سورية

موسكو: إبقاء واشنطن قواتها في سورية أمر غير شرعي

| وكالات

انتقدت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» الروسية تصريحات وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» حول نية واشنطن إبقاء قواتها في سورية واعتبرت أن ذلك «أمر غير شرعي وينافي القوانين الدولية»، في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحفية روسية عن أن العدد الحقيقي للجنود الأميركيين الذين يخدمون في سورية في الواقع أكبر مما ذكرته القنوات الرسمية.
وكتبت القناة في صفحتها على موقع «فيسبوك»: أن «التصريحات الصادرة عن (وزارة الدفاع الأميركية) البنتاغون بنية واشنطن إبقاء قواتها في سورية هو أمر غير شرعي وينافي القوانين الدولية التي تقر باحترام الدول لسيادة الدول الأخرى».
وأعلن المتحدث باسم «البنتاغون»، اريك باهون، الثلاثاء «عزم بلاده إبقاء وجودها العسكري غير الشرعي في سورية طالما كان ضرورياً»، دون أن يوضح ماهية هذه الضرورة ومن يحددها.
وكان مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أكد في وقت سابق أن وجود القوات الأميركية وأي وجود عسكري أجنبي في سورية دون موافقة الحكومة السورية هو «عدوان موصوف واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة».
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً استعراضياً غير شرعي من خارج مجلس الأمن ودون موافقة الحكومة السورية بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي سياق متصل، وتحت عنوان: «28 ألف حربة: أين ولماذا تقاتل الولايات المتحدة»، كتب الصحفي ميخائيل خوداريونوك، مقالاً في جريدة «غازيتا رو» الروسية، عن مخاطر الوجود العسكري الأميركي في سورية على وحدة البلاد.
وركز المقال، وفق «روسيا اليوم»، على تعداد الجنود الأميركيين المنتشرين في مناطق النزاعات، وذكر أنه يوجد في العراق في الوقت الراهن 8892 وفي أفغانستان 15298 وفي سورية 1720 جندياً، وفي المجمل الرقم هو 25910 بين جندي وضابط، حتى الثلاثين من أيلول 2017، وأن هذه الأرقام نشرت في السابع عشر من تشرين الثاني، في تقرير ربعي لوزارة الدفاع الأميركية.
بيد أن وزارة الدفاع الأميركية لم تدرج، كما جرت العادة، قوات العمليات الخاصة أو الأفراد المؤقتين الذين يتناوبون الخدمة في المناطق الساخنة، وهكذا فإن العدد الفعلي للجنود الأميركيين في مناطق القتال يمكن أن يكون أكبر بكثير مما ذكر رسمياً، كما قال كاتب المقال.
وأضاف: إن العدد الحقيقي للجنود الأميركيين الذين يخدمون في سورية في الواقع أكبر مما ذكرته القنوات الرسمية، فقد ذُكر من وقت غير بعيد رقم 503، ثم تبين أن العدد الفعلي 1720، وفقاً لمعطيات أميركية أيضاً.
وعلى الرغم من أن هناك عدداً قليلاً نسبياً من الأميركيين في سورية، إلا أن وجودهم يخلق صعوبات في العمل على الأرض، فمثلاً، خلال المعارك الأخيرة لتحرير دير الزور -كما يقول كاتب المقال- جرت مفاوضات صعبة جدا بين الجيش الروسي والأميركيين للتمييز بين مناطق النفوذ في المنطقة.
ووفقاً لمصادر «غازيتا رو»، وصلت المسألة إلى توجيه تهديدات متبادلة باستخدام الأسلحة المضادة للطائرات ضد طائرات البلدين.
وبحسب مصدر الصحيفة، قال الجيش الروسي مباشرة للأميركيين: «إذا كنتم تساندون داعش، فسوف نسقط طائراتكم. وإذا كانت هناك قوات عمليات خاصة لقواتكم فزودونا بإحداثياتها الدقيقة». وبصعوبة كبيرة، كان من الممكن وضع خط لمعرفة حدود الأطراف، أي تحديد مناطق انتشار الأميركيين والأكراد.
إلا أن وجود الجيش الأميركي في سورية يمكن أن يتسبب بمشاكل أكثر خطورة. ففي الجزء الشرقي والشمالي الشرقي من البلاد، حيث تنتشر قوات العمليات الخاصة الأميركية، يمكن لواشنطن أن تخلق دولة سورية موازية، على غرار بنغازي اليوم في ليبيا، بمساعدة المعارضة السورية. ومن شأن هذه الدولة أن تهدد وحدة البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن