قضايا وآراء

الانتصار

| ميسون يوسف 

في لحظة تاريخية حرجة ومميزة، نجحت سورية في تحقيق نصر مدو على الإرهاب مباشرة، وعلى من يرعى الإرهاب في الإقليم ودوليا بشكل مؤكد، واستطاعت مع حلفائها أن تضيف إلى ما سبق من انتصارات، نصراً كبيراً تمثل في كسر الحصار الذي فرض على دير الزور، انتصاراً عسكرياً واستراتيجياً لن تبقى مفاعليه وتداعياته محصورة في ميدان دير الزور ومحيطها فحسب، بل ستتعدى سورية برمتها لتلقي بظلالها على الإقليم كله، وتحدد مسارات المواجهة بين معسكر العدوان على سورية ومعسكر الدفاع عنها.
لقد شكل حصار دير الزور تحديا كبيراً للدولة السورية ومحور المقاومة عامة وللجيش العربي السوري وأهالي دير الزور خاصة، وأدخل الجميع في تجربة مريرة وقاسية، ولكن الإرادة التي تمتع بها الجميع والقدرة على التحمل والاستعداد للتضحية مهما كان حجمها وسقفها مرتفعا، حولت التحدي إلى فرصة لتثبت سورية قوتها ويثبت جيشها عنفوانه وصلابته ويؤكد الجميع أنه من أجل وحدة الدولة وقرارها المستقل وسيادتها، تهون التضحيات بالغا ما بلغت.
لقد عبر الرئيس بشار الأسد عن أهمية ما حصل في رسالته إلى الأبطال الذين عانوا مرارة الحصار وهوله وإلى قوات الجيش التي اخترقت كل الحواجز والموانع والصعوبات وفكت الحصار، وحققت الانتصار الذي سينعكس وتقطف ثماره على أكثر من صعيد معنوي ومادي، نذكر منها:
– هزيمة الإرهاب في منطقة عملت أميركا على تمكين داعش من السيطرة عليها وسعت إلى إخراج الجيش العربي السوري منها وقدمت نيران طيرانها ضد هذا الجيش خدمة لداعش وإرهابها.
– فتح الطريق واسعا لاستعادة السيطرة على أهم معبر حدودي بين سورية والعراق وإلى إسقاط الخطة الأميركية التي كانت تمثلت بإقامة منطقة فصل العراق عن سورية وتقطيع أوصال محور الإرهاب.
– استعادة سورية لخزان ثروة طبيعية هام متعدد الأنواع من نفط وزراعة وماء، وتوجيه ضربة قاسية لمن شاء أن يهدم الاقتصاد السوري من أجل إفقار سورية وتركيعها.
– التأكيد على أن كل الخطط التي استهدفت سورية بدءاً من خطة الاستيلاء الشامل وصولا إلى خطة التقسيم، هي خطط لا يمكن أن تمر في ظل عزيمة سورية فولاذية مدافعة عن الدولة ووحدة ترابها ووحدة شعبها وقرارها المستقل.
لقد كبرت التضحيات من أجل الثبات في دير الزور أولا، ثم من أجل كسر الطوق ودحر الإرهاب عنها ثانيا، ولكن دموع الفرح والعنفوان التي انهمرت من عيون السوريين وحلفائهم وهم يتابعون على الفضائيات مشاهد العناق بين العسكريين السوريين الثابتين في مواقعهم التي كانت محاصرة، والعسكريين السوريين وحلفائهم الذين كسروا الحصار، دموع الفرح هذه حجبت المعاناة،
ويبقى وإلى الأبد في الذهن ذكرى من سقط شهيداً أو سالت دماؤه جريحا وهو ينتظر فك الحصار مؤمنا بأن دولته لن تتخلى عنه وأنها قادمة إليه لا محالة، هكذا اعتقدوا وهكذا حصل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن