عربي ودولي

حماس تخوض صراعاً على السلطة وحاولت إيجاد بديل للمنظمة ولكنها فشلت … عبد الهادي لـ«الوطن»: واشنطن جزء من الاحتلال

| رام اللـه – محمد أبو شباب

قال السفير أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي يشارك في جلسات المجلس الوطني الفلسطيني التي ستنطلق مساء اليوم الإثنين في مدينة رام اللـه بالضفة الغربية المحتلة في حوار مع «الوطن» أن جلسة المجلس الوطني هذه المرة مهمة للغاية، في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخططات لتصفيتها على يد الاحتلال وواشنطن، مؤكداً في الوقت ذاته أن واشنطن باتت جزءاً من الاحتلال وليست وسيطة في عملية السلام، وأن حركة حماس فشلت بإقناع بعض الفصائل في تكوين كيان سياسي بديل عن منظمة التحرير.
وحول برنامج المجلس الوطني في هذه الجلسات، قال السفير عبد الهادي: هذه الجلسات للمجلس هي تقييم للمرحلة الماضية، ووضع تصور للمرحلة السياسية القادمة، وخاصة أن هذا المجلس يعقد في لحظة تاريخية مهمة تمر بها القضية الفلسطينية، في ظل ما واجهته مؤخراً خاصة ما يتعلق بإعلان ترامب بأن القدس عاصمة للاحتلال، وقراره نقل السفارة إليها، نحن نعتبر هذا القرار، حتى وإن نفذ حبراً على ورق، لأن الشعب الفلسطيني مصمم على إبطال هذا القرار، مهما بلغت التضحيات.
فيما يتعلق باللجنة التنفيذية والتي تعد الهيئة العليا التنفيذية لمنظمة التحرير أكد السفير عبد الهادي: «سيتم في جلسة المجلس الوطني انتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير، وكذلك دراسة وضع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بعد التقليصات الأميركية الكبيرة في المساعدات المقدمة للأونروا، والولايات المتحدة تدفع أموال للأونروا كواجب، وليس منة منها على الشعب الفلسطيني لأن الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي يتحملون ما حل بالشعب الفلسطيني من تشرد ودمار على مدى سبعين عاماً وهي عمر النكبة الفلسطينية».
وأشار عبد الهادي إلى أن ملف الأسرى سيكون حاضراً بقوة على جدول أعمال المجلس الوطني، وأن الإفراج عن الأسرى يعد شرطاً أساسياً لاستئناف أي عملية سلام مع الاحتلال في المستقبل، وقضية الأسرى من الثوابت الوطنية الفلسطينية التي لا يمكن التفريط فيها.
وحول المأزق الذي دخلت فيها المصالحة الفلسطينية أكد عبد الهادي: «أن المصالحة الفلسطينية ستكون حاضرة في اجتماعات المجلس الوطني، نحن نعتبر أنه لا يوجد انقسام وشعبنا موحد، ونحن نعتبر حماس تخوض صراعاً على السلطة، وهذا الصراع يقود إلى فقدان القضية الفلسطينية قوتها، منظمة التحرير باعتراف كل دول العالم هي من تمثل الشعب الفلسطيني في داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها».
وأشار السفير عبد الهادي إلى أنه ستتم مناقشة ما تتعرض له السلطة الفلسطينية من ضغوطات خارجية خاصة الحصار المالي المفروض عليها من واشنطن.
وأكد عبد الهادي أن جلسة المجلس الوطني ستضع الخطط السياسية وستناقش مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي عرضها على مجلس الأمن الدولي قبل شهرين، للتوصل لاتفاق سلام يقود لدولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وتابع: نحن بعد قرار ترامب نقل السفارة الأميركية للقدس نعتبر واشنطن جزءاً من الاحتلال، ولم نعد نثق فيها كوسيط لأي عملية سلام، وهي تمثل إسرائيل، ويجب أن تتراجع عن قرارها بنقل السفارة للقدس.
وبخصوص محاولة حركة حماس عقد جلسة موازية للمجلس الوطني أشار عبد الهادي إلى أن: «حماس فشلت في إقناع عدد كبير من الفصائل الفلسطينية بإنشاء جسم بديل لمنظمة التحرير، لأن مشروع حماس هو مشروع فئوي، وهذه رسالة لحماس بأنه حتى الفصائل التي لم تشارك في اجتماعات المجلس الوطني هذه المرة، أكدت أن منظمة التحرير هي البيت الجامع للشعب الفلسطيني، وهي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ورفضت هذه الفصائل الانخراط في أي جسم بديل عن منظمة التحرير، أو المشاركة في مؤتمرات تشكك في شرعية منظمة التحرير، وهو إخفاق ذريع لحركة حماس، لعل هذه المواقف تكون درساً لحركة حماس لتلتزم بالقرارات الوطنية الفلسطينية.
وأشار السفير عبد الهادي إلى أن عدد أعضاء المجلس الوطني في سورية يبلغ 35 عضواً، وسيشدد المجلس الوطني في اجتماعاته على دعم اللاجئين الفلسطينيين في سورية وفي كل أماكن وجودهم.
وشدد السفير عبد الهادي أن مطالبنا للعالم واضحة، وهي التمسك بالثوابت الوطنية، ولن نتخلى عن حبة رمل من فلسطين، ونحن سنحبط المؤامرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، بدعم الأشقاء العرب، والتحرير قادم بفضل اللـه أولاً وبصمود الشعب الفلسطيني في وجه هذا المحتل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن