الأخبار البارزةشؤون محلية

500 عامل وعاملة بشركة وسيم يخيطون الحياة وسط غوطة دمشق

محمود الصالح :

يبدو أن الكثير ممن لا يعرفون الشركة الوطنية للألبسة الجاهزة وسيم يعتقدون أنها من أسوأ شركات القطاع العام من حيث نوعية الإنتاج وتسويقه ويمكن أن يكون معهم حق في ذلك لأن عدم الرضا الذي لمسناه من وزير الصناعة عن هذه الشركة خلال الاجتماع النوعي لتطوير قطاع النسيج الأخير يعزز ما يعتقده البعض، وهذا ما دفعنا «للمغامرة» كما سماها البعض من الزملاء للدخول إلى وسط الغوطة الشرقية في هذه الظروف حيث توجد شركة وسيم للألبسة الجاهزة التي تفصلها عن المدينة مسافة ليست قصيرة من الوحشة في الطريق والمحيط الذي يسلكه يومياً ما يقارب 500 عاملة وعامل ونقول عاملة لأن الأغلبية من العاملات، من دون أن يمنعهن الخوف من الاستمرار في العمل والإنتاج وهذا بحد ذاته تحدٍ كبير ترفع له القبعات. برفقة رئيس الاتحاد المهني لعمال النسيج عمر الحلو ورئيس النقابة المختصة، توجهنا إلى الشركة ونحن نحمل العشرات من التساؤلات عن أسباب هذه النظرة السلبية التي يحملها الكثيرون عن إنتاج «وسيم».
كل ما يحيط بطريق الوصول إلى الشركة يؤكد حالة الحرب الطاحنة التي شهدتها المنطقة ومسافة ليست قليلة لا تجد فيها مظاهر الحياة المعتادة وفجأة تجد نفسك وسط العمال والآلات وكأن شيئاً لم يحدث حولهم. في اختبار الجودة والتصميم تجد موديلات وأصنافاً وألبسة على غاية من الجمال والتقنية وهي تضاهي بالتأكيد أجود الألبسة في القطاع الخاص ابتداء من الطقم الرسمي والبيجامة والسبور وجميع أنواع الجواكيت والقمصان وغيرها واللباس العمالي وغيره. خطوط إنتاج تعمل بشكل متناسق وانسجام ومحبة يجسدها عمال اختاروا الاستمرار في طريق الحياة والبناء وهم يشكلون فسيفساء من جميع المناطق المحيطة بدمشق وعلى الرغم من تعرض الشركة لعشرات القذائف والصواريخ واستشهاد ثلاثة عمال وجرح 40 عاملاً لم ينقطع عن العمل أحد بسبب الحرب، ويؤكد المدير التجاري مفيد علوش أن هناك إصراراً من الجميع على الاستمرار في العمل على الرغم من كل الظروف وعلى الرغم من كل ما جرى في منطقة عمل الشركة لم يتوقف العمل إلا بضعة أشهر، ولولا استمرار حضور العمال في الشركة لما بقي منها شيء لأن المؤسسات والشركات التي تركها عمالها نهبت بشكل كامل وبالنسبة لعمل الشركة لدينا طلبيات كثيرة ومتنوعة نقوم بتنفيذها وجميعها للقطاع العام حيث يتم إنتاج الألبسة العسكرية والمدنية لجميع مؤسسات الدولة وبشكل خاص اللباس العمالي ومن أجود أنواع الأقمشة.
ومن أفضل أنواع التفصيلات وعلى الرغم من كل ما جرى في منطقة عمل الشركة لم تخسر الشركة من ممتلكاتها إلا ما تعرض للضرر نتيجة القذائف لأن العمال حافظوا على موجودات الشركة. ولأن الشركة تحتاج إلى يد عاملة خبيرة لتتمكن من إنجاز الطلبيات المقدمة إليها من مختلف أنواع الألبسة. معاون المدير العام للشركة المهندس حيان أبو فخر قال: في وقت توقفت معظم شركات القطاع العام الإنتاجية ما زالت شركة وسيم تعمل وتنتج حيث بلغت نسبة الإنتاج 48% في أعمال الخياطة وتم إنتاج 213 ألف قطعة والإنتاج الجاهز 324 ألف قطعة بقيمة 571 مليون ليرة سورية, وبالنسبة للتسويق تم تسويق 325 ألف قطعة بقيمة تجاوزت 560 مليون ليرة سورية. ويؤكد أبو فخر أن الشركة مستمرة في تنفيذ عقودها مع جهات القطاع العام على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تعترضها.
أخيراً نؤكد من خلال جولتنا الصحفية الميدانية على هذه المؤسسة الإنتاجية الوطنية أننا ما زلنا نمتلك أسباب القوة والاستمرار والمتمثلة بهذه الأيدي الوطنية التي تتشابك ليستمر الوطن وبهذه الخبرات التي يجب المحافظة عليها بكل ما أوتينا من قوة وتعزيزها من خلال منح المزيد من الميزات للقطاع العام ليبقى القطاع الرائد لأنه الضمانة الحقيقية لاقتصادنا الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن