ينذر بأن شيئاً خطيراً تحضره

| الوطن – وكالات

لا تزال تداعيات مزاعم واشنطن بخصوص تجهيز الحكومة السورية لشن هجوم كيميائي جديد، تأخذ صداها لدى حلفاء دمشق، حيث اعتبرت موسكو أن تلك المزاعم تمثل تصعيداً خطيراً وتدل على أن هناك تحضيراً لعمل عدائي جديد، مؤكداً أنها ستقف في وجه التهديدات الأميركية، وجددت طهران رفضها استخدام ذريعة «الكيميائي» للقيام بممارسات غير قانونية ضد الشعوب والحكومات المستقلة.
وقال السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسيبكين خلال لقائه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، أمس بحسب وكالة «سانا» للأنباء: «إن لدينا تجارب بالنسبة لتزوير الحقائق من الجانب الأميركي خلال السنوات الماضية ولمرات عدة كما حصل في العراق ودول غيرها وأدى إلى كوارث ومآس كبيرة لشعوب المنطقة»، مشدداً على أن روسيا لن تسمح بتكرار مثل هذه التجارب وستقف في وجه التهديدات الأميركية. ولفت زاسيبكين إلى أن التهديدات الأميركية لن تؤثر على الجهود السورية الروسية المشتركة للقضاء على الإرهاب، مشيراً إلى أنه كان من الأفضل لو انضمت الولايات المتحدة إلى مسار إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية والمشاركة في الجهود المبذولة لذلك على أساس التنسيق والتعاون مع الحكومة السورية.
ونوه زاسيبكين بالتقدم الذي يحرزه الجيش العربي السوري وحلفاؤه بهدف تحرير الأراضي السورية من الإرهابيين، مشيراً إلى أن روسيا مستمرة بالعمل على تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية والتركيز بشكل أكثر فعالية على متابعة الحوار السوري السوري بالتعاون مع كل الأطراف المعنية بهذا الأمر.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديميترى بيسكوف، أكد الإثنين الماضي أن التهديدات التي أطلقتها واشنطن بزعم امتلاكها معلومات بشأن احتمال وقوع هجوم كيميائي في سورية غير مقبولة.
والجمعة أكدت وزارة الخارجية الروسية أن تقرير البعثة الخاصة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول الهجوم الكيميائي المزعوم في خان شيخون بريف إدلب في الرابع من نيسان الماضي والذي وزعته في اليوم نفسه يعتمد على «بيانات مشكوك في صحتها إلى حد كبير».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في وقت سابق من ذات اليوم تعليقاً على التقرير: إن «المحققين لا يعرفون كيف وصل غاز السارين إلى البلدة وذلك بعد أشهر من المساعي لتأجيج الأجواء».
وقال بيان صادر عن المكتب الصحفي في الوزارة: «لسوء الحظ نحن مضطرون للقول من قراءتنا الأولى للوثيقة بأن استنتاجاتها لا تزال مبنية على بيانات مشكوك فيها للغاية»، موضحاً أن بيانات المنظمة مستقاة من المعارضة نفسها والمنظمات غير الحكومية سيئة الصيت على شاكلة (القبعات البيضاء) نفسها ولم تؤخذ من مكان وقوع الحادثة وإنما من دولة جارة معينة».
وتابعت الوزارة: «لذلك ليس من المستغرب أن يكون مضمون تقرير البعثة الخاصة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية منحازاً إلى حد كبير ما يدفعنا لتوقع وجود عامل سياسي في عمل المنظمة».
بدوره اعتبر أرسلان في تصريح له أن لروسيا دوراً أساسيا في المنطقة وهو دور ضامن لأمنها واستقرارها.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريح نقلته «سانا»، أمس: «إن إيران ترفض استخدام أسلحة الدمار الشامل ومنها الأسلحة الكيميائية وحتى التهديد باستخدامها على العكس من بعض الدول التي تدعي أنها ترعى حقوق الإنسان وعلى رأسها الولايات المتحدة»، مضيفاً إن بلاده تدين أيضاً استخدام هذا السلاح موضوعاً لافتعال الحجج والتمهيد للقيام بممارسات غير قانونية ضد الشعوب والحكومات المستقلة وترفض استخدام هذه الأسلحة في أي مكان وزمان ومن أي جهة».
وكان ظريف شدد قبل ثلاثة أيام على أن أي اعتداء أميركي على سورية بذرائع خاوية سيؤدي إلى تقوية تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.
وقبل ذلك، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في تصريح: «لا شك أن التصرفات الحمقاء والمغامرات الأميركية في سورية هي بمنزلة لعب بالنار».
والاثنين الماضي زعم المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر في بيان له أن واشنطن رصدت ما وصفه بـ«استعدادات محتملة لهجوم كيميائي جديد»، مهدداً «بثمن باهظ ستدفعه سورية»، في تكرار للكذبة نفسها التي استخدمتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السابع من نيسان الماضي لشن عدوان على مطار الشعيرات في المنطقة الوسطى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن