ثقافة وفن

جمعية سورية المدنيّة والأمانة السورية للتنمية تكرمان «شوق» … ميرزا: نعمل حتى تتغلب لغة الحب على لغة القوة … منى واصف: أشعر بالدفء في حضن أمي سورية

| وائل العدس – تصوير: طارق السعدوني

برعاية وزارة الثقافة، أطلقت جمعية سورية المدنيّة والأمانة السورية للتنمية، الدورة الثالثة من «أيام دمشق للإبداع الفني» عبر تكريم أسرة مسلسل «شوق» بمشاركة جوقة «منارة باب شرقي»، في دار الأسد للثقافة والفنون.
وقدم خلال الحفل شريط تعريفي بالعمل المكرم تضمن أهم المشاهد التي تناولت الجرائم التي مارسها الإرهابيون بحق السوريين الأبرياء، ولاسيما النساء من اختطاف وتعذيب واغتصاب وتفجيرات أودت بأرواح أبرياء.
وألقى الشاعر رياض عبد المسيح قصيدة باللهجة المحكية عنوانها «شو جاي ع بالي»، وعُرض فيلم عن أطفال جوقة منارة باب شرقي وهم ينتمون لشريحة من الأطفال السوريين عانت من الإرهاب، لكنهم وجدوا في المشاركة بالعزف والغناء سبيلاً لتخطي ظروفهم ومعاناتهم.

وقدمت الجوقة وصلة من الأغاني التي ظهر فيها تناغم بين الكورال والفرقة الموسيقية، فغنوا من التراث السوري مثل «سكابا يا دموع العين» و«فوق النخل» و«البلبل ناغى غصن الفل» وأخرى للأطفال مثل «ما منسلم حالنا» و«أعطونا الطفولة» وأغاني وطنية مثل «موطني» و«سورية موجوعة».
وتم تكريم كل من المخرجة رشا شربتجي والنجمة القديرة منى واصف، إضافة إلى سوزان نجم الدين ونسرين طافش ومرام علي ووفاء موصللي ولينا حوارنة وباسل حيدر وفراس حلبي وممثلة شركة إيمار الشام د. رانيا الجبان وممثلة جوقة منارة باب شرقي زنوبيا رنجوس والشاعر عبد المسيح، بينما تغيب كل من باسم ياخور وعبد الهادي الصباغ ومحمد حداقي وحسين عباس وإياد الريماوي ومحمد قنوع وجوان خضر وأنس طيارة وأليكو داوود ونهلة داوود من دون أن يعتذروا.
وسبق كل ذلك مؤتمر صحفي، حضره من مؤسسة جمعية سورية المدنية د. ربا ميرزا، والنجمتان نجم الدين وطافش والمخرجة شربتجي وممثل عن شركة أمان القابضة سامر إسماعيل.

لغة الحب
بداية قالت د. ميرزا: «بما أن «سورية المدنية» تختار العمل الفني الذي يحمل رسالة هادفة تخاطب العقل والفكر السوري تم اختيار مسلسل شوق لما يحمله من رسائل مجتمعية عديدة تلامس حياة الشارع السوري، كما تطرق لقضية مهمة جداَ تخص النساء، وبيّن دورها وقوتها وأنها لا تقبل الذل، كما تناول الطبقة الوسطى الصامدة التي أسهمت بشكل كبير في توازن المجتمع، إضافة إلى موضوع الأطفال الذين عايشوا الحرب وتأثيرها في حياتهم ومستقبلهم.
وأضافت: جئنا لنضيء على كل فكر يحترم العقل السوري في زمن يزوَّر فيه الفن والحضارة وهدفنا العمل حتى تتغلب لغة الحب على لغة القوة، موضحة أن أطفال جوقة منارة باب شرقي استطاعوا أن يفتحوا باب الأمل بأصواتهم رغم ما عانوه جراء الحرب على وطنهم.

الشعور بالدفء
أما القديرة منى واصف فقالت عند تكريمها: «أنا الآن في حضن أمي سورية وأشعر هنا بالدفء»، مؤكدة أن التكريم ليس تذكيراً بتاريخ الفنان بل تأكيد أنه مازال موجوداً.

دراما حقيقية
وبينت المخرجة رشا شربتجي أن التكريم على خشبة دار الأوبرا ترك بصمة خاصة، وهو من التكريمات الأقرب لي بوجود أطفال احتفلت بهذا التكريم، وخاصة أن هؤلاء الأطفال لم تشوههم الحرب بل تحدوا الوجع والألم والعدوان وهم مستقبل سورية المقبل.
وأكدت أن العمل درامي حقيقي اعتمدت من خلاله على روايات حقيقية وأشخاص حقيقيين حوصروا بالحرب وعانوا الجرائم والخطف، مضيفة: يجب ألا ننكر أن الدراما السورية تواجه صعوبة بالتسويق.

مسؤولية كبيرة
بدورها أكدت سوزان نجم الدين أنها سعيدة بردود الأفعال التي تتلقاها حتى اليوم عن مسلسل «شوق»، وشكرت كل القائمين على التكريمات والجوائز التي تلقتها بمختلف البلدان العربية، مشيرة إلى أن هذا الشيء يحمّلها مسؤولية كبيرة وتخاف أكثر وتحسب خطواتها بشكل حذر أكثر، مؤكدة أن اللقب ليس مهماً بقدر ما يهم العمل ليصل إلى الجمهور وأنها عندما تتم دعوتها لأي تكريم من أي جهة تشعر بسعادة كبيرة وتطمح دائماً للأفضل، معتبرة أن شخصية «روز» من أصعب الشخصيات التي جسدتها وخاصة أنها حقيقية، وتوجد مسؤولية مضاعفة عليها.
وقالت إن تجربتها في المسلسل من التجارب المهمة، لما تحمله هذه الشخصية من صفات القسوة والقيادة والحب والمسؤولية.
وعن تجربتها مع المخرجة رشا شربتجي، قالت إنها ساعدتها كثيراً في رسم خطوط تلك الشخصية ووجهتها بحب وعناية، وحرصت على تقديمها بلوك وأداء مختلف.

طريقة مدروسة
وأكدت نسرين طافش أنها تعذبت كثيراً في المسلسل من خلال التصوير والتعب الذي لاحق كل فريق العمل، ووصفت الشخصية بالصعبة جداً والمركبة التي تحتاج إلى طاقة ممثل كبيرة.
وأشارت إلى إن على الفنان أن يكون شاملاً بمرحلة من المراحل وعندما يعطينا الله الموهبة يجب أن نشاركها مع الجميع ومع كل الناس لكن بطريقة مدروسة، مؤكدة أن التمثيل شيء أساسي في حياتها بينما تعتبر الغناء هواية مازالت تقوي نفسها بها عن طريق الدروس والاختبارات وتدريبات الصوت، وهنالك أشخاص أحبوها بالغناء لكن يفضلونها أكثر بالتمثيل، والتنوع هو الذي يغني شخصية الفنان.

واقعي وإنساني
أما فراس الحلبي فقال: محور شخصيتي في المسلسل كان واقعياً وإنسانياً تجاه المجتمع، وإنه لشعور جميل أُضيف إلي، وفخر كبير ومسؤولية أكبر قدمها لي هذا التكريم.
شوق

يدور العمل حول معاناة السوريين بمختلف فئاتهم وطوائفهم خلال الحرب ليعلنوا جميعاً الشوق والحنين للعودة إلى وطنهم الأم بعد أن مزقتهم الغربة وذوبهم الأنين.
العمل اجتماعي معاصر يتحدث عن الشوق لكل التفاصيل الجميلة، وكذلك شوق الناس إلى الحب والسلام والأمان، ويتضمن قصتي حب لشخصيات يحركها الشوق للحياة وللتفاصيل التي بات الناس يفتقدونها في الوقت الراهن.
ولا ينفصل المسلسل عن الواقع، فهو وإن يتحدث عن المنظمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة وتعاملها مع النساء فهو لا يتناول هذه المنظمات بعناوينها العريضة إنما يتناول تأثير الحروب في المرأة التي تكون أبرز من يعاني بسبب الحروب.
إذاً، سيرصد العمل قصتي حب تائهتين تبحثان الواحدة عن الأخرى في دوامة الصراع الكبرى. هما قصتان واقعيتان، نخلص فيهما إلى أنه عندما تتصارع الفيلة، فإن العشب يموت. ربما سنصل لنتيجة تقول: كم أن النسيان نعمة، وكم يحتاج بعضنا إلى فقدان ذاكرة حقيقي في هذا الزمن الموجع. وبأسلوب يبتعد عن المباشرة والفجاجة، وسينبه إلى أن الإرهاب لا دين له فعلاً، بل هو سرطان مستشر علينا أن نتيقظ له جيداً.

حبكة مهمة
ولفتت رانيا الجبان أن التعاون مع المخرجة شربتجي مثمر لكونه العمل الأول، واختيارنا لـ«شوق» كنص لما يحمل معه من رسائل مجتمعية هادفة ولما يتضمن من قصة حب مشوقة وحبكة درامية مهمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن