عربي ودولي

الطيران السعودي يواصل حصد المدنيين في اليمن

قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب عشرة بجروح في سقوط صاروخ على مركز طبي تديره منظمة «أطباء بلا حدود» في شمال اليمن أمس، بحسب ما أفادت متحدثة باسم المنظمة لوكالة فرانس برس.
وقالت المتحدثة ملاك شحر: إن «ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب عشرة بجروح في سقوط صاروخ على مركز طبي في مديرية رازح بمحافظة صعدة» في شمال البلاد، معقل الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق عدة في البلاد. وأكدت المتحدثة أنه لا يمكن للمنظمة غير الحكومية في الوقت الراهن، تحديد إذا ما كان الصاروخ ناتجاً عن غارة جوية لمقاتلات التحالف السعودي، أو أي قصف ميداني.
وكانت المنظمة نددت مطلع كانون الأول الماضي بغارات قالت إن التحالف السعودي شنها، واستهدفت عيادة نقالة تديرها في مدينة تعز (جنوب غرب)، التي تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلا أنها محاصرة منذ أشهر من الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأشارت المنظمة في حينه إلى إصابة تسعة أشخاص، بينهم اثنان من العاملين معها، في القصف الذي وقع في حي الحوبان بتعز.
إلى ذلك اغتال مسلحون ضابطاً برتبة عقيد في جهاز المخابرات اليمنية، بحسب ما أفاد مصدر امني. وقال المصدر: «اغتال مسلحون مجهولون عقيداً في جهاز المخابرات يدعى علي صالح الناخبي في منطقة المنصورة وسط مدينة عدن».
وشهدت عدن سلسلة من الحوادث الأمنية وعمليات الاغتيال التي طالت مسؤولين سياسيين وأمنيين خلال الأشهر الماضية.
كما قتل ثمانية يمنيين بينهم نساء وأطفال وأصيب سبعة آخرون جراء عدوان طيران النظام السعودي على مناطق متفرقة بمحافظة صعدة.
وأوضح مصدر أمني في صعدة لوكالة الأنباء اليمنية سبأ أن طيران العدوان السعودي استهدف منزلاً بمنطقة الـمقنع بمديرية منبه الحدودية ما أدى إلى مقتل أربعة من أفراد المنزل بينهم نساء وأطفال وإصابة اثنين آخرين بجروح وتدمير المنزل بالكامل.
وأشار المصدر إلى أن طيران العدوان السعودي استهدف سوقاً شعبية بمديرية رازح في صعدة أسفر عن مقتل أربعة يمنيين وإصابة خمسة آخرين بجروح، لافتاً إلى أن هذه حصيلة أولية ويرجح ارتفاع عدد الضحايا.
وأضاف المصدر: إن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا في استهداف العدوان السعودي لجسر ومفرق باقم، إضافة إلى سلسلة غارات على منطقتي السداد ومرع بمديرية باقم في صعدة كما شن الطيران السعودي الليلة الماضية غارتين على مديرية بني مطر في صنعاء ما أدى إلى إحداث أضرار في الأراضي الزراعية والأحياء السكنية.
سياسياً، وصل المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء، ضمن جهود عقد جولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع، بعد الإعلان عن إرجاء الجولة التي كان متفقاً على عقدها في 14 كانون الثاني الجاري.
وتأتي هذه الزيارة غداة إعلان وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي أن «المفاوضات لن تجري في التاريخ المعلن يوم 14 كانون الثاني »، مضيفاً: إنه قد تعقد «في 20 أو 23 كانون الثاني بسبب رفض الحوثيين تاريخ 14 كانون الثاني».
وكان الموعد المحدد ثمرة اتفاق خلال الجولة الأولى من المفاوضات التي عقدت في سويسرا الشهر الماضي برعاية الأمم المتحدة.
وأوقعت أعمال العنف في اليمن بين منتصف آذار وأواخر كانون الأول 2015، نحو ستة آلاف قتيل بينهم 2795 مدنياً ونحو 28 ألف جريح ضمنهم نحو خمسة آلاف مدني، وفقاً لأجهزة الأمم المتحدة.
إلى ذلك اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية أمس الحوثيين في اليمن، باحتجاز «عشرات» الأشخاص بشكل «تعسفي» في صنعاء، منذ سيطرتهم على العاصمة اليمنية قبل أكثر من 15 شهراً.
وقالت في تقرير: إن «السلطات الحوثية في اليمن اعتقلت تعسفياً وأخفت قسراً عشرات الأشخاص في العاصمة اليمنية»، وإنها وثقت «الاحتجاز التعسفي أو المسيء لما لا يقل عن 35 شخصاً على يد الحوثيين في الفترة من آب 2014 حتى تشرين الأول 2015».
في سياق متصل نفى التحالف السعودي الداعم للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، استخدام قنابل عنقودية في ضربات جوية استهدفت صنعاء مؤخراً، إثر تقارير لمنظمة حقوقية والأمم المتحدة بهذا الشأن.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن أحمد عسيري لوكالة فرانس برس: إن التحالف «ينفي استخدام القنابل العنقودية في صنعاء» التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم منذ أيلول 2014.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت في تقرير أصدرته في السابع من كانون الثاني، التحالف باستخدام قنابل عنقودية في غارات استهدفت صنعاء في السادس من الشهر الجاري.
وغداة تقرير المنظمة ومقرها نيويورك، أعلنت الأمم المتحدة تلقيها «معلومات مثيرة للقلق» عن استخدام هذه القنابل في قصف صنعاء، وهو ما حذر أمينها العام بان كي مون من أنه «يمكن أن يعتبر جريمة حرب».
إلا أن المسؤول العسكري السعودي أشار إلى أن التحالف اقر في أوقات سابقة باستخدام قنابل عنقودية من طراز «سي بي يو 105» لضرب عربات عسكرية تابعة للحوثيين وحلفائهم.
وتعليقاً على نشر المنظمة في تقريرها صورة قالت إنها لقنابل من طراز «سي بي يو 58»، قال عسيري: إن «عرض صورة كهذه لا يعني أنها في صنعاء، لا يعني أن (القنبلة) من التحالف».
وسبق لمنظمات حقوقية دولية أن أعربت مراراً عن قلقها من استهداف غارات التحالف لمناطق مدنية.
من جهة أخرى رفضت السعودية بتاتاً التفاوض بشكل مباشر مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والحوثيين.
أعلن عن ذلك العسيري رداً على تصريح لصالح قال فيه: إنه لن يتفاوض إلا مع الرياض، ويرفض التفاوض مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأكد العسيري أنه «لا يمكن أن تقبل السعودية على الإطلاق بالتفاوض مباشرة مع صالح وميليشيات الحوثي».
وأجلت الحكومة اليمنية السبت مفاوضات السلام التي كان من المقرر إجراؤها في الـ14 من الشهر الجاري.
(رويترز – أ ف ب- روسيا اليوم – سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن