سورية

أنقرة تجاهر بتبني «الخيار الإرهابي» في مواجهة العالم

وكالات :

جاهرت تركيا بخيارها المتبني للإرهاب أمام العالم. فإعلانها إسقاط الطائرة الحربية الروسية في الأجواء التركية، لم تكذبه وزارة الدفاع الروسية فحسب، بل الوقائع، أيضاً. فحطام الطائرة المستهدفة سقط داخل الأراضي السورية. كما أن المسلحين الذين تدعمهم أنقرة في الجبال الواقعة في أقصى ريف اللاذقية الشمالي الملاصق للواء اسكندرون السليب، زعموا أنهم قتلوا الطيارين الروسيين، اللذين كانا في الطائرة «الساخوي 24»، وهبطت بهما مظلتهما داخل الأراضي السورية.
بررت تركيا إسقاط الطائرة الروسية من خلال، القول: إنها «ستقدم كافة التضحيات وتأخذ جميع التدابير للحفاظ على أمنها». والملفت أن إسقاط الطائرة الحربية الروسية جاء بعد أقل من شهر على إسقاط الطائرة المدنية الروسية في سيناء المصرية، وهي الحادثة التي تبناها فرع تنظيم داعش في مصر.
ويبدو أن أمن تركيا لا يتحقق إلا بإسقاط طائرة لجيش دولة كان رئيسها (فلاديمير بوتين) يزورها قبل أيام، ووزير خارجيتها (سيرغي لافروف) يعتزم زيارة أنقرة. نسيت تركيا في لحظة كل ما بينها من علاقات مع روسيا، تشمل مشاريع نفطية وغازية مزدهرة، وتبادلاً تجارياً بأكثر من 35 مليار دولار. تركيا رأت أن التهديد لأمنها هو، على فرض صدقت ادعاءاتها، من طائرة انتهكت حدودها بشكل متكرر خلال خمس دقائق، وليس من آلاف المسلحين والدواعش والنواصر على حدودها مع سورية.
تواصلت الدولتان بعد إسقاط الطائرة عبر الطرق الدبلوماسية. استدعت وزارة الدفاع الروسية الملحق العسكري التركي، في حين عقد وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو اجتماعاً مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لدى بلاده.
وعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقاء مع مجلس الأمن القومي في تركيا، وذلك بعد أن أبلغ رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي ألكار كلاً من أردوغان ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بإسقاط الطائرة. واعتبر داود أوغلو في خطاب ألقاه في العاصمة أنقرة أن من حق تركيا الرد إذا انتهك مجالها الجوي على الرغم من التحذيرات المتكررة.
مع ذلك حاولت تركيا التخفيف من وطأة الحادث على العلاقات مع روسيا، وأبلغ مسؤول تركي وكالة «رويترز» للأنباء أن «إسقاط الطائرة التي انتهكت المجال الجوي للبلاد لم يكن إجراء ضد دولة بعينها، ولكن خطوة للدفاع عن سيادة الأراضي التركية وفقا لقواعد الاشتباك».
وفي تدليل على رغبتها تلك، سمحت أنقرة للسفينة الحربية الروسية «يامال» للأسطول البحري الروسي بالعبور من مضيق جناق قلعة باتجاه بحر ايجه.

نفي روسي حاسم
ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه بعد «تحليل بيانات وسائل المراقبة الإلكترونية لم تعد هناك أي شكوك في أن الطائرة «سو-24» الروسية التي أسقطتها مقاتلة تركية فوق سورية، لم تخترق الأجواء التركية». وأوضحت الوزارة في بيان، بحسب موقع «روسيا اليوم»، أن إسقاط الطائرة من قبل مقاتلة «إف-16» تركية تم صباح أمس عندما كانت «سو 24» تعود إلى قاعدة «حميميم» الجوية قرب مدينة اللاذقية.
جاء بيان الدفاع الروسية رداً على صور نشرتها وزارة الدفاع التركية، بحسب موقع «الجزيرة نت»، زعمت أنها «تظهر اختراق المقاتلة الروسية للأجواء التركية».

استدعاء روسي
وتبليغ تركي للأمم المتحدة
في وقت سابق، استدعت وزارة الدفاع الروسية الملحق العسكري التركي لدى موسكو على خلفية إسقاط الطائرة. جاء ذلك بعد أن أكدت السفارة الروسية في أنقرة أن وزارة الخارجية التركية استدعت الوزير المفوض لدى السفارة سيرغي بانوف. وامتنعت السفارة عن الكشف عن مضمون اللقاء في مقر الخارجية التركية.
كما أعلنت الخارجية التركية أن سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (وبينهم روسيا) تم استدعاؤهم إلى مبنى الوزارة حيث أبلغهم سينيرلي أوغلو بالتطورات على الحدود. وكان داود أوغلو كلف وزير الخارجية بإبلاغ تطورات ما جرى لكل من الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي «الناتو».
وسبق لرئاسة الأركان التركية أن أعلنت أنها حذرت «طائرة أجنبية» عدة مرات قبل إسقاطها. وقالت في بيان، إنها وجهت 10 تحذيرات للطائرة الحربية التي اخترقت الأجواء التركية خلال 5 دقائق، إلا أنها واصلت انتهاكها»، وفق ما نقلته وكالة «الأناضول»، التي نشرت فيديو لسقوط الطائرة وخروج طيارين منها بالمظلات. وأوضح البيان أنه على إثر ذلك، «قامت طائرتان تركيتان من طراز «أف 16» كانتا تقومان بدورية في المنطقة، بإسقاط» الطائرة الأجنبية.
وأفادت قناة «الجزيرة» القطرية أن «الطائرة الروسية سقطت بالقرب من منطقة خاضعة لسيطرة النظام».
وقالت وكالة «دوغان» التركية للأنباء: إن طائرات هليكوبتر عسكرية روسية تبحث عن طيارين أسقطت طائرتهما الحربية بالقرب من الحدود السورية.

قتل الطيارين
بإطلاق الرصاص في الهواء
إلا أن قيادياً في مجموعة مسلحة في ريف اللاذقية الشمالي، أكد أن عناصر مجموعته قتلوا بالرصاص طياري الطائرة حين هبطا بمظلتيهما. ونقلت وكالة رويترز عن نائب قائد المجموعة الباسلان جيليك قرب إحدى القرى السورية، في حين كان يحمل ما قال إنه جزء من إحدى مظلتي الطيارين «انتشل الطياران ميتين. أطلق رفاقنا النار في الهواء وقتلا في الجو».

فيديوهات.. وتكبير!!
وفي وقت سابق، أظهر تسجيل فيديو أرسلته جماعة مسلحة إلى وكالة «رويترز» ما يبدو أنه طيار روسي ملقى على الأرض دون حراك ومصاب بجروح بالغة، وقال مسؤول من الجماعة المعارضة إنه مات. وسمع صوت مع تجمع مجموعة من الرجال حوله «طيار روسي» وسُمع صوت وهو يكبر!
وفي ساعات الصباح الأولى، تتالت عرض الفيديوهات على وسائل الإعلام التركية التي تظهر سقوط طائرة أجنبية، ثم سربت مصادر عسكرية تركية عن إسقاط طائرات تركية للطائرة المجهولة.
في البداية أقرت وزارة الدفاع الروسية بسقوط القاذفة «سو 24» في الأراضي السورية، لكنها لم تتهم أنقرة بإسقاطها. ورجحت الدفاع الروسية تعرض الطائرة لقصف من الأرض، ونفت اختراق الطائرة للأجواء التركية بشكل قاطع، مؤكدة أن الطيارين تمكنا من القفز من الطائرة المستهدفة.
وأكدت أن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض (6 آلاف متر) ما يجعلها عرضة للإصابة بالمضادات الأرضية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن