سورية

ضربات بحرية جوية على مواقع لداعش من بحر قزوين واستعداد روسي للتواصل مع «الحر» لمواجهة داعش والنصرة … بوتين يثمن عالياً نتائج الأسبوع الأول لحملة بلاده الجوية.. ويؤكد تنسيقها مع عمليات الجيش السوري الهجومية

وكالات :

مع نهاية الأسبوع الأول من الضربات الجوية الروسية، انضم الأسطول الروسي في بحر قزوين، الذي يبعد عن سورية أكثر من 1500 كيلو متر، لعملية ضرب الإرهابيين في البلاد، في استعراض لقوة روسيا العسكرية وقدراتها التقنية. وحظيت العملية الجوية الروسية بإشادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نتيجة ما حققته حتى يوم أمس، ووجه سلاح الجو الروسي بتنسيق ضرباته مع عمليات الجيش العربي السوري الهجومية ضد الإرهابيين.
بوتين دعا الولايات المتحدة إلى تسليم وزارة الدفاع الروسية معطيات عن مواقع تمركز مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في أراضي سورية.
تصريحات بوتين جاءت خلال لقائه وزير الدفاع سيرغي شويغو، الذي أبلغه عن مشاركة سفن حربية تتمركز في بحر قزوين بالحملة الروسية ضد الإرهابيين في سورية، حيث قصفت بأكثر من 20 صاروخاً عالي الدقة قطعت مسافة 1500 كلم، لمواقع داعش هناك، مبيناً أن أسبوعاً من العمليات العسكرية الروسية تجاوز 100 موقع للإرهابيين، وشدد على ضرورة أن تنسق روسيا عملياتها في سورية مع تركيا والولايات المتحدة، مؤكداً استحالة التغلب على تنظيم داعش من دون إقامة التعاون مع هذين البلدين. وفي التفاصيل قيم بوتين عالياً النتائج الأولية للعملية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سورية ضد تنظيم داعش. وقال خلال لقاء عقده في منتجع سوتشي جنوب روسيا مع شويغو، وفقاً لموقع «روسيا اليوم»: «من السابق لأوانه تلخيص نتائج العملية، لكن ما تم إنجازه حتى الآن يستحق تقييماً عالياً». وأعرب بوتين عن شكره الخاص للطيارين الذين يعملون في سورية وبحارة أسطول بحر قزوين الذين ضربوا مواقع لـ«داعش» في سورية على مسافة قرابة 1500 كلم باستخدام أسلحة عالية الدقة، وأصابوا بنجاح جميع الأهداف.
وحدد مهمة سلاح الجو الروسي في سورية بالقول: «وفيما يخص مهمتنا المستقبلية، فإنني أعول على تنسيق هذا العمل مع أنشطة الجيش السوري على الأرض، لكي تساهم خطوات قواتنا الجوية في دعم العملية الهجومية للجيش السوري بصورة فعالة». وفي الوقت نفسه، شدد على ضرورة تسوية النزاعات المشابهة للأزمة السورية عبر حل القضايا السياسية.
بدوره كشف شويغو أن العسكريين الروس الذين يواصلون تنفيذ المهمات المطروحة المتعلقة بضرب تنظيمي داعش وجبهة النصرة وجماعات إرهابية أخرى في سورية، أصابوا حتى يوم أمس 112 موقعاً للإرهابيين، وأضاف موضحاً أن أسبوعاً من الغارات الروسية أسفر عن تدمير «19 نقطة قيادة و12 مستودعاً تحتوي على الذخيرة، و71 آلية مدرعة، و6 معامل للمتفجرات… إلخ». وأكد أن كثافة الغارات الروسية تزداد، إذ تمكنت الوحدات الاستطلاعية يومي الاثنين والثلاثاء من الكشف عن عدد كبير من منشآت تابعة لداعش ومنها مركز قيادة ومخزن للذخيرة والمعدات الحربية وقواعد تدريب. وأوضح أن 4 سفن صاروخية أطلقت 26 صاروخاً مجنحاً من طراز «كاليبر» أصابت 11 هدفاً في سورية بنجاح. وأكد أن وسائل المراقبة الروسية سجلت تدمير جميع الأهداف دون أن تؤدي الغارات إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. وشددت وزارة الدفاع الروسية على أن نسبة الخطأ في الإصابات خلال هذه الضربات لم تتجاوز 3 أمتار. ونشرت على حسابها في موقع «يوتيوب» شريط فيديو لضربات بوارج بحر قزوين.
وأوضحت الوزارة أن الضربات استهدفت منشآت من البنية التحتية التابعة لـداعش في الأراضي السورية، بما في ذلك ورش لتصنيع القذائف والعبوات الناسفة ومراكز قيادة ومخازن للذخيرة ومخازن أسلحة ووقود وقواعد تدريب، في حين أكد مصدر عسكري بحسب وكالة سانا» للأبناء أن الأسطول الروسي وجه 26 صاروخاً من نوع «كاليبر» على 11 موقعاً لتنظيم داعش في محافظات الرقة وحلب وإدلب.
وأكد المصدر أن الضربات أسفرت عن تدمير معمل لتصنيع العبوات الناسفة ومقرات قيادة للتنظيم ومستودعات أسلحة وذخائر ومستودعات وقود ومراكز تدريب.
من جهة أخرى، دعا بوتين خلال اجتماعه بشويغو، واشنطن إلى التعاون مع حملة بلاده في سورية ضد داعش. وقال: «إنهم (الأميركيون) يزعمون أنهم يعرفون الوضع بصورة أفضل، وذلك لأنهم يعملون في الأراضي السورية منذ ما يربو عن عام، وهم يعملون هناك بصورة غير شرعية، كما قلت لهم»، وأردف قائلاً» «ولكن إذا كانوا يعرفون الوضع أفضل منا فعلاً، فعليهم أن يسملونا إحداثيات الأهداف التي رصدوها حتى الآن، ونحن سنضربها».
وفي هذا السياق، أكد شويغو أن روسيا تنسق عملياتها في سورية مع تركيا والولايات المتحدة، مؤكداً استحالة التغلب على تنظيم داعش من دون إقامة التعاون مع هذين البلدين. وكشف أن المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا أقام اتصالات مباشرة مع الشركاء الأتراك بشأن أنشطة سلاح الجو الروسي في المناطق القريبة من الحدود السورية التركية.
وفي أثناء الاجتماع مع شويغو أيضاً، كشف الرئيس الروسي أن نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند طرح خلال لقائهما الأخير في باريس اقتراحاً يقضي بتوحيد جهود الجيشين السوريين النظامي و«الحر». وأردف قائلاً: «إننا لا نعرف حتى الآن أين يعمل هذا «الجيش الحر» ومن يتزعمه»، ولم يستبعد توحيد الجهود معه في مواجهة كافة الجماعات الإرهابية، مؤكداً أن «نجاح» هذه الجهود سيوفر مقدمات جيدة للتسوية السياسية في سورية. وقال: «إذا كنا ننطلق من أنه جناح قتالي لما يسمى «المعارضة السورية المعتدلة» فسيسمح توحيد الجهود، إن نجح، في النضال ضد العدو المشترك المتمثل في الجماعات الإرهابية ومنها «داعش» و«جبهة النصرة» وتنظيمات مشابهة، بتوفير مقدمات جيدة للتسوية السياسية المستقبلية في سورية».
وكلف بوتين وزير دفاعه بدعم هذه المبادرة، مع الحفاظ على المستوى الحالي من الاتصالات بالشركاء الأجانب الآخرين، في إشارة إلى إيران وسورية والعراق. وقال إن وزارة الخارجية الروسية ستواصل بدورها الجهود في هذا المجال وستعمل مع جميع أطياف المعارضة السورية.
وأكد أنه من المستحيل إنجاح مهمة إطلاق الحوار السياسي من دون مشاركة الشركاء الأجانب، وبينهم السعودية وتركيا والولايات المتحدة وإيران والعراق، والدول المجاورة الأخرى. من جانب آخر، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر قريب من الرئيس الفرنسي نفيه لما قاله بوتين عن مبادرة هولاند لتوحيد جهود الجيشين النظامي و«الحر» في سورية، موضحاً أن الرئيس الفرنسي تحدث فقط عن ضرورة جلوس المعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات. وتنفيذاً لأوامر بوتين، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عزمها التواصل مع شركاء روسيا ممن يقيمون اتصالات مع ميليشيا «الجيش الحر»، عن «استعداد روسيا لإقامة الاتصال مع قادة هذا التنظيم بهدف مناقشة إمكانية إشراكه في العمل على تهيئة الظروف لبدء عملية التسوية السياسية للأزمة السورية من خلال المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة الوطنية». وأعربت الوزارة في بيان لها أمس عن استعدادها «لمواصلة الاتصال مع جميع أطراف المعارضة السورية للمساعدة في دمجها».
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «وفقاً لموقف الرئيس بوتين، فإن الجانب الروسي مستعد من خلال وزارة الدفاع للمساهمة في توحيد جهود جيش الجمهورية العربية السورية و«الجيش السوري الحر» في قتال داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية، بما في ذلك في سياق تنسيق الإجراءات مع القوات الجوية الروسية». إلا أن بشار الزعبي، الذي يقود جماعة تقاتل تحت لواء الجبهة الجنوبية التابعة لميليشيا «الجيش الحر»، قال: إنه قبل مشاركة «الجيش الحر» في قتال التنظيم المتشدد، يجب أولاً محاسبة النظام السوري الذي جلب التنظيم إلى البلاد.
وذكر الزعبي في مقابلة مع وكالة «رويترز»، أن فكرة توحيد الجهود مع دمشق في هذا الصدد لم تطرح عليه قط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن