قضايا وآراء

انهيار الإرهابيين.. فهل يعودون إلى الكيميائي؟

| ميسون يوسف

منذ ما يزيد على ستة عشر شهراً وقف الجيش العربي السوري متأهباً على أبواب منطقة إدلب التي تجمع فيها الإرهابيون وأفسدوا أمنها وحولوا الحياة فيها إلى جحيم بعد أن اتخذوا المدنيين رهائن فيها يستعملونهم أحياناً دروعاً بشرية عندما ينطلقون في أعمالهم الإجرامية.
تمهل الجيش العربي السوري في البدء في عمليات التحرير والحسم العسكري التي أتقنها في أكثر من منطقة واتجاه في سورية، حيث نجح في تحرير الأرض وتطهيرها من الإرهابيين ونشر الأمن والسلام في ربوعها ليعيد السكان إلى حياتهم الطبيعية، لكن في إدلب كان الأمر مختلفاً نظراً للواقع الديموغرافي والطبيعة الجغرافية فضلاً عن التعقيدات السياسية والعسكرية التي تحيط بالمنطقة، لذلك ارتضت سورية أن يكون علاج إدلب عن طريق الحلول السياسية التي تأتي بها لقاءات أستانا وسوتشي، ارتضت بذلك لأن ما كان يخرج عن تلك الاجتماعات من قرارات كان من شأنه أن يوفر في حال تنفيذه التحرير المرحلي، ومن دون خسائر تذكر في صفوف المدنيين أو تضحيات تفرض على الجيش.
الأمل بتطبيق مخرجات أستانا وسوتشي خاب المرة تلو المرة بسبب النكول التركي والخداع الأردوغاني الذي كان يوقع على شيء وينفذ في الميدان ما يعاكسه، واستمر في سياسة احتضان الإرهابيين واستعمالهم لكسب الوقت في مشروعه الخاص، ظاناً أن سورية ستستمر في منحه الفرص والوقت حتى يحقق ما يشاء.
لكن دمشق التي نفد صبرها، أطلقت عملية التحرير والعقاب معاً، وها هي قواتها تدق أبواب معرة النعمان وتحررها وتتوجه بعدها إلى سراقب لتفتح الطريق الدولي M5، ولن تكون إدلب المدينة بعيدة عن موعد التحرير في ظل انهيار معنوي وميداني يسجل في صفوف الإرهابيين الذين يستعدون كما يبدو لتنفيذ مسرحية كيميائي جديدة تشهد على هزيمتهم ويأملون منها أن تنقذهم منها.
اليوم ليس كالأمس، خاصة بعد أن أثبتت العمليات التي ينفذها الجيش العربي السوري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي المستوى العالي لجيشنا وقدراته الميدانية الفائقة التي رفعت مستوى المعنويات والأمل والثقة لدى السوريين من كل الفئات والمناطق، وأكدت أن سورية تمارس الصبر الإستراتيجي حيناً ولكنها تمتلك قدرات الحسم، حيث يقتضي الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن