سورية

خروج المزيد من العائلات من الأحياء الشرقية … الجيش يتقدم في محيط مخيم حندرات ويصد «فتح الشام» عن «الكاستيلو»

| حلب- الوطن– وكالات

أطلق الجيش العربي السوري عملية عسكرية أمس بهدف السيطرة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين عند مدخل حلب الشمالي الشرقي وحقق تقدماً في محيطه على حين صد هجوماً عنيفاً لـ«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) جنوب المدينة وفي محور منطقة الشقيف شمالها في مسعى منها للهيمنة على جزء من طريق الكاستيلو.
من جهة ثانية خرجت أمس عشرات العائلات من الأحياء الشرقية في حلب هرباً من إرهاب التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي تحاصرهم وترتكب بحقهم الجرائم وتصادر أملاكهم وأرزاقهم.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش بمؤازرة لواء القدس الفلسطيني استطاع السيطرة على تلال ونقاط حاكمة في محيط مخيم حندرات إثر اشتباكات عنيفة مع مسلحي «فتح الشام» و«نور الدين الزنكي» و«السلطان مراد» لم يتمكنوا خلالها من الحفاظ على مواقع دفاعهم الأمامية وتكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وأوضح المصدر، أن تقدم الجيش جاء ضمن عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على المخيم ذي الموقع الإستراتيجي، ما يمكنه من حسم المعركة لمصلحته في المنطقة عبر إرغام المسلحين على التوضع في جيوب معزولة تمهيداً للقضاء عليهم نهائياً وتطهير المنطقة منهم ولاسيما في المبنى المتهدم لمشفى الكندي التعليمي الذي يعد المركز الأخير لتجمعاتهم.
وتمكن الجيش بمؤازرة سلاح الجو السوري والروسي من احتواء الهجوم الأول العنيف لـ«فتح الشام» بعد أن جهزت لعملية عسكرية، خلال فترة الهدنة التي استمرت أسبوعاً وانقضت مساء الإثنين، على محور منطقة الشقيف الصناعية بغية وضع موطأ قدم لها على طريق الكاستيلو الذي أحكم الجيش عبره إحكام الطوق على مسلحي الأحياء الشرقية من المدينة لكنها عجزت عن نيل مرادها ولم تتمكن من الاحتفاظ بمسافة من الطريق لأكثر من ساعتين. كما أجهض الجيش وحلفاؤه محاولة «فتح الشام» ومسلحي ميليشيا «جيش الفتح» مد نفوذهم إلى مناطق سيطرته في محور حلب الجنوبي الغربي من خلال هجوم باتجاه مشروع 1070 شقة سكنية حيث أحبط الهجوم وشن الجيش هجوماً معاكساً نحو مناطق سيطرة المسلحين في مدرسة الحكمة وأرض سوق الجبس غربي المدينة.
وقال مصدر ميداني لـ«الوطن»: إن خسائر المسلحين بلغت أمس فقط في اشتباكات شمال وجنوب حلب أكثر من 150 قتيلاً وتدمير 4 دبابات و7 مدرعات لنقل المشاة و13 سيارات مزودة برشاشات ثقيلة، ما وجه لهم ضربة قاصمة مع بداية انقضاء الهدنة بموجب الاتفاق الروسي الأميركي. وأكد خبير عسكري أن الجيش العربي السوري وحلفاءه استفادوا من هدنة 27 شباط التي جمع المسلحون خلالها صفوفهم وانقضوا على مواقع للجيش في ريف حلب الجنوبي «أما خلال الهدنة المنصرمة فاستعد الجيش جيداً لأي عملية عسكرية قد يشنها المسلحون بعد أن رصوا صفوفهم بل رفع من جهوزيته للقيام بأي عملية عسكرية توكلها القيادة العسكرية له»، حسب قول خبير عسكري لـ«الوطن».
من جهة ثانية، وحسب وكالة «سانا» للأنباء، فقد خرجت عشرات العائلات من أحياء حلب الشرقية باتجاه الشيخ مقصود ونقاط تمركز الجيش العربي السوري في الأحياء الغربية حيث قامت الجهات المعنية باستقبالهم ونقلهم إلى مراكز إقامة مؤقتة. وخرج مساء الإثنين نحو 50 شخصاً من أهالي أحياء حلب الشرقية من منطقة الشابورة في حي الجديدة باتجاه نقاط تمركز الجيش العربي السوري في شارع الوكيلية عند نقطة قصر الوالي في حين خرجت عشرات العائلات من أحياء بستان القصر والصاخور والفردوس وكرم الدعدع والمدينة القديمة باتجاه معبر صلاح الدين.
وأكد عدد من الأهالي أن التنظيمات المسلحة تحتجز مئات العائلات وتمنعهم من مغادرة الأحياء الشرقية للمدينة وتحاصرهم وتتخذ منهم دروعاً بشرية حيث استهدفت أكثر من مرة بالرصاص العديد من الأشخاص الذين حاولوا الخروج باتجاه الأحياء الغربية.
ولفتوا إلى أن الأهالي في حي كرم الجبل وغيره من الأحياء الشرقية خرجوا في مظاهرات تطالب مقاتلي جبهة فتح الشام الإرهابية (النصرة سابقاً) وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» بالخروج من منطقتهم ووقف الأعمال القتالية. وتؤكد التقارير أن «فتح الشام» قامت بقتل 24 مواطناً في أحياء حلب مؤخراً كما تحدث اصطدامات بين المسلحين المحليين و«فتح الشام» و«أحرار الشام» من وقت لآخر. وفي الأحياء الشرقية لمدينة حلب مسلحون يحاصرون الأهالي ويتخذون من المنازل مقرات لهم ويجعلونها منطلقاً للاعتداء على الأحياء الآمنة في حلب بالقذائف الصاروخية والهاون ورصاص القنص.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن