رياضة

السيتيزينز والبلوز يقصان شريط الموسم الكروي الإنكليزي … لقاء ظاهره هامشي وباطنه معنوي

| محمود قرقورا

تعود اليوم عجلة الحياة لموسم الكرة الإنكليزي عندما يتقابل مانشستر سيتي بطل الدوري مع تشيلسي حامل الكأس برسم الدرع الخيرية، ومعلوم أن هذه المباراة توازي كأس السوبر في بلدان أخرى كالتي جرت أمس بين سان جيرمان وموناكو التي حسمها النادي الباريسي 4/صفر، وفي إنكلترا تحديداً فإن هذه المباراة تأخذ أهميتها نظراً للبعد الإنساني والأعمال الخيرية.
المباراة تكون بمنزلة التحضير شبه الأخير للناديين المتباريين مع العلم أن المباراة تعد رسمياً ضمن أجندة الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم بدليل أن البطاقات الملونة يحملها اللاعبون إلى الدوري.
المباراة تنطلق بتمام الخامسة مساءً على أرضية ملعب ويمبلي الشهير ويقودها الحكم جونوثان موس.

مذاكرات

الفريقان استعدا للدوري من خلال بطولة الكأس الدولية للأبطال حيث تعادل تشيلسي مع الإنتر الإيطالي 1/1 قبل الفوز بالترجيح كما تعادل مع جاره آرسنال بالنتيجة ذاتها قبل الخسارة بالترجيح، وفاز على بيرت غلوري الأسترالي بهدف مقابل لا شيء.
على الضفة المقابلة خسر مانشستر سيتي أمام دورتموند بهدف مقابل لا شيء، وأمام ليفربول بهدف لاثنين وفاز على بايرن ميونيخ بثلاثة أهداف لهدفين، وبناءً عليه ستكون هذه المباراة المحك الحقيقي للمدربين كي يقفا على التشكيلة النهائية التي ستخوض غمار المرحلة الأولى من الدوري الإنكليزي الممتاز الذي ينطلق يوم الجمعة المقبل، وسيكون حامل اللقب على موعد مع زيارة آرسنال يوم الأحد القادم في قمة واعدة عنوانها سخونة البداية وعدم وجود جس النبض في الدوري الأقوى عالمياً، بينما سيبدأ تشيلسي مشوار العودة إلى مصاف الكبار واقتلاع مركز مؤهل للشامبيونزليغ بمواجهة مضيفه هيدرسفيلد.
المدرب الجديد لتشيلسي الإيطالي ساري القادم من نابولي لن يتعب نفسه عناء اكتشاف الصعوبة التي تنتظره في الملاعب الإنكليزية والحال كذلك عند الوافد الجديد جورجينو، فمباراة اليوم محطة مهمة كي يدخل إلى قلوب مشجعي ستامفورد بريدج إذا استطاع تحقيق نتيجة إيجابية، والنتيجة الإيجابية ليست منوطة بالفوز، فالتعادل سيكون مرضياً حتى ولو عبست بوجهه ركلات الترجيح التي تنفذ مباشرة دون الحاجة إلى خوض وقتين إضافيين وهذا أحد البنود المتفق عليها في هذه المباراة، كما أن التبديل مسموح فيه لستة لاعبين من بين سبعة لاعبين على دكة البدلاء .

الحفاظ على القمة

يقولون الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها وهذا برسم المدرب الإسباني غوارديولا الذي حرق المراحل في الموسم الفائت عندما قاد فريقه السيتيزينز إلى لقب الدوري جامعاً مئة نقطة وهذا رقم قياسي، وهو يعول على المفاتيح المهمة التي تألقت في الموسم المنصرم أمثال البلجيكي دي بروين وزميله كومباني وهما غائبان عن لقاء اليوم بسبب الإجازة عقب المونديال، وسيحضر الألماني ليروي ساني للرد على المدرب الألماني يواخيم لوف الذي لم يأخذه إلى كأس العالم في روسيا وهو واحد من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الناخب الألماني، وقد يكون هذا اللقاء الظهور الرسمي الأول للجزائري رياض محرز مع السيتي.
بينما احتل تشيلسي الذي يغيب عنه في لقاء اليوم البلجيكيان كورتوا وهازارد اللذان لم يلتحقا بعد كأس العالم، المركز الخامس برصيد 70 نقطة لم تكن كافية لحجز مكان في مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وهو السبب المباشر للاستغناء عن خدمات المدرب الإيطالي كونتي الفائز بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز في الموسم قبل الماضي، وبناءً عليه يدرك الإيطالي ساري المتاعب التي تنتظره ما لم تتطابق النتائج مع رؤية مالك النادي رومان أبراموفيتش الذي يستغني عن المدربين بطريقة أسهل من شرب الماء، فأي عثرة ربما تكون كافية للإطاحة برأسه، وأي خلاف بوجهات النظر معه يكون مبرراً للاستغناء عن خدماته، وتلك هي الحقيقة المرة عندما يتعلق الأمر بملاك الأندية والمدربين، حيث يتم التعامل معهم وكأنهم موظفون.

للتاريخ

انطلقت المسابقة عام 1908 ومرت بمراحل عدة حيث تقاسم الناديان المتباريان الدرع عدة سنوات في حال التعادل، حيث لم تكن هناك ضرورة للحسم بركلات الترجيح كما هو اليوم، ويعد مانشستر يونايتد الأكثر فوزاً من بين الأندية الخمسة والعشرين التي عانقت اللقب، فحمل الدرع 21 مرة مقابل 15 لليفربول وآرسنال و9 لإيفرتون و7 لتوتنهام و4 لوولفرهابمتون وتشيلسي ومانشستر سيتي، ولذلك يطمح فارسا اليوم إلى اللقب الخامس الذي يجعل صاحبه خامس أكثر المتوجين.
وحاز اللقب مرتين كل من ليدز وبيرنلي وبروميتش، وفاز باللقب مرة واحدة كل من بلاكبيرن وبولتون وندرز وبرايتون وكارديف وديربي وهيدرسفيلد وليستر ونيوكاسل وفورست وشيفيلد وينزداي وسندرلاند وأستون فيلا وبورتسموث وويستهام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن