ثقافة وفن

منذ تخرجي عملت على صناعة تاريخ مختلف ومميز … عامر علي لـ«الوطن»: الفنانون السوريون الذين بقوا داخل الوطن ظلموا دون استثناء

| سارة سلامة

منذ طفولته حمل الفنان عامر علي في تفاصيله وتفكيره اختلافاً وأخذ يجوب داخل نفسه يبحث عنها مراراً، تاركاً تلك الألعاب الطفولية مختزلاً سعادته بشريط فيديو يراقب فيه البطل وأولئك النجوم ويتأثر بهم في كل مرة، حتى أخذته مصادفة جميلة إلى مسرح الحمراء بدمشق ليشعر من دون أي تفكير بأن هذا المكان هو مكانه بكل ما يحمله من حميمية وبذلك ابتعد عن حلمه في أن يكون صانعاً للأفلام ودخل عالم التمثيل.
ولم يكن ابتعاد الأطفال عنه في الصغر تمجيداً لتوصيات أهاليهم إلا دافعاً حقيقاً حثه على اكتشاف نفسه وإيجاد طريق يهديه خارجاً عن كل ما هو عادي ومألوف ليصنع شخصيته الخاصة، عندها فقط آمن والده بأن الأبناء ليس نحن من نصنعهم بل هم الذين يصنعون أنفسهم، فعامر كسر كل تلك القيود ودخل الفن من أوسع أبوابه، ليكون العاشق والمذنب والبريء والأمير الضابط، ونراه هذا العام من خلال شخصيتين مختلفتين وهما سمعان في «وحدن» وجود في «روزنا» لأنه يكره التكرار ولطالما بحث عن الاختلاف.
وبعد مسيرة 17 عاماً في الفن يعتبر عامر نفسه أنه لم يأخذ ربع حقه وهو يبحث عن فرصة تشكل نقلة نوعية في حياته الفنية، وهو اليوم عاتب ومحبط وبانتظار أمل يعيد له الثقة في هذا الوسط الذي طالما عشقه، وكان هذا الحوار..

بداية حدثنا عن دخولك الوسط الفني مع أنك ابن أسرة محافظة؟

موضوع العمل في الفن كان بعيداً عن المجتمع الذي عشت به ولم تكن تربطني فيه أي علاقات، كما أن الفكرة لم تكن محببة لعائلتي، وفي طفولتي كنت موهوباً بالرسم وكان الجميع يتوقع أن أدرس في كلية الفنون الجميلة، ولكن الهوس في التمثيل اعتنق روحي عندما ذهبت إلى مسرح الحمرا، وحضرت مسرحية، حينها شعرت أن هذا المكان مكاني، وتقدمت إلى المعهد العالي للفنون المسرحية من دون علم أهلي وقُبلت وفي الوقت نفسه قُبلت في كلية الفنون الجميلة، ولكني لم أفكر مرتين وذهبت فوراً باتجاه المعهد العالي، وقلت إذا لم أحقق قدراً من المنافسة فسأنسحب باتجاه الفنون الجميلة ولكن بعد أسبوعين دخلت في الحالة.
وكنت أعشق السينما أيضاً ولأن في سورية ليس لدينا اختصاص في الإخراج رغبت في دخول المعهد العالي وربما لإكمال دراستي خارج سورية إلا أنني كنت قد أحببت التمثيل وانشغلت عن طموحي في صناعة أفلام.

ممكن أن نراك في يوم خلف الكاميرا؟

لن أخوض هذه التجربة إلا عندما أشعر بأنني سأكون علامة فارقة وإذا لم أقدم شيئاً مختلفاً فلن أدخل بها، والكثير من زملائي خاضوا هذه التجربة ولكن من تميز منهم هو حاتم علي.

أول تجربة لك كانت مع حاتم علي في عمل «صلاح الدين» ماذا تتحدث عن هذه التجربة؟

على الرغم من شخصيته القوية في التصوير فإنه ساعدني في البداية ووقف إلى جانبي كثيراً، وطلبني عدة مرات بعدها ولكني كنت مرتبطاً بأعمال أخرى، إلى أن التقينا مجدداً في مسلسل «عمر» من خلال دور صغير، وعلى الصعيد الشخصي العمل مع حاتم يشعرني بالسعادة مهما كان العمل معه صعباً لأن النتيجة تكون محكومة بالنجاح.

تخرجت في العام 2001 واليوم نحن في العام 2018، لماذا لم يصل عامر إلى مستوى يماثل هذه الـ17 عاماً؟

لا أدري مع العلم أن هناك الكثير من الفرص المهمة التي عرضت عليّ وربما أهم من فرص غيري، وما يحدث أن هذه الفرص تؤخذ مني في اللحظة الأخيرة بشكل ليس له علاقة بترتيب العلاقات الموجودة داخل الوسط الفني، والكثير من الفرص التي صنعت أسماء مهمة كنت قد وقعت عليها وقبل التصوير تذهب إلى ناس آخرين والمحاربة مهما كانت كبيرة إلا أنها تفاجئني عندما تكون من أصدقاء.

هل أنت شخص عدائي أو لديك شللية إذاً لماذا هذه المحاربة؟

لو كنت شخصاً عدوانياً أو لديّ شللية لكنت بخير وعملت أهم الأعمال، إلا أنني عملت جاهداً ألا أربط نفسي بشركة أو مخرج وفضلت العمل مع الجميع، لتكون خياراتي أوسع حتى إنني عملت مع مخرجين لا أتكلم معهم.

كم تحترم مخرجين كهؤلاء تعمل معهم ولكنك لست على وفاق معهم؟

بكل تأكيد عملت أيضاً مع ممثلين بيننا حساسية وتجاوزناها أثناء العمل وأذكر في إحدى المرات أننا كنا على المسرح وإلى جانبي ممثلة بدور حبيبة وكنا على خلاف وتصالحنا في العرض وهذا أمر طبيعي.

هل أنت راض عن مكانتك؟

راض عنما قدمته إلى حد الآن، ولكني لست راضياً عن مكانتي لأنني عملت على نفسي جداً ولديّ يقين بأنني أستطيع تقديم أفضل من ذلك، ولم أشعر أن ما قدمته هذا العام نجاح بل كان لدي إحباط لأنني لم أقدم شيئاً مختلفاً عما قدمته في السابق، ولم أخط خطوة كبيرة، وهذا الإحباط ليس بسبب الأعمال ولكن بسبب السقف الذي وصلنا له ضمن الظروف الراهنة.
حيث قدمت شخصيتين مختلفتين شخصية سمعان في عمل «وحدن»، وهي شخصية أحبها جداً، وشخصية جود في «روزنا» وهو عمل أحببته بالشكل العام، ومع أن دور سمعان صغير إلا أنه أعطاني خطوة أكبر لأنها شخصية مختلفة وجديدة وشكلت تحديّاً لي واستطاعت أن تصل للناس.

أتلوم نفسك إذاً؟

في السنوات الثلاث الفائتة كنت أحاول للرمق الأخير إيجاد شيء مختلف يشكل مفترق طريق وقفزة حقيقية لي، ولكن مستوى الدراما بشكل عام يحبطنا كفنانين، وما نمرّ به اليوم هو ثبات وليس تقدماً والناس بدأت تتعود ذلك وتعتبره نجاحاً، ولا أدري إلى أين نحن ذاهبون وأنا لا أرغب في تكرير نفسي لكي أعيش فقط، وما يحدث ضمن دائرة الإنتاج يؤكد أننا ما زلنا منغلقين على أنفسنا ولو كان هذا العام أفضل من الذي قبله.

هل مطلوب من الفنانين والمخرجين والكتّاب البحث عن بدائل؟

نحن محكومون ومهنة التمثيل تحتاج إلى وجود كادر يكون كل شخص فيه بالأهمية ذاتها، ولا نستطيع اختيار منتج ومخرج وممثلين ونحن ضمن بوتقة ويحكمنا الظرف الإنتاجي الموجود حالياً، وهذه من الأسباب التي جعلتني لا أعمل في العام الفائت حتى لا أقدم شيئاً دون المستوى.

ليس لديك مشكلة بتنميطك؟

حاربت هذا الموضوع منذ البداية حيث لازمني دور العاشق والحبيب وبدأت البحث عن بدائل، وهذا الموضوع أضرني لأنني ابتعدت عما يناسبني لفترة خوفاً من تنميطي ضمن هذا الإطار، وهناك من يسأل لماذا أدواري بمجملها حزينة أو شريرة، وفي الحقيقة حاولت أن أنوع قدر المستطاع إلا الكوميدي لم أستطع إثبات نفسي به حتى الآن، لأنه لم يعرض عليّ باستثناء بعض لوحات «بقعة ضوء» ولست راضياً عنها، وعملت أيضاً أعمالاً تاريخية وأدواراً سلبية وإيجابية وأدواراً كبيرة وأخرى صغيرة، وحرصت هذا العام على الظهور من خلال شخصيتين مختلفتين هما سمعان وجود، والعام ما قبل الفائت كان معتز في «مذنبون أبرياء» مختلفاً تماماً عن الشيخ ورد في «صدر الباز».

في أي منها تجد نفسك أكثر؟

لا يوجد شيء محدد وفي بداية تخرجي كنت أحب التاريخي وكان لديّ طموح به ولكن في هذه الفترة بدأت الأعمال التاريخية تفقد بهجتها وملتها الناس، وفي أول 6 أو 7 سنوات عملت التاريخي مصادفة ووجدت نفسي معروفاً خارج سورية أكثر من داخلها لأن الناس هنا لا يفضلون التاريخي.

أهم محطة في تاريخك؟

أفضل عمل «سقوط الخلافة» وهو كان عن تاريخ قريب عام 1910.

ما العمل الذي حقق لك قفزة؟

مسلسل «هولاكو» استطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً في المغرب العربي وفي الخليج أيضاً وهو للمخرج باسل الخطيب.

دورك في «قاع المدينة» كان مميزاً جداً، هل لأنك أعطيته أفضل ما تملك أو لوقوفك أمام أيمن زيدان؟

النص كان جميلاً جداً وجميع النقاد أجمعوا على أن فريق العمل كله كان جيداً جداً فعندما يكون العمل مكتملاً من فنانين وفنيين وكل شيء سينجح وننجح كلنا معه، وهو ذكاء من المنتج في اختيار كادر مهم للعمل، ولم أكن أتوقع أن يأخذ العمل كل هذه الضجة لأنني قدمت في العام نفسه أعمالاً أخرى وهي الجزء الثالث من «الحصرم الشامي»، و«سحابة صيف».

أكثر الأدوار التي أثرت فيك؟

أول دور ترك بصمة كان في «قاع المدينة» و«رسائل الحب والحرب»، على الرغم من أن الدور كان صغيراً ولكنه كان غريباً وجريئاً إلى حد ما، وعمل «مذنبون أبرياء»، من خلال شخصية معتز حيث عملت مع الكاتب والمخرج لرسم ملامح هذه الشخصية وتفاصيلها، ونجحت وأعتبرها قفزة أخرى وهذه السنة كانت شخصية جود في «روزنا» لأن العمل كله أخذ ضجة كبيرة، وأحب شخصية سمعان في «وحدن» حيث استمررت شهرين بالتفكير في تفاصيلها لأجسدها بطريقة حقيقة وهامة، وهو مسلسل نخبوي يحتاج إلى متابعة دقيقة وفي كل مشهد هناك دلالة ومبني عليه مشاهد متعددة ومن ثم لا توجد مشاهد ليس لها معنى، وأحب هذه النوعية من الأعمال وأفضل أن يحترم العمل الفني عند المشاهدة، وهناك نسبة كبيرة من الجمهور يفضلون الشيء الخفيف الذي يتابعونه وهم يأكلون على سبيل المثال أو يتحدثون على الهاتف.

ما نصيبك من الأعمال العربية المشتركة؟

اشتغلت التاريخي فقط وبصراحة لم يعرض عليّ غير ذلك على الرغم من أني أفضل هذا النوع من الأعمال وأعتبرها ميزة عند الفنان بإتقان لهجات ولغات متعددة.

لماذا لم تُطلب؟ هل بسبب الشللية أو بسبب موقف معين اتخذته؟

لم أعمل خارجاً لظروف متعددة وربما بسبب المواقف السياسية التي اتخذتها في البداية، مع العلم أني لم أتخذ موقفاً ولم أتجاوب مع مواقف الآخرين وكنت ضد فكرة تسيس الأمور بهذه الطريقة، وهم نفسهم الشللية خرجوا مع بعضهم وعملوا مع بعضهم خارجاً، وتم العمل مع الممثلين الموجودين خارج سورية وبعدها أخذوا ناساً من هنا، وسمعت من أحد الأصدقاء أن اسمي كان مطروحاً بقوة ولا أدري بعدها ماذا تغير، ولا أخفي أن في الكثير من الأحيان كنت أصل لمرحلة أرغب فيها بالابتعاد عن هذه المهنة، ومع أني أكره موضوع الشهرة إلا أنني أعشق التمثيل واستمتع فيه ولا أعتقد أنني أستمتع بالنتيجة بقدر استمتاعي في لحظة العمل.

ماذا تقرأ، وهل تعتبر قارئاً جيداً؟

كنت أقرأ كثيراً ولكن في السنتين الأخيرتين لم أعد أقرأ لا أدري لماذا، ووصلت إلى مرحلة أنني إذا قرأت صفحة أشعر بالملل، وكان والدي يوجهنا إلى القراءة من خلال أي نوع من الكتب، ولكني كنت أميل باتجاه الروايات والقصص والأساطير، وهذا ما أعطاني خيالاً واسعاً وجعلني أتعامل مع الناس بطريقة مختلفة، فأنا لا أحكم على أي شخص، وفي التمثيل أحاول مهما كانت الشخصية سلبية إيجاد طريقة لأحبها وأتعاطف معها كي أقدمها بصدق.

ما المرتكزات التي كونت عامر في الفن؟

السينما ربتني وأول مرة تعرفت على شيء اسمه سينما كنت في السادسة من العمر حيث كان مصروفي يذهب كله في المرحلة الابتدائية على استئجار الأفلام ومشاهدتها وكنت أتأثر بها جداً، ولم أكن أتخيل يوماً ما أنني سأصبح ممثلاً.

ألم يكن هناك انسجام بين العائلة والفن؟

في طفولتي لم أتأثر بعائلتي كثيراً وعندما كبرت انسجمت معهم أكثر، لأنهم لم يفهموا طبيعتي المختلفة وتصرفاتي حيث خلقت لنفسي عالماً، وعائلتي لها سمعتها واسمها وتاريخها وأفرادها المهذبون جداً باستثناء عامر هو يمشي هكذا بعكس التيار، وأذكر في الصغر كان بعض الأقرباء يمنعون أطفالهم من اللعب معي وعندما كبرت بدأت أفهم نفسي أكثر وهم فهموني أكثر وفي الجامعة تغير الوضع وبدؤوا بالاقتراب مني، وأبي كان يعتقد أن الأولاد مثلما نربيهم يصبحون ولم يكن يعلم أن الولد تخلق شخصيته معه.

عامر علي مقل بإطلالاته لماذا؟

لم أحلم يوماً أن تشير الناس لي في الشارع أن هذا ممثل بل أتمنى بعد 10 أو 15 عاماً، أن يقولوا هذا الممثل مهم، وحاولت منذ تخرجي صناعة تاريخ مختلف ومميز، وبالرغم من أنني لم أصل إلى طموحي الذي أريده إلا أنني نوعاً ما قدرت أن أصل للناس، والكثير منهم يقولون لي إنهم إذا شاهدوني في عمل فمعنى ذلك أن العمل جميل، هذا بحد ذاته يحملني مسؤولية إضافية، وأسعى غالباً إلى تقديم شيء محترم عند الجمهور.

هل أثر سوء المستوى الدرامي فيكم كفنانين؟

عدم قدرة المنتجين أن يبيعوا الأعمال للخارج جعلهم يسترخصون في كثير من الأمور ويقدمون شيئاً سريعاً، وقبل الحرب كان يوجد مسؤولية حيث لم يكن باستطاعة أي أحد تقديم أعمال أقل من المستوى وذلك لأن الناس لا تتقبل أي شيء، والآن نعمل بأقل مستوى وضمن الحد الأدنى.

تحدث لنا عن تجربتك مع الدوبلاج؟

كانت عبارة عن تجربة واستمتعت بها والشيء الذي لم يجعلني محبباً لدى جماعة الدوبلاج هو أنني تعاملت معه مثل التمثيل فكنت إذا لم تعجبني الشخصية لا أؤديها على حين هم يعتبرون الدوبلاج مجرد وضع الصوت على الشخصية ولذلك ابتعدوا عني.

والدوبلاج أصبح اليوم مثل الدوام تذهب الناس وتضع صوتها على المشاهد وتعود.

ماذا عن السينما؟

تجاربنا في سورية قليلة جداً والكثير من الفنانين أصبحوا نجوماً ولكنهم لم يقدموا تجربة سينمائية واحدة، أما أنا فأعتبر نفسي محظوظاً حيث قدمت 5 تجارب سينمائية، وكان أكثرها نجاحاً هو فيلم «رد القضاء» للمخرج نجدت أنزور، حيث استطعت تقديم شيء مختلف، وما تبقى كان تجارب استمتعت بها بشكل متفاوت، والدور الأول كان من خلال فيلم «حسيبة» حيث كنت جديداً واضطررت إلى تقديم رؤية المخرج ولم أستطع تقديم رؤيتي الخاصة.

ما الدور الذي تطمح إلى تأديته؟

أحب المشاركة في عمل عالمي بالسينما وتقديم عمل يؤثر في الناس كما أفضل الشخصيات التي تشكل تحدياً لي وأكتشف نفسي داخلها، وأميل للدور الذي يثيرني ويجعلني أرى نفسي بطريقة مختلفة.

ما الأعمال التي تابعتها هذا العام؟

لم يتيسر لي متابعة الكثير، حتى الأعمال التي شاركت فيها لم أشاهدها بانتظام وربما شاهدت بعض الحلقات من عمل «وردة شامية»، وأعتبره عملاً جميلاً، وكذلك «فوضى» جميل على الرغم من تلك الفوضى التي ضيعتنا للحظات، ومسلسل «الوهم» رأيت بعضاً منه وهو جيد، وبشكل عام فإن الأعمال هذا العام كانت أفضل من العام الفائت.

ما طموحك اليوم؟

كنت قد عاهدت نفسي ألا أترك بلدي حتى تنتهي الحرب، وعندما تنتهي سأترك البلد من غير رجعة، لأن كل ما قدمناه أو حاولنا أن نقدمه لم يؤخذ بالحسبان.
لم أترك البلد من أجل كل شيء من أجل أهلي ورفاقي، ولكن للأسف أوذينا كثيراً من الوسط الفني وخارجه، ومن ذهبوا خارجاً اليوم فإنهم يعودون بقوة ونحن من خسر، والفنانون السوريون الذين بقوا داخل الوطن ظلموا أو تعرضوا للظلم من دون استثناء وكلهم محبطون من ردة فعل شركات الإنتاج ومن الدولة.

هي فوضى وأنا لم يكن شيء في العالم يستطيع إحباطي ولكن عند انتهاء الحرب بدأت بالإحباط، وبالرغم من سعادتي بتعافي البلد فإننا عندما نرى النتائج وما الذي حدث نشعر بأننا الناس الذين صدقوا هذه القصة وضحك علينا، والذي ربح في الحرب هم الذين باعوا بلدهم في البداية وبقوا هنا أو خرجوا ونحن من خسرنا، وأيضاً الذي لعب دوراً سياسياً في الخارج ضحك عليه أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن