رياضة

الكرة.. مدورة

| خالد عرنوس

أحداث كروية كثيرة شهدتها ملاعب الكرة الأوروبية الأسبوع المنصرم تستحق الوقوف عندها لما حملته من عِبر تصدق أن اللعبة الشعبية الأولى مازالت حيوية ولا تركن على حال ولا تعترف لسيادة أحد أو منطق.
وشكل خروج برشلونة من ربع نهائي دوري الأبطال الحدث الأبرز ولاسيما أنه أعقب سقطتين وتعثراً بالليغا، والأنكى أن كل هذا حدث في وقت قياسي بعد سلسلة نموذجية وصلت إلى 39 مباراة، ولا يمكن تحميل الخسارة إلى اللاعبين أو المدرب ولا حتى الحكم الذي حرم البلوغرانا من فرصة العودة، فكل هذه الأسباب مجتمعة إضافة إلى قوة المنافس، ولأنها أحكام الكرة، فقد حدثت ليفقد البرشا نصف ألقاب الموسم ولتتأكد مقولة (لا كبير في كرة القدم) ولتبقى حقيقة الشامبيونزليغ منذ العمل بنظامها الحالي (لا بطل يحتفظ بلقبه) قائمة.
الحدث الثاني حملته قمة ليفربول ودورتموند في بطولة اليوروباليغ وجاءت النتيجة النهائية لتصب في الاتجاه ذاته حول طبيعة اللعبة، فقد جاءت الأمور على عكس التوقعات وعلى خلاف ماتمنى صاحب الأرض فتقدم الضيف الألماني مرتين، ولأن جمهور الأنفيلد وكل عشاق الليفر ما زالوا يتذكرون ليلة (الأبطال) في اسطنبول فقد عاشوا دقائق على الأمل وكان فريقهم بحاجة إلى ثلاثة أهداف ليتأهل، وبالفعل نجح لاعبو المدرب الألماني بجعل الحلم حقيقة ليبكي الكثير من محبي الريدز فرحاً وعلى رأسهم دالغليش أحد أساطير النادي.
الحدث الثالث حدث في إنكلترا أيضاً لكن هذه المرة كان بصدد البريميرليغ، ففي ملعب أولدترافورد فاز اليونايتد على أستون فيلا ليتأكد هبوط النادي العريق والوجه الأبيض لمدينة برمنغهام إلى الدرجة الأولى للمرة الأولى منذ قرابة ثلاثة عقود.
اللافت في الأمر كانت ردة فعل جمهوره الذي حضر إلى مدينة مانشستر لمؤازرته على الرغم من حظوظه المعدومة بالبقاء بين الكبار وكان أن صفق للاعبيه وسط مشاعر فاضت حزناً وألماً على الحدث الجلل للنادي، كان يوماً ما بطلاً لأمجد البطولات الأوروبية وتوج بلقب الدوري الإنكليزي في 7 مناسبات ومثلها على صعيد الكأس.
تخيلوا معي سقوط أحد الأندية في الوطن العربي أو سورية (أيام الحضور الجماهيري الكبير)، فردة الفعل على سقوط فريق ما لن تقف عند شتم اللاعبين والإدارة والحكام واتحاد الكرة (المتآمر) وربما لن تنتهي عند تكسير مقاعد الملعب والمرافق العامة القريبة، ورغم كل شيء مازال البعض يستغرب الفارق الشاسع بين كرتنا وكرتهم!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن