ثقافة وفن

عمل على تنمية موهبته وصقلها للوصول إلى النجومية … وسام رضا… متجدد في إطلالاته ومتنوع في مشاركاته

| مصعب أيوب

تثبت الدراما السورية أنها معطاءة وولادة وتنبئنا سنوياً بولادة ممثلين مختلفين قادرين على تقديم أدوارهم ببراعة واحتراف على اختلافها، هو ممثل شاب ربما أخذ كثيراً من والده وتعلم منه ما يغني معرفته وخبرته وهو ما سهل دخوله في هذا المجال ليصقل موهبته ويؤكد ذاته لنلاحظ كل ذلك في شخصية الممثل الشاب وسام رضا.

مشروع نجومية

وسام رضا قادر على أن يحتفظ بألقه من دون الاكتراث للشكل أو للزينة، وهو ممثل يرقى إلى مستوى النجوم، إضافة إلى أن وجهه محبوب للكاميرا ونال استحسان المشاهدين بعد أن ظهر في عدة إطلالات درامية، وربما عليه اليوم أن يسعى جاهداً للحفاظ على ألقه باستخدام أدواته وخياراته متنقلاً بوساطتها إلى مراحل ونوعيات أخرى من التمثيل، فيشد الأحزمة عند كل دور على بساطته ويتهيأ ليشكل الشخصية حسبما يألفها في مخيلته، مشتغلاً على حركاته وأسلوبه وردود أفعاله ومحيطاً نفسه بجوانب الشخصية نفسياً وفيزيولوجياً قبيل أن يبدأ بأدائها.

يقدم الممثل الشاب وسام رضا شخصياته بطريقة مدهشة، ويبني بأسلوبه الخاص مشروع نجومية تتضح شيئاً فشيئاً، مستخدماً أدواته ببراعة ليصل إلى الناس بكل سلاسة، ويتمتع بحضور مميز وأسلوب عفوي، يجد في التمثيل والمسرح الهواء الذي يتنفسه ومساحة خاصة للعب على أوتار الحكاية لأنه يتعامل معها بخصوصية وجمال عاليين، كما أنه دؤوب لإتقان كل الأدوات التمثيلية عبر البحث عن مفاتيح لهذه الشخصية أو تلك، فلا شيء يمكن أن يستعصي عليه، ليؤكد أنه ممثل له خصوصيته وتفرده في الأداء وتقمص الشخصيات التي يجسدها.

شاب مراهق

واليوم يقف رضا أمام اختبار جديد لموهبته في التمثيل يخوضه أمام كاميرا سيف سبيعي مال القبان ((يامن الحجلي وعلي وجيه)) ليقدم دور نعمان الزير ((بسام كوسا)) في مرحلة الصبا أو المراهقة ويخوض عدة معتركات مع تجار السوق المجاورين لمتجر والدته ((رسل الحسين)) في تلك الفترة، وأيضاً بعض الخلافات مع والدته ولاسيما أنه شاب في سن المراهقة وقراراته غير مدروسة أو صائبة وتضطر والدته ذات مرة لطرده من السوق ((سوق الجبر))، ليخوض عدة مغامرات يتعلم منها الكثير لكن عاطفة الأمومة تغلبها وتعيده إلى متجرها وتسلمه قيادة العمل وتسيير شؤون البيع والشراء ليشق طريقه من تلك اللحظات فيغدو اسماً لامعاً في سوق التجارة بمرور الأيام.

مصطلحات طريفة

كما يشارك أيضاً في ولاد بديعة ((يامن الحجلي وعلي وجيه وإخراج رشا شربتجي)) بشخصية سهيل السيكي الذي يعمل في مكتب سفريات بين سورية ولبنان تحت إدارة ياسين الدباغ ((يامن الحجلي))، وهو شاب في مقتبل العمر لاقت شخصيته ردود فعل إيجابية، وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعض مصطلحاته وكلماته التي انتقاها للشخصية، فقد أضحكت شخصيته الكثيرين ليرفقها بكثير من الكلمات المتميزة والفكاهية بعض الشيء ((يبرنس)) ((معك السيكي ويا نار مين يطفيكي)) مع صافرة لطيفة إضافة إلى بعض الحركات بيديه ورأسه، ومما تميزت به الشخصية بعض الإكسسوارات التي انتقاها رضا ومنها ما يستخدم للرقبة ومنها لليد وبعض الخواتم في الأصابع.

تأنٍ واتزان

كما أنه شارك العام الفائت في الزند ((سامر البرقاوي وعمر أبو سعدة)) بشخصية يونس الذي يخدم في الجيش العثماني ويمتلك صوتاً رخيماً يجعل زملاءه ورؤساءه يطربون لسماعه، وقد ظهر في العمل مؤدياً مجموعة من مواويل العتابا التي تنتمي للبيئة التي يعيش فيها في المسلسل وقد لاقى دوره ذاك وغناؤه إشادات كثيرة من المشاهدين.

ولعل كل ما سبق يثبت أنه استطاع تغيير جلده والابتعاد عن النمطية، يحمل داخله أحلاماً كثيرة وأهدافاً يشتغل على تحقيقها، والشغف بفن التمثيل جعله يبحث ويفتش أكثر عن كل ما يصقل موهبته واليوم يشق طريقه بتأن واتزان ولا يفضل القوالب الجاهزة ويبحث عن فرصة حقيقيّةٍ يغني بها التجربة، ويحقق لنفسه رصيداً كبيراً، ومخزوناً غنياً، ليصعد في سلم الإبداع بحذر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن