شؤون محلية

آه.. شو بلدية!!

محمد حسين : 

كتبنا كثيراً عن مجلس مدينة طرطوس.. انتقدنا وطالبنا ورفعنا الصوت أكثر مما يجب أحياناً وانتظرنا أن تنصت إلينا الجهات المعنية ولكن دون جدوى..
كتبنا عن ملفات شائكة وعن استثمارات متعثرة وعن شوارع تحولت إلى كتل من صفيح الأكشاك فلا أرصفة بقيت للمشاة المساكين ولا مرائب للسيارات وقلنا إن ثمة ما يريب في كل ذلك رغم الغايات النبيلة التي ترفع بين الحين والآخر حول هذه الخطوة أو تلك!!
وقلنا أكثر من مرة إن هذا المجلس بطبيعته الحالية عاجز عن اتخاذ ما يفيد هذه المدينة وأهلها وكل ذلك ذهب أدراج الرياح والأيام انقضت بحلوها ومرها وهذه الدورة شارفت على نهايتها ولم يستمع إلينا أحد.
الآن وصلت الأمور إلى حد خطر وما كان يجري وراء الأبواب فاحت روائحه والمعلومات تتحدث عن مشاحنات أوصلت اثنين من أعضاء المجلس إلى التوقيف على خلفية تلك الغايات النبيلة التي كانت تسوّق لتبرير انتشار الأكشاك على كامل الأرصفة.
أما كيف وصلت الأمور إلى هذا المأزق فهنا لبّ المشكلة فمن تم توقيفه هو أحد أكثر الأعضاء انتقاداً لأداء المجلس وأحد أكثر الأعضاء دفاعاً عن مصالح الفقراء من أهل المدينة الطيبين.
لن نخوض في تفاصيل ما جرى وتسبب في حدوث ذلك فهو بالتأكيد نتيجة وليس سبباً ولا أنكر شخصياً أنني توقعت حدوثه لأن تلك المقدمات الخاطئة لابد أنها أوصلتنا إلى هذه الحالة ومواقع التواصل الاجتماعي التي تناقلت خبر التوقيف وخبر إخلاء السبيل بعيداً عمن تقدم بالشكوى أو من أسقط حقه.
بعضنا يكيل لها التهم كلما سنحت له الفرصة لذلك لتسخيف محتواها فهذا لا يغير من واقع الأمر شيئاً.. لأن لسان حالنا يقول «شو جابرك ع المرّ غير الأمرّ!!».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن