رياضة

النواعير زاد هموم الحرفيين

| حلب – فارس نجيب آغا

غنم النواعير فوزاً صعباً من مستضيفه الحرفيين في الدقائق الأخيرة من اللقاء ولعل الخطأ الذي ارتكبه المدافع عبد المعطي كياري أضاع جهد فريق كامل وفرط بنقطة تبدو مقبولة لأصحاب الضيافة قياساً على وضع المباراة التي كانت أقرب للتعادل العادل لو تحقق، لكن هكذا تأتيك كرة القدم وتكون أحياناً قاسية لتزيد معاناة نادي الحرفيين أكثر، المباراة جاءت متوسطة المستوى وما دون في كثير من المراحل مع بعض الهبات المتفرقة والتي لم تخل من الخطورة وتبدل الحال من شوط لآخر فكان النواعير الأكثر تواجداً وسيطرة في الأول على حين استفاق فريق الحرفيين بالثاني وهدد مرمى خصمه لكن مشكلته كانت بالفراغات في خط الظهر التي ضربها النواعير نتيجة بطء المدافعين والمساحات الشاسعة إثر الإفراط بالهجوم ونسيان الواجب الدفاعي وخاصة في الربع الأخير من المواجهة، حيث أخذت هجمات النواعير طابع الخطورة من خلال سرعة نقل الكرة وهو ما أربك الحرفيين فلم يستطع الحد من تحركات خليل وعكعك والميدو، بالمحصلة النواعير خرج بنقاط المواجهة واقتنص فوزاً نتيجة خبرة لاعبيه وحسن تعاملهم مع المجريات على حين فرط فريق الحرفيين بالتعادل الذي كان بمتناول يديه.
النواعير كان الأكثر نشاطاً واندفاعاً وظهر ذلك جلياً منذ البداية مع ربط صحيح لخطوطه الثلاثة وترجم تفوقه بوقت مبكر حين هرب أحمد عكعك من المدافعين وواجه المارديني وحده ووضعها من فوقه بعد أن ترك الأخير مرماه وخرج لمواجهته، الهدف منح الأريحية للضيف حيث بقي يناور ويتحرك عبر الأطراف مجبراً الحرفيين على الثبات في منطقته دون وجود أي متنفس للخروج نتيجة امتلاك الضيف الكرة معظم الوقت ما جعله يتحكم بسير المباراة مع التركيز على ضرب الخصم من الأطراف والعمق عبر تنويع اللعب، فشكلت المناولات الطويلة قلقاً لدى مصطفى والكياري وعلى عكس المجريات أرسل طه دياب كرة بعيدة المدى داخل جزاء النواعير لتصطدم بيد الملحم ثبتتها راية التماس ليطلق حكم الساحة صافرته معلناً عن ركلة جزاء نفذها الدياب عن يمين أحمد الشيخ مدركاً التعادل للحرفيين الذي خرج من مواقعه وتقدم وبدأ ببناء الهجمات وكاد رعد فران أن يكسر التعادل لكن كرته مرت بجواء القائم الأيمن للنواعير حتى سجل العكعك هدف النواعير الثاني بالدقيقة 23.
فريق الحرفيين دخل الحصة الثانية بنفس هجومي مع تراجع غير مبرر للنواعير الذي تغير شكله كلياً لكن هجماته القليلة بقيت تنذر بالخطر مع شبه ضياع لمدافعي المستضيف وبقي طه دياب يغرد وحيداً خارج السرب بين رفاقه وليجرب بحرة مباشرة تعاون الجزار والشيخ في إبعادها ومع مواصلة الحرفيين هجماته المتلاحقة من الجبهة اليسرى للنواعير هرب مهدي الحاج ودخل منطقة الجزاء ومرر كرة كما يقال بالمسطرة لخالد جاسم المحمد الذي لعبها دون فلسفة عن يمين الحارس مدركاً التعادل لفريقه.
المباراة بعد ذلك أخذت طابع الهجوم المتبادل من الجانبين مع تسابق في إهدار الفرص وطمع مدرب الحرفيين بالمباراة وهو حقه لكن المشكلة الأكبر التي واجهته كانت الهفوات القاتلة التي وقع بها المدافعون وكانوا هم الأسوأ للأمانة لذلك دفع الفريق الثمن حين دخل البديل ملهم أبو تايه وسرق الكرة من الكياري نتيجة الفلسفة الزائدة فواجه المارديني ولعبها بالشباك مجهزاً على خصمه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن