عربي ودولي

كتالونيا تتحدى إسبانيا وإصابات جراء اشتباكات مع الشرطة

أعلنت سلطات إقليم كتالونيا، أمس عن إصابة نحو 340 شخصاً جراء اشتباكات مع الشرطة الإسبانية، في وقت ندد رئيس إقليم كتالونيا كارليس بيغديمونت بـ«العنف غير المبرر» من جانب الشرطة الوطنية في برشلونة لتفريق متظاهرين كانوا يريدون التصويت في الاستفتاء.
واستخدمت قوات مكافحة الشغب في كتالونيا، الرصاص المطاطي لتفريق المواطنين المحتشدين أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء حول انفصال الإقليم عن إسبانيا.
وكانت وزارة الداخلية الإسبانية، أعلنت أن الشرطة بدأت بمصادرة صناديق وبطاقات اقتراع الاستفتاء على انفصال كتالونيا، مع بدء التصويت الذي حظره القضاء.
وقالت الوزارة في تغريدة، مرفقة بصور وضعتها عند الساعة التاسعة، «هذه هي الصناديق والبطاقات الأولى التي صادرتها الشرطة في برشلونة»، مؤكدة أن رجال الشرطة يواصلون انتشارهم في كتالونيا.
هذا واصطف مواطنو كتالونيا، في طوابير طويلة للتصويت في استفتاء على الانفصال عن إسبانيا، صباح أمس، في تحد لمحاولات الحكومة منع هذا الاستفتاء.
وأظهرت الصور المتظاهرين نائمين أمام لجان الاستفتاء إلى حين فتحها والتصويت، وأعلن ممثل الحكومة الإسبانية، في كتالونيا، إنريك ميو، أن الشرطة ختمت بالشمع الأحمر أكثر من نصف مراكز الاقتراع البالغ عددها 2300، حيث تريد السلطات الانفصالية تنظيم استفتاء محظور، وقال للصحافة الأجنبية، في مقر الشرطة، «من أصل 2315 مركز تصويت ختم 1300 بالشمع الأحمر».
وأعلنت الحكومة المركزية الإسبانية، عدم شرعية هذا الاستفتاء وحظرت إجراءه.
وفي محاولة لضمان إجراء التصويت، احتل كتالونيون مؤيدون للانفصال عدداً من المدارس في برشلونة، تم اختيارها لتكون مراكز اقتراع.
وقال جوردي سانشيز رئيس «الجمعية الوطنية الكتالونية» وهي إحدى أبرز الحركات المؤيدة للانفصال- لوكالة الأنباء الفرنسية «نرى أنه من الجيد أن تبقى هذه الأماكن مفتوحة وألا تقفل».
وقال قائد شرطة الإقليم: إن الضباط أمروا بإخلاء مراكز الاقتراع وإغلاقها بحلول السادسة من صباح الأحد، قبل الموعد المقرر لبدء التصويت في التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي من اليوم نفسه، مضيفاً إن «القوة لن تستخدم إلا كملاذ أخير».
وكانت محكمة إسبانية قد أمرت في وقت سابق الشرطة، بمنع استخدام الأبنية أو الأماكن العامة في «التحضير وتنظيم» الاستفتاء.
لكن رئيس إقليم كتالونيا، قال إن شعب كتالونيا لن يتنازل عن حقه الديمقراطي في تقرير مصيره، ولهذا سيجري الاستفتاء في موعده، على الرغم من تهديد الحكومة الإسبانية بفرض عقوبات باهظة على منظمي الاستفتاء.
هذا وطالب ممثل الحكومة الإسبانية في كتالونيا السلطات الانفصالية في المنطقة بوضع حد لـ«مهزلة» الاستفتاء على الاستقلال الذي تدخلت الشرطة لمنعه.
وقال ممثل الحكومة، انريك ميلو، في مؤتمر صحفي إن رئيس كتالونيا كارليس «بيغديمونت وفريقه هم وحدهم مسؤولون عن كل ما حصل وكل ما يمكن أن يحصل إذا لم يوقفوا هذه المهزلة».
وأفادت أجهزة الطوارئ في كتالونيا أنها عالجت 38 شخصاً أصيبوا أثناء الحملة التي شنتها الشرطة على مراكز الاقتراع حيث تعرض معظمهم لكدمات وحالات دوار ونوبات قلق شديد.
وأعلنت وزارة الداخلية أن 11 عنصراً من قوات الأمن أصيبوا في صدامات مع متظاهرين. وأضافت إن العناصر تعرضوا للرشق بالحجارة.
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس: إن عناصر الشرطة استخدموا الرصاص المطاطي في برشلونة خلال التصدي لمتظاهرين كانوا يريدون التصويت في الاستفتاء.
إلا أن ميلو أصر على أن عناصر الشرطة تعاملوا بشكل «متناسب» مع الوضع.
أما وزير الداخلية الإسباني، خوان ايغناسيو زويدو، فحث السلطات الكتالونية على «وقف هذا الجنون الحقيقي»، مضيفاً إن عناصر من القوة الوطنية والحرس المدني «أبطلوا عمل» 70 مركز اقتراع.
وكانت حكومة كتالونيا أعلنت أنها جهزت أكثر من 2300 مركز اقتراع من أجل الاستفتاء فيما أفادت الحكومة الإسبانية المركزية أنها أغلقت أكثر من نصفها.
ويعد الاستفتاء واحداً من أسوأ الأزمات الدستورية التي تتعرض لها إسبانيا منذ عشرات السنين، حيث توجد مخاوف من اندلاع أعمال عنف في الشوارع بين المؤيدين والمعارضين لانفصال كتالونيا عن إسبانيا.
وتعتبر كتالونيا، التي يدفع قادتها باتجاه الاستقلال عن إسبانيا، إحدى ركائز الاقتصاد الإسباني المنتعش صناعياً وسياحياً لكنه يرزح في المقابل تحت وطأة دين كبير.
لذلك تظاهر آلاف الإسبان السبت للاعتراض على الاستفتاء ورفع بعضهم لافتات كتب عليها «كتالونيا هي إسبانيا».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن