شؤون محلية

.. وفي السويداء الغلاء يأكل الأخضر واليابس

| السويداء-الوطن

شهدت الأيام القليلة الماضية ارتفاعا تجاوز الجنون في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والقطنيات والحلويات في كل المحال التجارية في السويداء ليبقى الأخضر يقول كلمته.
كل شيء تغير وباتت جميع الأسر مهددة بلقمة معيشتها فالغلاء العاصف تجاوز حدود العقل والقدرة على تأمين الاحتياجات الضرورية للبقاء. دخول لا تكفي إلا أياما قليلة فالقدرة الشرائية لليرة السورية فقدت الكثير من قدرتها وتعقدت الظروف المعيشية لتضيف بؤسا أكثر على حياة المواطنين.
جولة قصيرة في الأسواق كافية لترسم لك حقيقة الواقع الميئوس منه والغلاء الذي قوض صمود المواطن فهل يعقل بأن كيلو السكر تجاوز الـ320 ليرة وعبوة المتة 430 ليرة هذا ما بادر به بالقول باسل المؤيد وهو عامل بيتون يجلس في ساحة السير في السويداء منتظرا ورشة يعمل بها بإيجار يومي لا يتجاوز الـ1000- 1500 ل. س في حال تكرم عليه صاحب الورشة وأعطاه أجره مؤكداً أنه يعمل يوماً ويجلس عشرة متسائلا كيف يستطيع تأمين احتياجات أسرته ومدخوله يتراوح شهريا بين 10-15 ألفاً هذا فضلاً عن إيجار تنقله من الريف إلى المدينة أما العامل إسماعيل الجوهري فكان في شكواه شعور المنكسر المخذول فبات يبحث عن عمل يستر عائلته مؤكدا تحكم أصحاب الورش بقوت يومه وارتفاعات الأسعار في الحاجيات المعيشية الذي كسر ظهره وبات عاجزا عن تأمين لقمة عيش كريمة لأولاده مستغرباً عجز الحكومة عن كبت فلتان الأسعار وعدم وضع المواطن غير الموظف في حساباتها.
حديث طويل مع العمال استقطب أصحاب سيارات الأجرة المتوقفة في الساحة أرتالاً تنتظر زبونا وكل بدأ يطرح شكواه في الغلاء وتحكم التجار برقاب العباد (على حد قولهم ) مؤكدين أنه أمام الغلاء وانخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية يعملون دون نتيجة لأن ما يعملون به لا يكفي لتأمين الاحتياجات الضرورية من طعام وشراب فقط دون لباس أو سكن أو حتى إصلاح أعطال السيارات التي يعملون عليها ومنهم من أشار إلى أنه يستدين لتغطية نفقات البنزين ولم يعد أمام البعض منهم إلا الشحاذة.
أما الموظف فحاله حال سابقيه مؤكدا أن راتبه الشهري أمام الارتفاعات المتلاحقة لا يتجاوز الـ40-50 دولاراً شهريا فكيف ستكون المعادلة وعلى (حد تعبيره) متوازنة؟؟؟؟
وفي محلات البقالة كانت دهشة المواطن كبيرة بعد أن فوجئ بارتفاع أسعار الزيوت والسمون والمحارم والرز والسكر وغيرها خلال 48 ساعة وبنسبة تتراوح بين 10-15% ليعلن الأخضر من جديد بطولاته في التحكم بأسعار الشراء والبيع. التاجر مأمون أبو حمدان أشار إلى أن عدم تدخل الحكومة والبنك المركزي لضبط سعر الصرف في السوق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن