سورية

لافروف: المباحثات المباشرة بين السوريين ما زالت غير ممكنة

| الوطن– وكالات

استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تنتقل المحادثات غير المباشرة بين الأطراف السورية في الجولة القادمة في جنيف المرتقبة أيار المقبل إلى محادثات مباشرة لأن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، لديها «نزوات كثيرة» تحت التأثير السيئ للرعاة الخارجيين، وفي مقدمتهم تركيا، التي اتهمها بالسعي «للنفوذ والاستحواذ على الأراضي».
وفي الوقت نفسه أكد لافروف أن واشنطن خلال المباحثات مع روسيا حاولت ضم مواقع تحت سيطرة جبهة النصرة إلى مناطق نظام التهدئة في حلب. وأشار في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» للأنباء إلى أن هناك من يرغب باستخدام الأميركيين لمساعدة «النصرة» على الهروب من تحت القصف، مشيراً إلى العلاقات المريبة بين القيادة التركية مع تنظيمي داعش و«النصرة» المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وقال: «الرئيس السوري بشار الأسد ليس حليفنا بالمناسبة. نعم، ندعمه في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الدولة السورية. لكنه ليس حليفنا مثلما تركيا حليفة للولايات المتحدة». وأضاف: «أعتقد أن بمقدور واشنطن مطالبة حلفائها في الناتو بتنفيذ القرارات التي تنص صراحة ضرورة مشاركة الطيف الكامل من المجتمع السوري في المباحثات. وبمقدورها أيضاً الوفاء بالوعد القديم بابتعاد ما يسمى (المعارضة المعتدلة) التي يدعمونها عن جبهة النصرة وداعش».
وأعرب لافروف، عن رفض روسيا الرهان على تحويل الوضع في سورية إلى الحل بالقوة، قائلاً: «على الأرجح، هناك رهان ممن يدعم النصرة لإفشال الهدنة والقيام بكل شيء ممكن من أجل تحويل الوضع إلى الحل بالقوة. سيكون ذلك مرفوضاً تماماً».
وأجاب لافروف رداً على سؤال حول توقعاته بشأن موعد استئناف المفاوضات المباشرة بين الأطراف السورية بالقول: «الجولة القادمة كما قلت، مرتقبة في الشهر الجاري (أيار).. على الأرجح سيكون الحوار غير مباشر كما كان، مع أنه من الواضح أن البدء بالعمل الفعلي، ممكن فقط عندما تجتمع كل الأطراف السورية على طاولة مباحثات واحدة».
وأضاف: «الظروف لم تتهيأ بعد لذلك، بالدرجة الأولى، بسبب أن هذه الهيئة العليا للتفاوض، والتي نصبت نفسها بنفسها، لديها نزوات كثيرة تحت تأثير السيئ الرعاة الخارجيين، وفي المقام الأول تركيا».
وقال لافروف: إن تركيا تمنع بمفردها انضمام حزب الاتحاد الديمقراطي وهو واحد من الأحزاب الكردية الرئيسة في سورية إلى المحادثات، والذي يحارب الإرهابيين ويسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي في سورية. وتطرق وزير الخارجية الروسي إلى قضية مقاتلة «سوخوي-24» الروسية التي أسقطتها تركيا مبيناً أن: «تكرار ذلك (الإسقاط) مستحيل، لقد اتخذت جميع التدابير اللازمة لتجنب أي حوادث والأتراك يعلمون ذلك».
وتابع: أن موسكو تأسف لأن الاتحاد الأوروبي، تحت ابتزاز تركيا، بدأ يأخذ فكرة تقسيم سورية إلى مناطق أمنية، كأمر مفروغ منه. وقال لافروف: «بالحديث عن مناطق أمنية مختلفة، للأسف الشديد، يبدو الاتحاد الأوروبي تحت الابتزازات التركية، وكأنه يتقبل هذا الطرح الأمني كأمر مفروغ منه».
وقال: «في التصرفات التركية، وهم (الأتراك) المحرض الرئيسي على كل هذه الأحاديث حول المناطق الأمنية والخطة (ب) والطموحات العدوانية الأخرى، يمكن رؤية هذه الدوافع التوسعية ليس فقط تجاه سورية، مازال الأتراك موجودين في العراق، ولديهم مجموعة عسكرية من دون موافقة ورغماً عن مطالبة الحكومة العراقية الرسمية، معلنين في الوقت نفسه أنهم أدخلوا قواتهم إلى هناك لكي يعززوا سيادة ووحدة أراضي العراق، ماذا يمكن أن يقال، هنا لا يمكن حتى التعليق».
واستطرد لافروف قائلاً: «تلك هي الطموحات العثمانية الجديدة: نشر النفوذ والاستحواذ على الأراضي، أنها تطهر بقوة، وبشكل عام أنها تصرفات غير لائقة».
واستبعد الوزير الروسي أن يجرؤ أحد ما على القيام بعملية برية في سورية في ظل وجود القوات الجوية الفضائية الروسية هناك. وقال: «لا أعتقد بأن أحداً ما سيتجرأ على خوض هذه الألعاب الخطيرة، والقيام بأي استفزازات في ظل وجود القوات الروسية هناك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن