سورية

تقرير إسرائيلي: الرئيس الأسد منع انقضاضاً تركياً على أكراد سورية

| الوطن - وكالات

اعتبر تقرير إعلامي إسرائيلي، أن الرئيس بشار الأسد منع النظام التركي من الانقضاض على الأكراد في شمالي سورية، بعدما أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بقرار انسحابه من سورية، هذا النظام ضوءاً أخضر لذلك.
وأشار موقع «رأي اليوم» الأردني، إلى أن الإعلاميّ الإسرائيليّ المُختص بالشؤون الأمنية والعسكريّة، ألون بن دافيد، وهو أحد الصحفيين الأكثر قُربًا من المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم فإن تحليلاته التي تُنشَر في الإعلام الإسرائيلي تعكِس بشكلٍ واضحٍ وجليٍّ آراء وأفكار صُنّاع القرار في هذه المؤسسة.
وبحسب الموقع، فإنه وعندما ينشر بن دافيد في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية مقالاً تحت عنوان «سوريّة مملكة الأسد»، فإنّه عملياً ينقل حرفيًا ما يقوم كبار الجنرالات في جيش الاحتلال بـ«إطعامه» في الجلسات الـ«سريّة» التي يعقدونها مع المُحللّين للشؤون العسكريّة في الإعلام الإسرائيلي.
وأعرب الموقع عن عدم تفاجئه من نشر بن دافيد مقالاً في «معاريف» جزم فيه، نقلاً عن المصادر العسكريّة والأمنية الرفيعة في تل أبيب، أنه إذا لم يكُن القرار (الأميركي) المتسرّع بالانسحاب من سوريّة أليمًا بما يكفي، فقد جاء الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب هذا الأسبوع (الماضي) وصبّ علينا دلواً بارداً بقوله البائس: إن إيران تستطيع أن تفعل ما تشاء في سوريّة، لافتاً في الوقت عينه إلى أن خروج القوات الأميركيّة يسمح لـلرئيس الأسد بأن يُعيد تثبيت حكمه في كل أرجاء سوريّة، على حدّ تعبيره.
وربط الموقع الأردني بين مقال بن دافيد والزيارة التي يجريها مستشار الأمن القومي الأميركيّ، جون بولتون، إلى تركيّا و«إسرائيل»، برفقة المبعوث الخاص إلى سوريّة جيمس جيفري، ورئيس الأركان جوزف دانفورد، بهدف التنسيق بشأن انسحاب القوات الأميركيّة من الأراضي السوريّة، كما أورد بولتون في تغريدة له على موقع «تويتر». وسيبحث بولتون مع الشركاء والحلفاء كيفية العمل على منع عودة تنظيم داعش، ومكافحة السلوك الإيراني الخبيث في المنطقة، بحسب تعبيره.
ورأى بن دافيد في مقاله أن ترامب «أعطى للأتراك ضوءًا أخضر للانقضاض على الأكراد في شمالي وشرقي سوريّة، لكنّ (الرئيس) الأسد سارع لأن يضع أمامهم إشارة ضوء حمراء»، مضيفاً: إن الأتراك سارعوا إلى موسكو كي يستوضحوا مع ربّ البيت الروسيّ (الرئيس فلاديمير بوتين) أي نصيبٍ من الغنيمة التي سيخلفها الأميركيون سيبقى في أيديهم، وحاولوا أن يظهروا أنهم مبتسمون لدى خروجهم من اللقاءات، لكن الكاتب الإسرائيلي شكك «بأنْ يكونوا قد حصلوا على طلبهم».
ولفت بن دافيد إلى أن سوريّة القديمة آخذة في النشوء من جديد، هذه المرّة برعايةٍ روسيّةٍ، والعالم العربيّ يمدّ الآن ذراعيه للرئيس الأسد ويدعوه للعودة.
وأوضح بن دافيد، أن الأنباء السيئّة تأتي من جهة حزب اللـه الذي هو الآخر قلّص حجم قواته في سوريّة ويُعيدها إلى لبنان، «فبعد سنوات يعود حزب اللـه ويتفرغ للوقوف في وجه «إسرائيل» في الجبهة اللبنانيّة»، مشيراً إلى أن حزب الله، الذي كان له حتى الآن لقب المنظمة ذات قوّة النار الأكبر في العالم، يُصبِح في هذه الخطوة منظمة لها جيشان يخضعان لإمرتها، وإضافة إلى هذين الجيشين يتبقى له في سوريّة «قوة احتياطية»، في كلّ مواجهةٍ مستقبليّةٍ سترغب في استخدامها ضدّ «إسرائيل»، وسواءً من سوريّة أم من لبنان، فإن حزب اللـه يبني أيضاً خيارات متنوعة من رد الفعل على عمليةٍ إسرائيليّةٍ، وفق تعبيره.
واختتم المُحلّل الإسرائيليّ مقاله بالقول: إن عدم الاستقرار الذي لفّ سوريّة في السنوات السبع الأخيرة انتهى، وعلامات الاستفهام تُستبدل الآن بعلامات تعجّب، فضلًا عن التطلّع إلى إعادة الوضع في الجولان إلى سابق عهده، مشدداً في الوقت عينه أنه يتحتّم على «إسرائيل» أن تضع لنفسها أهدافًا إستراتيجيةً حيال الجار الجديد – القديم من الشمال، والهدف الأول في هذه الإستراتيجية هو اقتلاع الطوبة السوريّة من المحور الإيرانيّ وإعادة سوريّة المتجددة إلى العالم العربي، حسب تعبيره.
وبحسب «رأي اليوم» فإن اللافِت أن «إسرائيل» حولّت اهتمامها، إلى سوريّة وحزب اللـه وأيضاً إيران، وباتت تُعبّر عن خشيتها العميقة من انتصار هذا المحور، واستعداداته ربمّا لخوض حربٍ شاملةٍ عليها، في حال قامت بتنفيذ أي اعتداءٍ على لبنان، وبشكلٍ خاصٍّ على حزب اللـه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن