سورية

أكد أن موقف «المعارضة» لا تحسد عليه وإضعاف «النصرة» يضعف التنظيمات المسلحة … مركز «ستراتفور» الأميركي: انقلاب تركيا الفاشل شغل أردوغان عن دعم الإرهاب في سورية

| وكالات

ذكر مركز «ستراتفور» الأميركي للدراسات الإستراتيجية والأمنية أن محاولة الانقلاب في تركيا، شغلت نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن دعم التنظيمات الإرهابية والمسلحة والتي وصفها المركز بـ«المقاومة السورية»، محذراً من أن هذا لا يبشر بالخير بالنسبة لفرص «المعارضة» في الأشهر المقبلة، في ظل استمرار الدعم الروسي وغيره للحكومة السورية الذي لم يتوقف. ونشر المركز تحليلاً جاء بعنوان: «متمردو سورية يخسرون الدعم في وقت هم في أشد الحاجة إليه»، وأشار فيه إلى أن الولايات المتحدة، تسعى لمزيد من التعاون مع روسيا في سورية، ما يعني أنه من غير المرجح أن تزيد المساعدات لتلك «المقاومة»، في وقت تقع فيه الأخيرة تحت ضغط شديد من خصومها.
ولفت التحليل إلى أن هذا يتجلى بوضوح في مدينة حلب، وما حولها، حيث تجري معركة حاسمة تحاصر فيها قوات الجيش العربي السوري الأجزاء التي تسيطر عليها «المعارضة» في المدينة، وتحاول «المقاومة» التخفيف من حدة الحصار، في وقت تعاني فيه هذه الوحدات من نقص الأسلحة والذخائر والإمدادات من تركيا المجاورة. وهو ما سيضطر ما سماهم بـ«الثوار» لاتخاذ موقف دفاعي في الأشهر المقبلة بدلاً من الهجوم لكسب الأراضي.
ويشير التحليل إلى أن التعاون الأميركي الروسي يمثل مشكلة لـ«المقاومة»، وذلك لسببين: أولاً: التنسيق بين واشنطن وموسكو على استهداف واحدة من المجموعات الأكثر فعالية وهي جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، التي تتعاون مع «المقاومة»، رغم الخلافات بينهما في مواجهة قوات الجيش العربي السوري، ويشير إلى أن إضعاف «النصرة»، معناه إضعاف «المقاومة السورية»، وهو ما يصب في نهاية الأمر في مصلحة الحكومة السورية.
والسبب الثاني وفق المركز أن زيادة التنسيق الأميركي الروسي يعني عدم تحقق توقعات «المقاومة» السورية بزيادة المساعدات الأميركية والأسلحة التي وعدت واشنطن بها في حال فشلت محادثات جنيف في إنهاء الحرب، بعدما أظهرت واشنطن حرصها على تجنب تصعيد التوتر مع روسيا والقوات الصديقة (إيران- حزب اللـه)، لأن ذلك قد يقوض الجهود العسكرية الأوسع لإضعاف تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
ورأى المركز في تحليله، أن هناك خياراً أكثر سوءاً يواجه «المقاومة» هو الاقتتال الداخلي، إذ تستهدف «النصرة» المقاتلين المدعومين من واشنطن، رداً على هجمات الولايات المتحدة على وحداتها، علماً أن واشنطن لا تستهدف «النصرة» والمطلب الروسي واضح في دعوته لواشنطن بأن يتم انسحاب فصائل «المعارضة المعتدلة المسلحة» عن مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية.
ويعتقد المركز أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في احتمالات انشقاق وحدات من «المقاومة» عن التحالف المشترك، بحيث تسعى الوحدات الأكثر قدرة عسكرياً لمواصلة القتال، مشيراً إلى أن بعض حلفاء «المقاومة» خصوصاً قطر وتركيا، يسعون لإقناع «النصرة» أن تنأى بنفسها عن تنظيم «القاعدة»، كي توقف الحشد الأميركي ضدها، والذي يصعب من مهمة «المقاومة» الموحدة ضد الجيش العربي السوري، علماً أن تقارير إخبارية ترددت عن نجاح هذه المساعي واتجاه «النصرة» إلى تغيير اسمها بعد أن تعلن فك ارتباطها بـ«القاعدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن