سنكون حيث يجب أن نكون
| رفعت البدوي
بينما كنت في صدد كتابة نتائج البحث في تاريخ الأزمات التي تحكمت بالعلاقات بين الدول، والإضاءة على فعالية ودور القنوات الخلفية التي أسهمت في حل معظم أزمات العالم ونجاحها في تجنب حروب وكوارث عالمية كادت أن تقع وتودي بأرواح ملايين من البشر، طرأ أمر بالغ الأهمية تمثل بظهور علني وفريد هو الأول من نوعه للقيادي الميداني الكبير في حزب اللـه الحاج أبو مصطفى، عبر شاشة التلفزة، ليدلي بتصريح بالغ الأهمية وأتبعه ببيان النصر والتبريك بعد نجاح الجيش العربي السوري ورجال حزب اللـه في فك الطوق الذي كان مفروضاً على مطار دير الزور من تنظيم داعش والتكفيريين بدعم وتسهيل واضح من تركيا وأميركا بعد حصار خانق دام أكثر من عامين ونصف العام.
إن ظهور قيادي ميداني في حزب اللـه، لم يكن ليحدث لولا أن في هذا الظهور رسائل عدة تحمل معها دلالات وإشارات بالغة الأهمية والدقة يراد إيصالها وإفهامها لمن يعنيهم الأمر في كل الاتجاهات، داخلية منها وإقليمية وعالمية وبأسرع وقت ممكن.
إن ظهور القائد الميداني في قوات حزب اللـه الحاج أبو مصطفى، أمر غير مألوف وغير عادي، حيث إننا لم نتعود مشاهدة قادة ميدانيين في حزب اللـه بشكل علني عبر شاشات التلفزة ليعلن من قلب أرض المعركة بياناً يحمل دلالات النصر لقيادة الجيش العربي السوري مع قوات النخبة في المقاومة اللبنانية، واللافت أننا تعودنا في مثل حدث كهذا ظهور أحد الضباط في الجيش العربي السوري للإعلان عن انتصار مهم تم إنجازه، لكن ظهور القيادي الميداني في حزب اللـه في أول حدث من نوعه ومن أرض المعركة ليدلي ببيان النصر في دير الزور كان المفاجأة بعينها وليثبت تماسك ومتانة محور المقاومة الذي تم توقيعه بمعمودية الدماء الزكية.
من حيث التوقيت يأتي ظهور الحاج أبو مصطفى في وقت بالغ الدقة حيث تجري معارك مصيرية في الشمال الشرقي من الجغرافية السورية واستعادة أكثر من 50 ألف كلم مربع من البادية السورية التي تتضمن آبار النفط والغاز ومعامل الفوسفات والعديد من الثروات الطبيعية والنفطية، ومن ثم الإعلان عن سقوط مشروع تقسيم سورية ونجاح الجيش العربي السوري وقوات حزب اللـه والحلفاء في إسقاط هذا المشروع الصهيو أميركي المدعوم من دول نفط الخليج وتركيا والحفاظ على سورية واحدة موحدة تحت راية القيادة السورية.
إن ظهور القيادي الميداني في حزب اللـه الحاج أبو مصطفى جاء ليعلن للقاصي والداني أننا ها هنا نقاتل في كل ساح، نقاتل حيث يجب أن نقاتل، ليعلن أننا في حزب اللـه مع الجيش العربي السوري وتنفيذاً لتعليمات القيادة السورية وقيادة حزب اللـه، نحن في حزب اللـه سنكون حيث يجب أن نكون.
الرسالة البالغة الأهمية لظهور الحاج أبو مصطفى تأتي بعد تلك الانتقادات التي وجهت للمقاومة وأصوات الفتنة التي انطلقت من العراق وتجرأت في توجيه الاتهام لقيادة المقاومة بعد التسوية التي أفضت إلى إجلاء الإرهابيين والتكفيريين من سلسلة جبال لبنان الشرقية باتجاه مدينة دير الزور السورية، وذلك بعد هزيمتهم واستسلامهم وإعلان الانتصار الإستراتيجي الذي حققه رجال المقاومة اللبنانية بمساعدة من الجيش العربي السوري في جبال لبنان.
إن ظهور القائد الميداني الحاج أبو مصطفى في ساحة المعركة جاء ليسكت كل أبواق الفتنة التي انطلقت من لبنان والعراق ومن كل الاتجاهات المتضررة من انكسار مشروع الإرهاب والتكفير والتقسيم والتفتيت في سورية والمنطقة، وأن حزب اللـه موجود هنا ومحاصر يدير المعركة في دير الزور كتفاً بكتف مع الجيش العربي السوري وأهالي دير الزور الأبطال منذ أكثر من عامين، وليعلن أننا سنظهر للعلن حسبما تقتضي ضرورات المعركة.
إن ظهور القيادي الحاج أبو مصطفى قطع كل الألسنة التي تجرأت على سورية وقيادتها، وأثبت بالدليل القاطع أن القيادة السورية الحكيمة هي من يدير المعركة الكبرى وأن محور المقاومة يعمل تحت راية القيادة السورية التي تدير المعركة العسكرية والسياسية بحكمة ودراية، حيث قال الحاج أبو مصطفى: إنه لولا حكمة وإدارة القيادة السورية لما استطعنا الصمود والانتصار في دير الزور وغير دير الزور.
القيادي الميداني في حزب اللـه الحاج أبو مصطفى تلا بيان النصر الصادر عن محور المقاومة الذي يمتد من إيران الإسلامية إلى عراق العروبة مروراً بسورية الأسد قلب العروبة النابض وإلى لبنان المقاومة وصولاً إلى فلسطين القضية الرئيسية والأساس في مواجهة مخططات العدو الإسرائيلي.
ظهور القائد الحاج أبو مصطفى وإعلانه عن الحلف المتين بين سورية وروسيا وإيران والمقاومة في لبنان وفلسطين أرعب العدو الإسرائيلي، قائلاً للعدو: مهما حاولتم بغاراتكم وطائراتكم فلن تفلحوا، ونحن في محور المقاومة وبقيادة سورية استطعنا أن نغير وجه التاريخ ولن يكون باستطاعة إسرائيل وأعوانها في المنطقة فرض أو تغيير في المعادلة بعد اليوم.
إن الكلمات المكتوبة التي تفضل بها القيادي في حزب اللـه الحاج أبو مصطفى والمنتقاة بعناية متناهية هي كلمات صيغت بلغة تمثل محور المقاومة، كلمات حملت خطاباً خاصاً يتضمن لغة مقاومة راقية، خطاباً يحمل معاني الإيمان في سبيل الدفاع عن قضية مقدسة قضية الدفاع عن الأرض والإنسان يبشر بمستقبل عربي واعد بقيادة سورية.