الخبر الرئيسي

الزميل ثائر العجلاني شهيداً

تلقينا صباح أمس خبراً مختلفاً عن كل الأخبار، ثائر استشهد.
كيف وهو أرسل آخر خبر لنا الساعة الرابعة إلا عشر دقائق فجراً ليطمئن الدمشقيين أن الأصوات المسموعة هي لصليات صاروخية تستهدف مواقع ميليشيا «فيلق الرحمن» شرق العاصمة؟؟ وكان الرد أنه وبعد هذا الخبر بأقل من ساعة غادر ثائر دنيانا متأثراً بشظايا قذيفة هاون استهدفته والمجموعة التي كان يرافقها ليوثق ويصور معركة جوبر التي طالما انتظر تحريرها من أيدي الإرهاب.
لا شك أن رحيل ثائر مفجع وحزين ويشكل خسارة لـ«الوطن» وللإعلام السوري ولسورية عموماً، فثائر الذي بدأ خطواته المهنية في «المركز السوري للتوثيق» ثم في «شبكة عاجل» وفي بعض الأوقات في تلفزيون الدنيا قبل أن يستقر مراسلاً لـ«الوطن» ولـ«شام إف إم»، كان شاباً طموحاً للغاية وشجاعاً، وثار بإمكانياته المتواضعة جداً، على نمطية الإعلام السوري، فتحول إلى منارة تستقطب كل من يتابع شؤون الميدان وسير المعارك.
لم يكن ثائر ليكتفي بما لديه، كان دائماً يطمح للأفضل، كان حاسوبه الشخصي يحتوي على آلاف الأفلام التي وثقها في شوارع دمشق وعلى الجبهات وبين المقاتلين.
كان هاتفاه الجوالان لا يهدأان وهو يرد على أسئلة الناس والأصدقاء ووكالات الأنباء وقنوات التلفزة والإذاعات.
ثائر ذاك الشاب الذي كان يكذب الأخبار الآتية من الخارج ويملك الخبر اليقين، غادرنا «يا سادة»، كما كان يخاطب جمهوره الفيسبوكي.
غادر ثائر ذو الـ34 ربيعاً، وأب لولدين، دنيانا دون أن يشاهد تحرير جوبر وكل المناطق السورية.
ترجل باكراً تاركاً خلفه الآلاف من المتابعين والمحبين والمئات من المقاتلين والدمشقيين الذين اعتادوا لقاءه كل يوم على الجبهة وفي كل زوايا دمشق.
سيشيع جثمان الزميل ثائر غداً من مشفى تشرين العسكري إلى مقبرة باب الصغير حيث يوارى الثرى.
و«الوطن» إذ مراسلها ثائر العجلاني، ترجو من اللـه عز وجل أن يلهم والده الأستاذ والكاتب شمس الدين العجلاني ووالدته السيدة النائبة والسفيرة هدى الحمص وأشقاءه وزوجته وأولاده الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون، ورحمك اللـه عزيزنا ثائر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن