عربي ودولي

إسلاميون مصريون يلومون قيادة الإخوان على خطيئة رابعة وقيادات الجماعة تلتقي مسؤولين غربيين وتحتج على زيارة كيري وتزويد مصر بأسلحة أميركية

القاهرة- فارس رياض الجيرودي : 

ارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات لقياديين من داخل التيار الإسلامي في مصر تزامناً مع الذكرى السنوية الثانية لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، تلوم قيادة جماعة الإخوان المسلمين المحظورة على مقامرتها باستقرار البلاد واستخدامها لشباب التيار الإسلامي الذين شاركوا في الاعتصامين المذكورين، دون أن تمتلك أي رؤية سياسية واضحة للهدف من الاعتصامين اللذين نظمتهما إثر قيام قيادة الجيش المصري بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي استجابةً لحشود شعبية مصرية كبيرة طالبت بتنحيته. وكشف القيادي الإخواني حمزة زوبع للمرة الأولى أن مجلس شورى الجماعة كان يدرك أن اعتصام رابعة لن يعيد محمد مرسي للحكم، وأنه كان يستغل أنصار التيار الإسلامي للوصول لمرحلة تفاوض سياسي، زوبع تمت معاقبته على تصريحاته بإقصائه خلال الفترة الأخيرة من المناصب الإعلامية للجماعة. بدوره أكد عصام عبد الماجد عضو شورى الجماعة الإسلامية أن الهدف الحقيقي للاعتصام كان محاولة الوصول لمرحلة تقسيم الجيش المصري، كاشفاً بذلك الروح الانتهازية التي تعامل الإخوان بها مع الأزمة في استغلال لمشاعر جماهير التيار بهدف الوصول إلى انقسام مؤسسات الدولة على بعضها تحقيقاً لأهداف سلطوية، وكانت تصريحات عبد الماجد سبباً في تبرؤ الجماعة الإسلامية منه.
من جانبه قال أحمد رشوان، سكرتير عام حزب النور: إن جماعة الإخوان استغفلت شبابها وأوهمتهم أن تمني انشقاق جيش البلاد «من الدين»، وأن الشهادة أن تثبت في الميدان حتى الموت، ثم فر عاصم عبد الماجد وصفوت حجازي وغيرهم وتركوا الشباب بين مقتول ومجروح ومسجون ومنحرف فكريًّا أو مريض نفسيًّا مما حدث. وأضاف رشوان: إن قيادات الجماعة واستمراراً لمسلسل بيع الوهم بتجييش العواطف: «أصروا على المضي في مسلسل بيع الوهم بتجييش العواطف ضد كل من خالفهم، بدلاً من أن يتوبوا إلى اللـه ويستغفروه على خيانتهم للشباب ولوطنهم».
على التوازي اشتعلت المعركة بين جماعة الإخوان وحركة «6 أبريل» الليبرالية التي كانت حليفة للحكم الإخواني في مصر، وذلك بعد إخفاق فعاليات ذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين، حيث حملت الإخوان حركة «6 أبريل» مسؤولية إخفاق فعالياتها، في حين هاجم نشطاء ثوريون الجماعة متسائلين عن موقف قيادات التنظيم الموجودين بمصر عن تلك الفعاليات وعدم وجود أي تصريح لهم حتى الآن. وقال نشطاء الإخوان عبر صفحاتهم على «فيس بوك»: «إن حركة 6 أبريل موقفها واضح وشارك أعضاؤها في عزل جماعة الإخوان، وبالتالي لا ننتظر أن يكون موقفهم مؤيدًا لنا في ذكرى رابعة العدوية»، مضيفين: إن حركة 6 أبريل تتحمل أيضاً مسؤولية ما حدث للإخوان في ميدان رابعة، لأنهم لم يشاركوا بقوة معهم في الاعتصام واكتفوا بتصريحات فقط. بينما شن نشطاء ثوريون هجوماً عنيفاً على الإخوان، بعد هجوم الجماعة على حركة «6 أبريل»، وتساءلوا: «أين أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى السابق والقيادي الإخواني من فعاليات الإخوان في ذكرى رابعة»، وأضافوا: إن أحمد فهمي لم يظهر على الإطلاق منذ عزل مرسي، وظل مختفياً رغم ما يحدث للإخوان، رغم أن الجماعة جعلته يترأس مجلس الشورى أثناء حكمها البلاد.
بينما قال القيادي الإخواني السابق خالد الزعفراني: إن الجماعة سعت لتشكيل حكومة ثانية في مصر قبل فض اعتصام رابعة، كاشفاً عن أن جماعة الإخوان كانت تسعى قبل فض اعتصام رابعة العدوية لتشكيل حكومة موازية مكونة من 11 وزيراً ومقرها في رابعة العدوية، مضيفاً: «سعى الإخوان لتسهيل تدخل الغرب في الشأن المصري»، وأضاف: «قبل فض اعتصام رابعة العدوية خططت جماعة الإخوان لاقتحام عدد من الوزارات من أجل تهيئة الأجواء لحكومة كانوا يريدون تشكيلها في رابعة العدوية».
وأكد «الزعفراني» أن جماعة الإخوان تشهد الآن حالة من الانقسامات الداخلية، وخاصة بعد ذكرى رابعة العدوية، موضحاً أن عناصر الجماعة الآن أصبحت لا تحمل التقدير الذي حملته سابقاً لقياداتها، الأمر الذي أدى إلى فوضى داخل الجماعة.
وعلى صعيد آخر تبدأ قيادات في جماعة الإخوان خلال أيام جولة تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وعدداً من الدول الأوروبية، ضمن ما وصفته مصادر بالجماعة بـ«جمع توقيعات» في إطار ما يطلق عليه «الحملة الدولية»، لوقف إعدام الرئيس الأسبق محمد مرسي وعدد من قيادات الجماعة.
واستبقت الجماعة جولتها الأوروبية بطلبات للقاء عدد من المسؤولين الأميركيين، إلى جانب تقديم خطاب احتجاجي لوزارة الخارجية الأميركية، اعتراضاً على زيارة الوزير جون كيري الأخيرة لمصر، وقالت المصادر: إن الجماعة تقدمت باحتجاج على دعم الولايات المتحدة للقاهرة بطائرات إف 16 الحديثة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن