رياضة

في الطريق إلى أولمبياد البرازيل 2016 … منتخبنا يلتقي إيران بشعار الفوز

| محمود قرقورا

تدخل كرة القدم السورية الامتحان الأول لعام 2016 عقب تجديد الولاية لرئيس اتحاد كرة القدم صلاح رمضان عندما يخوض منتخبنا الأولمبي أكثر منتخباتنا استقراراً وثباتاً بالمستوى، مباراته الأولى في النهائيات القارية تحت 23 عاماً المؤهلة لمسابقة كرة القدم في أولمبياد البرازيل الصيف المقبل.

النهائيات القارية تقام في قطر وهي بطولة مبتدعة ذلك أن البطولة الفائتة التي جرت في عمان كانت مخصصة للمنتخبات تحت 22 عاماً وأهمية هذه النسخة أنها مؤهلة لأولمبياد البرازيل، حيث ستنتقل المنتخبات الثلاثة الأولى للنهائيات التي لم نتأهل إليها مباشرة ولا مرة، غير أننا كنا أحد ضيوفها عام 1980 في موسكو يوم استفدنا من موجة الانسحابات، وبناء عليه نأمل أن نحجز مكاننا هذه المرة بتعبنا وعرق جبيننا نظراً لامتلاكنا مواد أولية مساعدة بداية من المدرب مهند الفقير مروراً باللاعبين وانتهاء بالجمهور المتمثل بجاليتنا التي لن تدخر جهداً.
ولا نغفل الأجواء المريحة داخل المنتخب، حيث لم يعكر صفوها سوى إلغاء معسكر الإمارات، ولكن تدارك الموقف بمعسكر في الدوحة خير بديل لعبنا خلاله مباراة مع اليابان حملت الكثير من الدروس المستفادة والعبر المفيدة رغم الخسارة التي أجمع الإعلام المحلي على أنها نافعة في هذا التوقيت بالذات، فمن جهة أولى كانت أمام فريق قوي، ومن جهة ثانية تعيدنا إلى أرض الواقع، ومن جهة ثالثة وقف المدرب على الثغرات وضرورة تلافيها.

ثأر
منافسنا اليوم منتخب إيران الذي حرمنا من كأس غرب آسيا قبل ثلاثة أشهر عندما فاز علينا في النهائي بهدفين، وبناء عليه يخوض منتخبنا مباراة ثأرية تعويضية بالدرجة الأولى، مفتاح العبور للبرازيل بالدرجة الثانية، وكل المقدمات تصب في خانة منتخبنا وفق النقاط التالية:
لا عذر للمدرب مهند الفقير إن لم يجد الوصفة السحرية لفك شيفرة المنتخب الإيراني الذي استعصى علينا في قطر قبل تسعين يوماً، وشارعنا الرياضي بحاجة لحنكة وخبرة ودهاء مهند الفقير في هذه المباراة وليس أمام الهند وبنغلاديش.
التسجيل مطلوب بشدة من مهاجمينا فالخريبين أثبت أنه من طينة المهاجمين الكبار وتسجيله بقميص المنتخب الأول 11 هدفاً وتصدره قائمة هدافينا في التصفيات بستة أهداف مقدمات أولية لذلك، ولا ننسى أن لاعبه الوسط المهاجم محمود المواس الذي شكل معه ثنائياً خطيراً في التصفيات حاضر، ونصوح نكدلي يمتلك مقومات كبيرة لزيارة مرمى الخصوم.
الحذر الدفاعي لابد منه فكرة القدم معادلة تكتمل بمقولة الهجوم خير وسيلة للدفاع والعكس بالعكس، وما دام المنتخب الإيراني عرف كيف يسيّر مباراته معنا في نهائي غرب آسيا فلا بد من رد الصاع صاعين وإلا فالعودة إلى دمشق أولى، وإذا علمنا أن العجان والجويد والميداني وناجي يلعبون للمنتخب الأول فهذا مؤشر كاف إلى أن تفاؤل شارعنا لم يأت من فراغ.
حارسنا عبد اللطيف النعسان أثبت في مباريات كثيرة أنه نصف الفريق ولاعبو الوسط الجنيات والمواس وميدو والقلفا وسلامة أثبتوا أنهم أهل للثقة, وفوق كل ذلك لا يغفل على أحد أن اللاعب السوري يمتلك من العزيمة والإصرار ما يكفي لبذل كل قطرة عرق.

أجواء مريحة
اتفق الجميع على أن الأجواء في الدوحة مريحة مبشرة فعشرة أيام قبل انطلاق الحدث مدة كافية للتأقلم على الأجواء, وحضور رئيس لجنة المنتخبات فادي دباس وتصريحه للمواقع العنكبوتية ووسائل الإعلام بأن منتخبنا بأفضل حالاته الفنية والبدنية والذهنية يزيدنا ثقة., وسفر رئيس الاتحاد صلاح رمضان ليكون قريباً من موقع الحدث واجتماعه مع الجهاز الفني والإداري واللاعبين وتعهده بحل جميع المشكلات خطوة أخرى نحو توفير كل سبل الراحة والاستعداد والطمأنينة.
مسيرة الأولمبي

بدأ منتخبنا بقيادة مهند الفقير فتعادل مع أندونيسيا 1/1 وفاز 3/صفر في شباط الفائت وفي الشهر ذاته فاز على سنغافورة 6/1 و2/1 وعلى الكويت في آذار 4/1 بعقر دارها، ثم كانت رحلة التصفيات ففاز على بنغلاديش والهند 4/صفر وعلى أوزبكستان 2/1 وكان ذلك أواخر آذار.
وفي غرب آسيا فاز على الإمارات وعمان 2/1 وعلى قطر 2/صفر وخسر أمام إيران بهدفين في النهائي خلال تشرين الأول الفائت، ثم غلبنا أوزبكستان 1/صفر في كانون الأول وخسرنا أمام اليابان يوم الأربعاء الفائت بهدفين لهدف, وبالتأكيد هذه المسيرة التي لم تعرف سوى خسارتين إحداهما رسمية والأخرى ودية مقابل 11 فوزاً عشرة منها رسمية وتعادل ودي لعمري هي حصيلة مدعاة للفخر.

قبل وبعد
الحذر لا بد منه، بل هو السلاح الأمضى في كل عمل، والغرور سم زعاف مدمر في كرة القدم، والحذر مطلوب بشدة بعد المباراة وخصوصاً في حال الفوز، فالأقدام يجب أن تبقى على الأرض والفوز على إيران ليس بطولة بقدر ما هو خطوة، وفي الاتجاه المعاكس فإن أي نتيجة سلبية في الافتتاح لا قدر الله ليست نهاية العالم، فالتأهل من بوابة المركز الثاني ليس عيباً بل العبرة في النهايات، ونجزم أن العامل المعنوي لا يقل أهمية عن العاملين الفني والبدني.

موضوعية
أكد مهند الفقير في المؤتمر الصحفي أمس صعوبة المباراة وستكون قوية ندية مثيرة من وجهة نظره، لكنه مفعم بالثقة لأنه على علم بإمكانيات وقدرات المنتخب الإيراني الذي يتميز بالقوة البدنية والسرعة والانضباط ويمتلك مدرباً ذكياً يعرف كيف يوظف لاعبيه، ومع ذلك نسعى لوضع الخطة المناسبة والطريق المثلى للخروج بنتيجة إيجابية، فنحن نمتلك 22 لاعباً بمستوى واحد وكلي ثقة باللاعبين جميعهم.
للعلم فإن المباراة تنطلق في الثالثة والنصف عصراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن