رياضة

مؤتمرات أنديتنا: أفكار مكررة من دون فائدة تذكر

لا أدري إن كان علينا أن نجيب عن كل سؤال يدق أبوابنا، هناك أسئلة يفقدها الرد هيبتها، وهناك أسئلة عليك أن تصمت في حضرتها كما تصمت في حضرة حبيب لا تعرف لماذا تحبه وكيف، ولو سألنا لماذا تعقد أنديتنا مؤتمراتها السنوية، وما الجديد فيها، وهل عقدها بهذه الطريقة فيه استفادة وفائدة لأنديتنا، وهل أضحت هذه المؤتمرات روتيناً ثابتاً نراه كل عام، وهل القيادة الرياضية راضية ومقتنعة بهذه المؤتمرات، أليس من المفروض أن نكون فاعلين ومساهمين لتطوير مفاصل وأمراض رياضتنا بدلاً من الدخول في مؤتمرات كلامية واستعراضية لا يمكن أن تأتي بجديد.

معلبات مستهلكة
باتت المؤتمرات السنوية التي تبرمها أنديتنا وبكل صراحة كالمعلبات المستهلكة والمنتهية صلاحيتها، وأصبحت تكريساً سنوياً مملاً وثقيلاً تمجه النفوس لكونها لا تحمل في مضمونها أي شيء يمكنه أن يطور ويفيد رياضتنا سوى البروظة والبرستيج وتوزيع الابتسامات، لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن هذه المؤتمرات لم تؤت ثمارها ولن تحقق غاياتها، ولم تجسد أهدافها بدليل أنها لم تقدم بصيص أمل لتطوير عمل الأندية في الشقين الإداري والفني.
أهم ما يميز هذه المؤتمرات أنها تنشر وتستعرض ما يحلو لها من دون رقابة، وكأنها تخرج الزير من البير، فالأحاديث فيها وخلالها لا تخرج عن إطارها الإيجابي، وكأن أنديتنا في برجها العاجي، وإمكاناتها المادية عال العال، واستثماراتها عشرة على عشرة واستقرارها الفني لا مثيل له، وألعابها لا تترجل عن منصات التتويج، أما الحديث عن السلبيات في هذه المؤتمرات، فيبدو أنه غائب ومغيب في قاموس أنديتنا لكونه لا يتناسب مع المرحلة التي تعيشها البلاد، أما متابعة ومراقبة القيادات الرياضية لهذه المؤتمرات فيشبه الضحك على اللحى.

خلاصة
قد تكون هذه المؤتمرات فصلاً مهماً في مسيرة مدعي الفهم والراغبين في استعراض قدراتهم الخطابية أمام قياداتهم، ويشكل المؤتمر فرصة ذهبية للدفع بالمتزلفين والمتسلقين، لكن هذا بكل تأكيد لا يعني لرياضتنا شيئاً يذكر باستثناء ما يمكن إهداره على علب المحارم الورقية وكؤوس الشاي المحلى بمرار مصائب رياضتنا، وإذا كان الإنسان ابن بيئته الاجتماعية فإن مؤتمراتنا هي لَقيط رياضتنا مجهولة الهوية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن