سورية

داعش يتقدم شمال حلب و«فصائل تركيا» تترنح

حلب- الوطن : 

تلقت المجموعات الإرهابية المسلحة في ريف حلب الشمالي، والتي باتت تدعى بـ«فصائل تركيا» بعد وضع إمكانياتها كاملة تحت تصرف الحكومة التركية، ضربة قاصمة أمس بهزيمتها أمام تنظيم داعش الإرهابي الذي انتزع قرية أم حوش الإستراتيجية منها على الرغم من تعزيز جبهاتها مع التنظيم على حساب جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية التي انسحبت من خطوط التماس برغبة تركية أميركية.
وقبل إعلان التنظيم بشكل رسمي خبر سيطرته على أم حوش، أفادت مصادر أهلية في القرية لـ«الوطن»، بأن سيارتين مفخختين يقودهما انغماسيان من داعش انفجرتا في حاجزين لـ«الجبهة الشامية» ليل أول أمس وأوقعتا 11 قتيلا تلتهما اشتباكات عنيفة تسلل عناصر داعش بعدها إلى داخل القرية وليسيطروا عليها بشكل كامل صباحاً.
وساد التخبط في صفوف المجموعات المسلحة التي حاولت جاهدة استعادة القرية، التي تزيد الضغط على بلدة مارع لقربها منها ولكن من دون جدوى. ونفت تلك المجموعات خبر سقوط القرية للحفاظ على ماء وجهها أمام سيدتها حكومة تصريف الأعمال «العدالة والتنمية» في تركيا، ثم اعترفت بخسارتها بعد بث داعش بياناً على مواقع التواصل الاجتماعي واعتراف تنسيقيات محسوبة عليها بالأمر.
تزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة اندلعت بين التنظيم الإرهابي ومجموعات المسلحين في قرى تلالين وصوران وأم القرى أودت بحياة 18 مسلحاً من المسلحين و10 من التنظيم.
وتأتي هزيمة «فصائل تركيا» في وقت عزمت الحكومة التركية على إقامة «منطقة آمنة» في ريف حلب الشمالي على أن تستخدم تلك الفصائل رأس حربة في طرد التنظيم منها لتحقيق أجندتها في منع إقامة إقليمين كرديين للحكم الذاتي في عين العرب وعفرين والقضاء على وحدات «حماية الشعب» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي.
ولموقع أم حوش أهمية حيوية لوقوعه على الطريق الواصل بين حلب ومارع ومجاورتها لمدخل منطقة المسلمية التي تضم مدرسة المشاة أهم معقل لـ«الجبهة الشامية» وقبله «لواء التوحيد» الإخواني والتي يطمح داعش في السيطرة عليها لوصلها مع مناطق سيطرته في شمال شرق حلب وفي شرقها.
وسبق لداعش أن اقتحم القرية أكثر من مرة في الأشهر الثلاثة الأخيرة ثم انسحب منها وحاول في 16 الشهر الفائت السيطرة عليها، إلا أن المقاومة العنيفة للمسلحين وقصف طائرات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن لمواقعه في محيطها حال دون ذلك عدا وجود مسلحين لـ«النصرة» فيها والذين يستخدمون للقتال في الصفوف الأمامية، وبفقدهم خسرت المجموعات المسلحة في شمال حلب أهم مكوناتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن