سورية

مشروع بيان روسي عنهم في مجلس الأمن.. وبوتين بحث الوضع في سورية مع أردوغان والعبادي … موسكو تدعو إلى فصل الإرهابيين عن «المعتدلة» «فوراً».. وتعتبر تمديد هدنة حلب من طرف واحد غير وارد

| وكالات

في الوقت الذي وزعت فيه روسيا مشروع بيان على مجلس الأمن الدولي حول وجوب فصل التنظيمات الإرهابية عن «المعارضة المعتدلة المسلحة» في حلب، وأكدت على ضرورة أن يجري هذا الفصل فوراً وبلا تباطؤ، اعتبرت أن تمديد هدنة حلب من طرف واحد أمر غير وارد، بعد أن بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الوضع في سورية وعملية الموصل.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف أمس حسب موقع «روسيا اليوم»: «إنني استبعد أن تمدد روسيا بالتعاون مع الحكومة السورية الهدنة الإنسانية (في حلب) من طرف واحد، إننا أكدنا مرات عديدة وعلى مختلف المستويات، أن خصوم الرئيس بشار الأسد يستخدمون فترات التهدئة الإنسانية لإعادة نشر قواتهم وللحصول على المزيد من الذخيرة والأسلحة».
وتساءل لماذا يجب على موسكو ودمشق أن تقدما تبريرات بسبب إخفاق واشنطن في عزل تنظيم «جبهة فتح الشام» عن «المعارضة المعتدلة»، مشدداً على أن ذلك سيساوي تمديد الهدنة من طرف واحد بالتراجع، وقال: «نحن لن نقدم على ذلك أبداً».
ولفت ريباكوف إلى أن الجانب الروسي يرى محاولات أولئك الذين يتلاعبون بقضايا حلب الإنسانية، والانخراط في لعبة مزدوجة، لكي يدفعوا بموسكو ودمشق لوضع يضطرهما إلى تقديم تبريرات.
وأكد، أن موضوع إعلان فترات التهدئة الإنسانية في حلب سيكون مطروحاً خلال مشاورات الخبراء العسكريين التي انطلقت في جنيف يوم الأربعاء (أمس)، مضيفاً: إن الوفد الروسي مستعد للمشاركة في المشاورات، ما دام ذلك ضرورياً.
وأضاف: لا توجد في الوقت الراهن خطط لعقد لقاء جديد بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، معيداً إلى الأذهان أن الاثنين اجتمعا في لوزان يوم السبت الماضي. واعتبر ريباكوف أن الشيء الأهم في المرحلة الراهنة هو استئناف التعاون المثمر بين العسكريين.
من جانبها قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا تعليقاً على المساعي الرامية لإخراج مقاتلي «فتح الشام» من حلب: «لا يوجد هناك ولو سبب واحد لعدم استكمال عملية الفصل، إننا ننطلق من أن خطوات في هذا الاتجاه يجب أن تبدأ الآن، لكي نشاهد في القريب العاجل الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين».
وشددت على أن القوات الجوية الفضائية الروسية والطيران السوري بتعليق الطلعات في سماء حلب، وفت بالشرط الوحيد الذي سبق للأميركيين أن طرحوه للشروع في عزل «فتح الشام» عن «المعارضة المعتدلة».
وقالت: «هذه الخطوة مرتبطة بالالتزامات التي أخذها على عاتقه الجانب الأميركي فيما يخص الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة، وكان الأميركيون يقولون دائماً إن الفصل مستحيل بلا وقف إطلاق النار».
وحذرت زاخاروفا من استغلال الهدنة الإنسانية في حلب لأي أغراض أخرى، غير مرتبطة بتقديم المساعدات الإنسانية للسكان، معربة عن دهشتها من تباطؤ الأمم المتحدة في الشروع بإيصال الشحنات الإنسانية إلى حلب، على الرغم من تعليق عمليات القصف الجوي. وقالت: «إنه أمر مثير للدهشة، لأن الجانب الروسي التزم بوقف الغارات ضد التنظيمات الإرهابية، وقدم ضمانات بهذا الشأن في حلب».
وأضافت: «أخذ الجانب السوري على عاتقه التزامات مماثلة، ومن هنا ينجم سؤال: ماذا يمنع ممثلي الأمم المتحدة من بدء العمل على إيصال الشحنات الإنسانية والشروع في تسوية الأوضاع الإنسانية؟».
وشددت على أنه إذا كانت هناك عراقيل فإن الجيش العربي السوري أو القوات الجوية الفضائية الروسية لم يتسببا بها، معتبرة أن ذلك يعني وجود قوى أخرى، وأن الأمم المتحدة تعرف بوجود خطر من جانب مسلحي «المعارضة المعتدلة» و«الإرهابيين في حلب».
بموازاة ذلك قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين في نيويورك، حسب وكالة «سانا» للأنباء: «نعتقد أنه في ظل الظروف الجديدة من الضروري للدول الأعضاء في مجلس الأمن التي لديها نفوذ على جماعات المعارضة المسلحة في شرق حلب وخارجها تكثيف الجهود من أجل الانفصال المبكر للقوى المعتدلة من المعارضة عن الإرهابيين المحددين من قبل مجلس الأمن الدولي».
وأضاف: إنه «لا بد كذلك أن تلتزم الأطراف المعنية بمنع وصول الدعم المالي والمادي إلى الأشخاص والجماعات والجمعيات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية والمدرجة أسماؤها في قائمة الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية».
وأكد تشوركين إصرار بلاده على أن توقف جميع الأطراف في «المعارضة المعتدلة» القتال مع الإرهابيين وتنفصل عنهم وتوقع رسمياً على نظام وقف الأعمال القتالية. وقال: «لقد أعددنا مشروع بيان في هذا الصدد ونأمل في أن يتم قبوله من أعضاء المجلس».
وفي التعليق على وقف الضربات الجوية على مواقع التنظيمات الإرهابية في حلب، أكد تشوركين أن هذا القرار يعكس النية الحقيقية لروسيا، وأن التطورات في سورية تعتمد على الظروف التي ستحيط بالوضع على الأرض، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم».
وكان بيان صادر عن الكرملين ونقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أفاد بأن بوتين وأردوغان تبادلا عبر مكالمة هاتفية ليل (الثلاثاء- الأربعاء) الآراء حول مسائل تسوية الأزمة السورية».
وأكد الجانب الروسي بحسب البيان أهمية ضمان فصل « المعتدلة» عن مقاتلي «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً)، وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتحالفة معها في سورية، كما تطرق الرئيسان إلى عملية تحرير مدينة الموصل في العراق من يد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، حسب ما أورد الكرملين في بيانه من دون كشف تفاصيل هذه المكالمة.
وأشار البيان إلى أن بوتين تمنى النجاح الكامل للجيش العراقي وحلفائه من أجل تحقيق هدفهم، حسب وكالة «أ ف ب» للأنباء.
كما أبلغ بوتين العبادي بالتدابير التي اتخذتها روسيا لنزع فتيل التوتر في حلب» حيث أعلنت موسكو وقف الغارات التي تشنها طائراتها للسماح بإجلاء المدنيين من الأحياء الشرقية من المدينة التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، تمهيداً لوقف إطلاق النار الخميس (اليوم) لثماني ساعات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن