سورية

البيت الأبيض أكد أنه لم يخطط لفرض «الهدنة» بالقوة.. ولا «بدائل» لخطة «أ» حول سورية … موسكو: «النصرة» أحبطت خططنا مع واشنطن لفرض «نظام الصمت» في حلب

| وكالات

كشفت موسكو أمس أن جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية أحبطت خططاً روسية أميركية لفرض «نظام الصمت» في حلب وريفها في بداية الأسبوع بعد تنسيق هذه الخطوة مع الحكومة في دمشق، على حين نفت واشنطن أن تكون الاتفاقات الأميركية الروسية الجديدة حول سورية تشمل إمكانية استخدام القوة لفرض «الهدنة»، مؤكدة أنه لا توجد «بدائل جيدة» لخطة «أ» حول سورية.
وحمل الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف في تصريح للصحفيين في قاعدة حميميم بريف اللاذقية، أمس، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، التنظيمات الإرهابية النشطة شمالي سورية ورعاتها مسؤولية تجدد القتال في ريف حلب، باعتبار أنها تبذل جهوداً قصوى لإحباط نظام «وقف العمليات القتالية العدائية».
وذكر أن مقاتلي «النصرة» يواصلون استفزازاتهم الرامية إلى تصعيد التوتر في شمال ريف اللاذقية وفي مدينة حلب، وكشف أن الجانبين الروسي والأميركي خططا لفرض «نظام الصمت» في حلب وريفها الاثنين الماضي لمدة 24 ساعة بعد تنسيق هذه الخطوة مع الحكومة في دمشق والمعارضة المسلحة، مع إمكانية تمديد تطبيق هذا النظام في اليومين التاليين، لكن جبهة النصرة شنت هجمات عنيفة على حي الزهراء في المدينة، بالإضافة إلى قصف أحياء سكنية أخرى باستخدام قذائف جهنم ما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وإحباط تطبيق «نظام الصمت» في حلب.
وأكد كوناشينكوف أن مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم والمركز الأميركي في عمان الأردنية يواصلان حالياً مشاورات مكثفة مع القيادة السورية وممثلي «المعارضة المعتدلة» من أجل فرض نظام الصمت في حلب في أقرب وقت ممكن. كما كشف الجنرال الروسي، أن 11 فريقاً تابعاً لمركز المصالحة الروسية في حميميم تعمل حالياً في أرياف حلب ودمشق ودرعا واللاذقية وحماة وحمص، من أجل دعم جهود المصالحة وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان والرقابة على نظام وقف إطلاق النار، وأضاف إن نظام الهدنة يشمل حالياً 91 مدينة وبلدة سورية و52 فصيلاً مسلحاً من قوات المعارضة يتجاوز عدد أفرادها 6500 شخص. وبشأن العمل الإنساني، ذكر كوناشينكوف أن خبراء مركز المصالحة الروسي وزعوا مساعدات إنسانية تجاوز وزنها 700 طن، على سكان 78 بلدة في أرياف حلب ودمشق ودرعا واللاذقية وحماة وحمص. كما لعب المركز الروسي دوراً في إجلاء 500 جريح ومريض من المناطق المحاصرة في الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا.
واعتبر أن نظام وقف إطلاق النار صامد بشكل عام في الجزء الأكبر من أراضي سورية، ونفى اتجاه الأمور نحو تجدد القتال، رغم تسجيل خروقات منفردة، وأوضح أن جميع الأطراف المعنية تتخذ إجراءات مشتركة سريعة لتخفيف التوتر رداً على كل الخروقات، وأن هذه الجهود سمحت بفرض «نظام الصمت» في شمال ريف اللاذقية وفي غوطة دمشق الشرقية. وأعلن أن الطائرات الحربية الروسية في سورية نفذت 87 طلعة قتالية خلال الأيام الأربعة الماضية وضربت مواقع تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في الرقة ودير الزور.
وأكد كوناشينكوف أن «الطيران الروسي يدعم أيضاً تقدم الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني السورية في محيط بلدة آراك بريف حمص»، مضيفاً: إن «طائرات روسية دمرت يوم الثلاثاء 7 مراكز قيادة تابعة لداعش في هذه المنطقة».
وأوضح، أن «عدد الطائرات الروسية التي بقيت في قاعدة حميميم بعد سحب الجزء الرئيسي من القوات، يكفي لضمان الرقابة على نظام وقف إطلاق النار وتوجيه ضربات قوية لمواقع داعش وجبهة النصرة».
وكشف أن وزارة الدفاع الروسية سحبت من سورية قرابة 30 طائرة، بما في ذلك كافة قاذفات «سو-25» وجزءاً كبيراً من العسكريين، وتابع: أن «الحدود الزمنية لبقاء القاعدة الروسية الجوية في أراضي سورية ترتبط بآفاق القضاء على تنظيمي داعش وجبهة النصرة».
وقال كوناشينكوف رداً على أسئلة الصحفيين حول العمليات البرية للجيش الروسي في سورية: إن «الوجود البري الروسي يقتصر على الوحدات المعنية بحماية قاعدة حميميم والخبراء المكلفين بتفكيك الألغام في مدينة تدمر الأثرية». وتابع: أن «الخبراء الروس يعملون على الأرض في حالات استثنائية لتصويب بعض الغارات الروسية لضمان أقصى درجات الدقة لدى إسقاط القنابل الجوية».
في سياق متصل، أكد مركز المصالحة الروسي في حميميم، تراجع مستويات العنف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في شباط الماضي، رغم التوتر المستمر في بعض المناطق بما فيها حلب. وقال رئيس المركز الجنرال سيرغي كورالينكو للصحفيين أمس، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «منذ إنشاء المركز في 27 شباط الماضي، سجلنا تراجع مستوى العنف بعدة مرات. وتراجع عدد عمليات القصف التي تشنها الأطراف إلى الثمن».
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، حسب «روسيا اليوم»، تعليقا على المشاورات الأميركية الروسية المكثفة حول سورية: إن «الخطوات المطروحة للنقاش لا تشمل إمكانية ضمان الهدنة باستخدام القوة». وتابع: أن «جوهر الاتفاقات الأميركية الروسية الجديدة يتلخص في مراقبة الوضع الميداني من أجل زيادة فعاليات تحليل سير تنفيذ الهدنة والخروقات المسجلة».
وذكر كيربي أيضاً، أن «الطرفين ينويان مضاعفة الجهود للضغط على السلطات السورية والمعارضة المسلحة على حد سواء، من أجل ضمان صمود الهدنة». وأكد أن الإدارة الأميركية ما زالت واثقة من ضرورة تسوية الأزمة السورية بالوسائل الدبلوماسية، ولذلك تركز واشنطن جهودها على المفاوضات السلمية في إطار خطة «أ».
وجاءت تصريحات كيربي بعد تصريحات لوزير الخارجية جون كيري، قال فيها: إن «عواقب» ستترتب على عدم التزام النظام السوري بالوقف الجديد لإطلاق النار الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو، وخصوصاً في حلب شمال سورية والذي يمكن أن يعلن في الساعات المقبلة.
وصرح كيري للصحفيين في مقر وزارة الخارجية الأميركية: «في حال لم يلتزم (الرئيس) الأسد بذلك فستكون هناك بشكل واضح عواقب يمكن أن تكون إحداها الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار و(العودة إلى) الحرب» في سورية. وأضاف: «لا أعتقد أن روسيا تريد ذلك. لا أعتقد أن (الرئيس بشار) الأسد يمكنه الإفادة من ذلك»، وأشار كيري إلى «عواقب أخرى تتم مناقشتها، لكن المستقبل هو الذي سيحددها».
وأوضح كيري أن «فريقينا (الأميركي والروسي) سيحاولان إنهاء ما عملنا عليه في الساعات الـ48 الأخيرة بهدف محاولة إحياء وقف كامل» للأعمال القتالية. وأكد أن في حوزته «اتفاقاً» في شأن حلب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وعلق كيري على القصف الذي استهدف مؤسسات استشفائية في الأيام الأخيرة. وندد بـ«الهجوم على مستشفى الاثنين عبر صواريخ مصدرها منطقة تسيطر عليها المعارضة».
وبحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، قال كيري: «لقد أخبرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأخبرت آخرين، بأنه لن يستطيع اتفاق وقف الأعمال العدائية الصمود ما لم يكن هنالك جهد أساسه حسن النوايا لتنفيذ التحول السياسي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن