ثقافة وفن

«سوء فهم»… رؤية شبابية في مقولة الحبّ وعدم وعيه من شباب اليوم

| عامر فؤاد عامر

الحبّ هو القيمة الإنسانية الأسمى في حياة البشر، وهو دائماً في المرتبة الأولى من أولويّاتنا، لكن كيف يمكن لجيل الشباب فهمه؟ وكيف يتعاطون مع القضيّة الأسمى إنسانيّاً؟ كان هذا أحد جوانب فيلم «سوء فهم» الذي أخرجته، وقامت بكتابته الإعلاميّة «مزنة الأطرش»، في تجربتها الإخراجيّة الأولى.
بين إعلام وإخراج وعن المزاوجة بين العمل الإعلامي والإخراجي تقول لنا «مزنة الأطرش»: «الإخراج الهاجس والحلم؛ وقد حاولت تعلّمه في أكثر من خطوة، فعملتُ أكثر من مرّة كـ«مساعد مخرج – سكربت»، و«مخرج منفذ»، و«مساعد مخرج» في المسرح وفي الدوبلاج، ليتشكّل لديّ فكرة معقولة في عالم الإخراج، لكن الإعلام مهنتي التي احترمها وأقدّم لها كلّ جهد متاح».

مقولة في الحبّ
وعن قصّة الفيلم واختيارها هذا الموضوع تضيف «مزنة»: «أردت تقديم فيلم مختلف من حيث المضمون، فمعظم الأفلام التي يشتغلها شبابنا اليوم تدور في فلك الأزمة ومعطياتها وتداعياتها، لذلك اخترت تقديم فيلم يطرح مقولة في الحبّ الذي نحن أحوج ما نكون إليه في هذه المرحلة، فبالحبّ تُبنى الأوطان وتعمر». وفي خصوصيّة الفيلم تتابع: «سوء فهم» يأخذ منحى الكوميديا السوداء، التي تقدم علاقات الشباب التي تُبنى على وجهات نظر مغلوطة من دون العودة إلى عين الحبيب، ولغتها الأصدق من أي شيء آخر، فأردت تقديم قصّة حبّ قد ابتدأت وحُكم عليها بالبتر قبل نضوجها، من خلال تقديم شاب وفتاة يشبهاننا إلى حدٍّ كبير بالتعاطي مع الواقع والحبّ».

معاناة الآخر والتقصير معه
«سوء فهم» من تمثيل الفنان «كفاح الخوص»، والفنانة «مروى الأطرش»، وهما بطلا العمل، ومن خلالهما يتمّ طرح قضيّة الحبّ، في علاقة غريبة تحمل تنازعاً وتباعداً كبيرين، فالحبّ موجود، لكن طريقة التعبير خاطئة، وتتجه نحو نهاية غير محببة، وقد التقينا الفنان «كفاح الخوص» الذي قال عن هذه التجربة: «دوري يتحدّث عن شاب، وتجربة تعني إلى أي مدى نحن قادرون على الحديث عن أشخاص نحبّهم، وغير قادرين على مواجهة ذواتنا، ولا أن نكون حقيقيين، فدائماً هناك «البروفا» كمرحلة صادقة قبل الحدث، وعندما نتوجّه نحو الحبيب؛ نكون لا نشبه حقيقتنا الداخلية. الفيلم يتحدّث عن معاناة الآخر، وكم نحن مقصرون بعضنا تجاه بعضٍ في الحبّ».

تشوّه وخوف
أمّا الفنانة «مروى الأطرش» فتقول عن تجربتها: «يختلف الأمر بين حالة الحبّ التي ينشدها الشخص عندما يكون مع ذاته، وبين حالة الاعتراف والإقبال بوجود الطرف المقابل في العلاقة، فمع وجود الآخر يبدأ الشخص باستخدام أفكار مسبقة مزروعة في لا شعوره من قبل، لكنها مبنيّة على الخوف والتشوّه، بالتالي لا يمكن أن تولد علاقة حقيقيّة في مناخ كهذا، والفيلم يعرض هذه الصورة بوضوح دعوة منه لتصحيح مفهوم الحبّ لدى جيل الشباب الحالي، ومن هنا جاء الاسم «سوء فهم».

حلم الشباب
الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، ومن ضمن خطّة دعم أفلام الشباب وإنتاجهم لأفلام قصيرة، وقد توجّهت مخرجة العمل «مزنة الأطرش بكلمتها، حول هذه التجربة التي تقدّمها المؤسسة:
«هذا هو تعاملي الأول مع المؤسسة العامة للسينما، والشكر الكبير لهم لتقديم هذه الفرصة، والتي أصبحت في عمر 3 سنوات، وقد أتاحوا تقديم وجّهات نظر لشباب متحمس.
وهذه التجربة خلقت شبّاناً على طريق التجربة الإخراجيّة، فالشكر لكلّ من ساهم في إتاحة الفرصة لتحقيق شيء من أحلام الشباب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن