عربي ودولي

ماي لترامب: الاتفاق النووي في غاية الأهمية للأمن.. موسكو: انسحاب واشنطن سيزعزع استقرار الشرق الأوسط والعالم .. طهران: لن نخضع للضغوط الأميركية ولن نعود أبداً للمفاوضات

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «قرار إيران قاطع بعدم الخضوع للضغوط الأميركية المطالبة باستئناف المفاوضات النووية».
وخلال جلسة مغلقة للبرلمان الإيراني أمس الأربعاء شدد ظريف على أن بلاده «لن تعود أبداً إلى المفاوضات النووية». أما بشأن الردّ الإيراني على الخطاب المرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الاتفاق النووي، فقال ظريف إن كل أركان النظام في طهران مستعدة لاتخاذ كل أنواع القرارات، ردّاً على أي تصعيد أميركي. بدوره، قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي إن تهديدات ترامب ليست سوى «أحلام وشعارات».
وفي السياق نفسه، جددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وخلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي التزام بلادها مع شركائها الأوروبيين بالاتفاق النووي مع إيران، واعتبرت أن «الاتفاق في غاية الأهمية للأمن الإقليمي».
وذكر بيان لرئاسة الوزراء البريطانية أن ماي أكدت للرئيس الأميركي أهمية أن «يتم رصد الاتفاق النووي بعناية وإنفاذه بالشكل المطلوب»، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على إبقاء التواصل بينهما قبل اتخاذ القرار بشأن إعادة التصديق. كذلك أكد بيان رئاسة الوزراء البريطاني أن ماي شددت أيضاً على «ضرورة قيام بلادها والولايات المتحدة وباقي الشركاء بالعمل معاً لمواجهة النشاط الإيراني الذي يتسبب في زعزعة اللاستقرار في المنطقة»، وفق البيان.
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن ترامب أكد لـ ماي «ضرورة العمل معاً لمحاسبة إيران»، على ما وصفه «بالأنشطة المزعزعة للاستقرار»، وفقاً لما قال ترامب.
ومن جانبه اتصل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون هاتفياً مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، مجدداً تأكيد دعم لندن للاتفاق النووي. وقال جونسون «نعتقد بأن الاتفاق النووي جعل العالم أكثر أمناً». بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني يزعزع الوضع في الشرق الأوسط، مؤكدة أنه لا يوجد هناك حتى الآن أي بديل لهذا الاتفاق.
وقال مدير قسم أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية، غيورغي بوريسينكو، أمس أن موسكو لا تفهم ما مصلحة واشنطن في خروجها من الاتفاق النووي حول إيران، مشيراً إلى أن هذه الخطوة المحتملة ستزعزع الوضع في الشرق الأوسط بشكل أكبر وستؤثر على الاستقرار العالمي. وأكد بوريسينكو أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العام 2015 عكس في ذلك الحين الرؤية المشتركة لتسوية الوضع، قائلاً إنه «لم تطرح حتى الآن أي خيارات مثلى أخرى». وتساءل الدبلوماسي الروسي: «هل هناك من يستفيد من ألا يكون برنامج إيران النووي سلميا بحتا؟ ما سبب دفعها لاتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمنها؟ لا نفهم ذلك». وقال بوريسينكو: «في حال خروج الولايات المتحدة بالفعل من خطة العمل المشتركة، فإن ذلك سيضع تنفيذ الاتفاق موضع شك. وقد يؤدي ذلك إلى تخلي إيران، هي الأخرى، عن تنفيذ التزاماتها، وخاصة إذا بدأت الولايات المتحدة إعادة فرض عقوباتها على طهران. وستتمتع إيران في هذه الحالة بكامل الحق في وقف تنفيذ الاتفاق».
وأكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو تعتبر الاتفاق المذكور اتفاقاً نافذاً وفعالاً يصب في مصلحة جميع الأطراف، مضيفاً إنه يجب على الجميع الالتزام به.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية ذكرت في 5 تشرين الأول الجاري أن ترامب يخطط للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في خطوة يريد من خلالها فتح الباب أمام تعديل هذا الاتفاق.
ويصرّ ترامب على التلويح بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران غير أنه لم يجد في المجتمع الدولي من يوافقه رأيه.
وفي سياق آخر حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من المشاكل التي تواجه العالم اليوم بسبب الإرهاب، داعياً إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهته.
ولفت روحاني خلال لقائه أمس في طهران وزير خارجية تنزانيا اوغستين ماهيغا إلى أن العالم بات يشعر بخطر آفة الإرهاب، مبيناً أن لا أحد سيتجرأ بعد اليوم على إعلان دعمه للجماعات الإرهابية المتطرفة.
وأعرب روحاني عن استعداد إيران لنقل تجاربها وخبراتها في مجال مكافحة الإرهاب إلى الدول الصديقة ومن ضمنها تنزانيا، مشيراً إلى أن تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية يشكل أحد مبادئ إيران.
الميادين – روسيا اليوم – سانا – نوفوستي

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن