سورية

آراء فسرت الهدف من وراء تصعيد الاحتلال هو للضغط على المتشددين لتقديم التنازلات … ورشة نقاشية في «مداد» تستبعد فرضية حرب شاملة مع «إسرائيل»

| مازن جبور

استبعد باحثون وخبراء أكاديميون وعسكريون وإعلاميون قيام حرب شاملة بين سورية و«إسرائيل»، وذهب بعض الآراء باتجاه أن التصعيد الإسرائيلي ضد سورية هدفه في النهاية تحريك المسار السياسي والضغط على المتشددين الإسرائيليين للقبول بتقديم التنازل عن الجولان العربي السوري المحتل للدخول في مفاوضات مع سورية.
وأقام «مركز دمشق للأبحاث والدراسات – مداد»، أمس، ورشة نقاشية، حول قواعد الاشتباك مع العدو الإسرائيلي، وأشار الباحث في «مداد»، العميد المتقاعد تركي الحسن، الذي أعد الورقة الخلفية للورشة، إلى أنه منذ تاريخ 30 كانون الثاني 2013 فرضت «إسرائيل» قواعد للاشتباك مع سورية، بسبب تدمير شبكة الدفاع الجوي وتعطل عدد من المطارات من قبل الإرهابيين، حتى تاريخ 16 أيلول 2016 حينما تم ترميم شبكة الدفاع الجوي، نسبياً، فكان الرد بصواريخ الدفاع الجوي، وإسقاط طائرة إسرائيلية وإصابة أخرى.
ولفت الحسن إلى أنه ومنذ ذلك التاريخ كان هناك رد على الخروقات الإسرائيلية كافة، «أي تغيرت قواعد الاشتباك السابقة، وفرضت سورية قواعد جديدة، وتأكد ذلك بإسقاط الطائرة صوفي في 10 تشرين الأول 2018.
وأوضح، أن سلاح الدفاع الجوي، أسقط في العدوان الأخير 38 صاروخاً إسرائيلياً من أصل 45 بنسبة 85 بالمئة، وهذا تبدل حاد في قواعد الاشتباك إذ إن نسبة الإسقاط في العدوان الثلاثي الأميركي البريطاني الفرنسي كانت 66 بالمئة.
ورأى الحسن، أن هناك تزايداً في احتمالات الحرب على الجبهتين الشمالية والجنوبية، واعتبر أن ما جرى مؤخراً أكثر من استهداف لهدف معين، إذ إنه محاولة فرض قواعد اشتباك، ويمثل تجربة مصغّرة لعدوان واسع.
وذكر أن السبب الآخر لتلك الاحتمالات، هو أن الأوساط «الإسرائيلية» على قناعة بأن نسبة وقوع الحرب العام الجاري عالية، وهي ضرورة «إسرائيلية» لثلاثة أسباب: ارتفاع القدرات العسكرية السورية، وتزايد النشاط الإيراني وتموضعه، وتزايد قدرات المقاومة وعودة تفرغها «لإسرائيل».
بدوره، اعتبر الزميل جانبلات شكاي، أن مطالب «إسرائيل» بإعادة الوضع في الجولان إلى ما كان عليه الأمر قبل آذار 2011، مرده شعورها أن الحرب المشتعلة في سورية اقتربت كثيراً منها وسوف تصل نيرانها إلى داخلها، وخصوصاً أنها وبعد أن نسفت قواعد الاشتباك التي نظمها اتفاق فصل القوات، حررت دمشق من الالتزام بتلك القواعد أيضاً، وباتت الدبابات السورية بل وحتى الطائرات الحربية، تجول في منطقة الفصل، التي كان محرماً على الجيش العربي السوري إدخال حتى الأسلحة المتوسطة إليها.
ولفت شكاي إلى أن نسف المعادلات العسكرية التي ظلت تحكم المنطقة لعقود، مرده في النهاية إلى أهداف سياسية، وهي على الأغلب تندرج في إطار «تحريك العملية السياسية على المسار السوري – الإسرائيلي».
بدوره قال الباحث السياسي الفلسطيني، كمال خلف الطويل: طوال الأعوام الستة كان انتهاج «إسرائيل» للحرب السورية متوازياً مع ثبات حلف سورية وتعزز دورها، ولفت إلى أن الحلف السوري المتنامي نجاحاً سعى لتأمين نصب غابة صواريخ نقطوية تنزرع على كامل الجغرافيا السورية وتتكامل مع قدرة مشابهة في لبنان مقابل سعي «إسرائيل» لوقف هذه الحملة.
وأكد أن استيعاب موسكو للعربدة الإسرائيلية تناقص، واعتبر أن ذلك يعني أن عداء «إسرائيل» لا يمكن السكوت عنه عند وبعد منسوب معين، أي تهديد سلطة وكيان الدولة السورية.
ورأى الطويل، أن ثبات الحلف السوري يجبر «إسرائيل» ومن في صفها على أحد خيارين، إما التوقف عند هذا الحد أو بعده بقليل وإما الذهاب إلى مواجهة شاملة، واعتبر، أن «إسرائيل» ليست في وارد شن أو استدعاء حرب، ولا حتى مواجهة كبيرة متعددة الأشكال والأيام، مضيفاً: «إن ما سبق سيسوقها إلى القبول بالأمر الواقع».
من جهته، اعتبر عضو مجلس الشعب، صفوان قربي، أن حرب التصريحات اليوم مهمة جداً، لافتاً إلى الرسالة التي وجهها مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري لـ«إسرائيل» وإلى حديث الأمين العام لحزب اللـه السيد حسن نصر اللـه، موضحاً أن هذا يشير إلى أن الرد إذا ما حصل سيكون كمحور.
من جانبه، أشار الأستاذ في جامعة دمشق، عماد فوزي الشعيبي، إلى أن أغلب العدوان الإسرائيلي باتجاه الأراضي السورية، يحمل رسائل سياسية أن لا حل في سورية دون تحقيق مصالح «إسرائيل»، وأن أي حل يجب ألا يكون موجهاً في النهاية إلى «إسرائيل».

وحول احتمال قيام مواجهة شاملة في المنطقة، قال شعيبي: هذا الاحتمال قائم لكنه يشبه الانتحار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن