استثمارات نادي الجزيرة بين الواقع والطموح

 الحسكة – دحام السلطان : 

يعيش الواقع الاستثماري في نادي الجزيرة أزمة شبه حقيقية جاءت نتيجة لعزوف المستثمرين وتخليهم عن استثمار مطارح المنشآت العائدة ملكيتها للنادي، وهي التي انتهت عقود استثمارها مؤخراً، علماً أن تلك المنشآت تأتي في الصف الأول من التراتبية في الدعم الذي يرفد الخزينة المالية الكفيلة بسد نفقات واحتياجات ألعاب النادي الطامحة في الظهور والتألق والحضور.

مغامرة جديدة
يبدو النادي قد دخل مغامرة استثمارية ستضعه محل القطاع الخاص وفق الإمكانات المتوافرة بين يديه، وهذه المغامرة في المحصلة تعتبر تجربة جديدة غابت عن ذهن إدارات الجزيرة منذ زمن طويل، وتلك الإدارات لم تكن لديها القدرة في السابق على خوض تجارب كهذه لكي تتقلد الموقع الاستثماري التجاري بدلاً من الجانبين الإداري والفني المعمول بهما لدى إدارات الأندية الرياضية، وعلى العموم فقد أنجز النادي مشروع صيانة وترميم موقع استثمار حديقة الألعاب التي أنفق عليها من جيبه المال الكثير ليعمل على تسييرها ذاتياً، نتيجة لفشل موضوع استثمارها من القطاع الخاص بعد أن أعلن عن دخولها المزاد العلني لمرتين متتاليتين ولكن من دون جدوى، وهاهو مطعم ومسبح تشرين يسير على الخطا نفسها، ويدخل على الخط الذي سبقه والذي يحتاج هو الآخر للملايين من أجل ترميمه وإعادة تأهيله والنادي خزائنه خاوية بعد التخريب الذي طاله، والإهمال الذي لحق به لوقوفه عن العمل منذ أكثر من ستة أشهر.

بدائل مطلوبة
أول محاور النقاش التي تناولها الاجتماع الذي كانت قد طلبته الإدارة مؤخراً مع اللجنة التنفيذية لفرع الاتحاد الرياضي بالحسكة كان لمناقشة الواقع الاستثماري في النادي، بعد أن اعتبرت الإدارة بأن مستقبل النادي ورصيده المالي من عائد الاستثمار يسير نحو نفق مظلم نتيجة لجملة من الأسباب إضافة إلى الظروف الراهنة وفق تصورها، وبرهنت الإدارة عن دفوعاتها حيال ذلك وأكدت أن المنشآت المستثمرة حالياً قد تراجع مردود استثمارها وهي تعيش حالة عجز وركود وتذمّر من مستثمريها الذين ذاقوا الأمرّين من الواقع الذي ربما سيدخلهم في دعاوى ومحاكم (وسين وجيم) مع النادي، لأنهم سيكونون مجبرين على الإخلال بشروط العقود المبرمة فيما يتعلق بجانب التزاماتهم المالية مع النادي لضعف الدخل والمردود الخاص بعملها.
وعلى ذلك فإن مسألة المنشآت في نادي الجزيرة باتت تحتاج إلى حل مركزي من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، ليكون ذلك الحل هو الجواب المقنع والشافي والعلاج اللازم للواقع الاستثماري في النادي لخلق البدائل اللازمة والمطلوبة التي ترتئيها إدارة الجزيرة بتوفير المال اللازم لها.