يبدو أن الساحة الفلسطينية ذاهبة إلى حشر متزايد في مرحلة عنق الزجاجة في مفصل تاريخي آخر تمر به القضية الفلسطينية.
فأن تصدر أربعة فصائل فلسطينية من تحالف القوى الفلسطينية بياناً سياسياً بعيداً عن بقية شقيقاتها في هذا التحالف، وأن تسعى فصائل اليسار الفلسطيني إلى تشكيل تحالف في مواجهة حماس وفتح تحضيراً للانتخابات المقبلة فهذا يؤكد مرة أخرى إخفاق كل أشكال الحوارات والمؤتمرات والتحالفات الفصائلية التي عايشها الشعب الفلسطيني منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 ما يعني فشلاً ذريعاً للوحدة الوطنية الفلسطينية التي يتغنى بها كل الطيف السياسي الفلسطيني وأضيف إليه الإسلام السياسي الفلسطيني الأمر الذي يدلل على مزيد من ضياع الإرث النضالي للشعب الفلسطيني بكل مكنوناته.
تم استبعاد أربعة فصائل من تحالف القوى الفلسطينية وهي حركة فتح الانتفاضة وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وجبهة التحرير الفلسطينية والحزب الشيوعي الفلسطيني الثوري من جولة الحوارات الفلسطينية التي جرت قبل عدة أيام بالقاهرة فما كان من هذه القوى إلا أن تحتج على استبعادها وعدم الأخذ بمواقفها السياسية والتنظيمية، ولذلك تداولت في اجتماع مركزي عقدته يوم الخميس الموافق 11 آذار الجاري في الأوضاع الفلسطينية الراهنة والمستجدات على صعيد الاجتماعات التي جرت وستجري بين عدد من الفصائل سواء بما يتعلق بالانتخابات التشريعية أم بترتيب المجلس الوطني الفلسطيني.
دعت الفصائل الفلسطينية الأربعة إلى إجراء مراجعة وتقييم شاملين واستخلاص الدروس والتوصل لرؤية وطنية وإستراتيجية وطنية ينبثق عنها برنامج وطني وتتم إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أساسها آخذة بعين الاعتبار إعادة التمسك بالميثاق الوطني الفلسطيني وهذا يتطلب أوسع اصطفاف وطني وتحشيد كل الجهود الوطنية لبلورة مشروع نهوض وطني يعيد لقضية فلسطين أبعادها القومية والدينية والإنسانية متلاحماً مع محور المقاومة في الأمة لإفشال أهداف التطبيع والاختراق الصهيوني ويؤسس لتصاعد المقاومة في الوطن المحتل لمواجهة مخططات التهويد والاستيطان ومواصلة درب النضال الوطني حتى تحرير فلسطين تحريراً كاملاً.
إذاً كيف يمكن الوصول إلى تحقيق الهدف الإستراتيجي للشعب الفلسطيني إذا كانت قواه، أي تحالف القوى الفلسطينية وفصائل اليسار وفصائل الإسلام السياسي والسلطة الفلسطينية.. إلخ، منقسمة على ذاتها، مكتفية بما تنجزه من قواسم مشتركة في مواقفها.