عربي ودولي

مئات آلاف المتظاهرين في برشلونة طالبوا بـ«خروج قوات الاحتلال» … إعلان استقلال كتالونيا خلال أيام.. والملك الإسباني يهاجم قادة الإقليم

أعلن رئيس حكومة إقليم كتالونيا كارليس بويغديمونت أن كتالونيا ستعلن استقلالها عن إسبانيا في غضون أيام، في وقت اتهم الملك الإسباني المسؤولين الانفصاليين في كاتالونيا بأنهم وضعوا أنفسهم «على هامش القانون والديمقراطية».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن بويغديمونت قوله في تصريح لقناة بي بي سي الإسبانية أن «حكومته ستتحرك هذا الأسبوع أو في أول الأسبوع المقبل على أقصى تقدير». وأضاف بويغديمونت رداً على سؤال عما سيفعله إذا كانت الحكومة الإسبانية ستتدخل وتسيطر على حكومة كتالونيا أنه «سيكون خطأ جسيما سيغير كل شيء».
بدوره اتهم الملك الإسباني فيليبي السادس المسؤولين الانفصاليين في كاتالونيا بأنهم وضعوا أنفسهم «على هامش القانون والديمقراطية»، مشدداً على وجوب أن «تكفل الدولة النظام الدستوري»، في حين تظاهر مئات الآلاف في برشلونة احتجاجاً على عنف الشرطة الاتحادية.
وقال الملك فيليبي السادس في خطاب نادر إلى الأمة عبر التلفزيون: إن «هذه السلطات (الكاتالونية) وضعت نفسها بطريقة واضحة وقطعية وبالكامل على هامش القانون والديمقراطية».
وأضاف: إن قادة الإقليم «بتصرفهم غير المسؤول قد يعرضون للخطر الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لكاتالونيا ولإسبانيا بأسرها».
واعتبر العاهل الإسباني أن الهدف النهائي من وراء الاستفتاء الذي أجراه الإقليم هو «إعلان الاستقلال بطريقة غير شرعية».
وأضاف الملك الذي اعتلى العرش في 2014: إنه إزاء كل ما تقدم فانه «من مسؤولية السلطات الشرعية في الدولة أن تكفل النظم الدستورية وسير المؤسسات بصورة طبيعية واحترام دولة القانون والحكم الذاتي لكاتالونيا».
واتهمت وزارة الداخلية الإسبانية الثلاثاء حكومة كاتالونيا بـ«التحريض على التمرد» بعدما تعرضت قوات الشرطة التي تم إرسالها لمنع الاستفتاء إلى مضايقات من المتظاهرين.
وقال وزير الداخلية خوان ايغناسيو زويدو «نرى أكثر فأكثر كيف تدفع حكومة كاتالونيا السكان نحو الهاوية وتحرض على التمرد في الشوارع»، مضيفاً: «إن حكومته ستتخذ إجراءات لمنع «المضايقات» بحق الشرطة الوطنية.
وترجع المطالبات باستقلال كاتالونيا عن إسبانيا إلى قرون من الزمن، إلا أنها عادت إلى الواجهة في السنوات الأخيرة جراء الأزمة الاقتصادية.
وكانت نقابات مؤيدة للانفصال ومدارس ومعاهد ثقافية دعت للإضراب الثلاثاء من أجل توجيه رسالة «إدانة شديدة اللهجة» ضد طريقة تعامل الشرطة مع الاستفتاء.
وأقفلت المدارس وعدد من الشركات أبوابها خلال التظاهرة. واحتل المتظاهرون الشوارع والطرقات ما تسبب بتوقف حركة السير.
كذلك أقفلت المواقع السياحية في برشلونة ولاسيما «كنيسة العائلة المقدسة» الشهيرة.
وعقدت حكومة ماريانو راخوي جلسة طارئة بعد إعلان بيغديمونت الأحد أن كاتالونيا «كسبت حقها بدولة مستقلة».
وطالب بيغديمونت بوساطة دولية للمساعدة في حل الازمة.
وأعلن بيغديمونت أنه سيطرح نتائج الاستفتاء على البرلمان المحلي، حيث يحظى النواب الانفصاليون بالأغلبية، الذي يتمتع بصلاحيات تبني اقتراح بإعلان الاستقلال.
وكانت أعلنت شرطة بلدية برشلونة أن 700 ألف شخص شاركوا الثلاثاء في تظاهرات عدة في المدينة احتجاجاً على أعمال العنف التي قامت بها الشرطة الإسبانية الأحد لمنع استفتاء لتقرير المصير في كاتالونيا.
وقال متحدث باسم البلدية: إن هذا العدد يأخذ في الاعتبار عدة تظاهرات في المدينة بعد الظهر ومساء.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «قوات الاحتلال اخرجي» و«الشوارع ستبقى دوما لنا»، في حين صدحت حناجرهم بهتافات مناهضة للشرطة الوطنية والحرس المدني اللذين أرسلتهما مدريد لمنع الاستفتاء.
وحاول آلاف المتظاهرين التوجه إلى مقر الشرطة الوطنية لكن عناصرها نصبوا حواجز حالت دون اقترابهم.
وهتف المتظاهرون على مقربة من المبنى أن «هذا المبنى سيصبح مكتبة عامة»، وردد أحدهم «تحيا الأرض… «ليكمل البقية» حرة».
وتدفق المشاركون في التظاهرة نحو مركز مدينة برشلونة رافعين أعلام الانفصال الصفراء والحمراء والزرقاء.
وحمل المشاركون في التظاهرة لافتات كتب على إحداها «مغلق من أجل الثورة».
هذا وأعربت الولايات المتحدة عن «حزنها» لسقوط عدد كبير من الجرحى خلال محاولة قوات الأمن الإسبانية الأحد منع سلطات إقليم كاتالونيا من تنظيم استفتاء على الاستقلال.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت للصحفيين في واشنطن: «لقد أحزنتنا التقارير» الواردة من كاتالونيا.
وأضافت: «ما زلنا نقول إننا نشجع جميع الأطراف على أن يحلوا خلافاتهم السياسية من دون عنف وبطريقة تتفق مع القانون الإسباني».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن