سورية

المحافظ يزورها اليوم.. والأمم المتحدة غابت.. والحكومة قدمت بادرة «حسن نية» … المعضمية إلى حضن الوطن.. ومسلحوها إلى إدلب

| سامر ضاحي

واصلت دمشق سياستها في إجراء المصالحات الوطنية مع المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات مسلحة، بتنفيذ اتفاق مدينة معضمية الشام بريف دمشق الغربي بخروج المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم مع عائلاتهم من المدينة.
وعلى حين منعت وسائل الإعلام من تغطية الحدث، أكدت مصادر أهلية حضرت عملية خروج المسلحين وذويهم لـ«الوطن»، أن قرابة عشرة آلاف تجمعوا صباحاً على جسر المعضمية، وسط إجراءات أمنية مشددة، لمشاهدة الحدث، وأحصت «قرابة 42 حافلة» أحضرتها الجهات المختصة لنقل المسلحين وعائلاتهم إلى إدلب، من دون أي حضور أممي.
ولفتت المصادر إلى أن التوجه العام في الاتفاق كان الإبقاء على أهالي المعضمية فيها بدليل اصطحاب الجهات المعنية لمسؤول التسليح في أحد المجموعات المسلحة ويدعى حمزة أبو زيد أول من أمس برفقة بعض وجهاء المدينة إلى مدينة قدسيا حيث اطلع هناك على الحياة الطبيعية التي عادت للمدينة بعد خروج مسلحيها، وبهدف مشاهدته بأم العين كيف تحققت الوعود لهم الأمر الذي شجع الكثير من مسلحي المعضمية ممن هم من أبناء المدينة، للعدول عن فكرة المغادرة إلى ريف إدلب وسط مناشدات الأمهات أمس لأبنائهن بتسوية أوضاعهم ورفض المغادرة الذي لاقى تجاوباً من البعض.
ويبلغ عدد سكان المعضمية قرابة 75 ألف نسمة 30 ألفاً من سكانها الأصليون، على حين الآخرون من أغلب المحافظات السورية.
وأشارت المصادر إلى أن معظم المسلحين الذين خرجوا من المعضمية هم الوافدون عليها من داريا أو كفرسوسة أو المزة، لافتة إلى أن أهالي المدينة يعولون جداً على الشروط التي تم الاتفاق عليها ولاسيما تأدية أبنائهم للخدمة الإلزامية في المدينة أو مناطق مجاورة ضمن المحافظة نفسها، وسط أنباء عن إمكانية تأدية بعضهم للخدمة في مناطق المصالحات كقدسيا والهامة.
وتم أمس رفع السواتر الترابية التي كانت تعيق الطريق إلى المدينة، تمهيداً لدخول وفد رسمي اليوم إليها يرأسه محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم وأمين فرع حزب البعث بالمحافظة همام حيدر للإعلان بشكل رسمي عن فتح الطرق إلى المدينة الأمر الذي توقعت المصادر أن يبدأ السبت المقبل، على أن يليه فتح الطريق الرئيسية المجاورة المغلقة منذ سنوات، كما يتوقع أن تبدأ الدوائر الحكومية بالعودة إلى المدينة بدءاً من مخفر المدينة تزامناً مع دخول المواد التموينية والغذائية.
وبحسب مصادر موثوقة فإن عدد الذين غادروا المعضمية هو 1710، هم 800 مسلح و395 إمرأة و515 طفلاً منهم من داريا وكفرسوسة والمزة.
من الجدير بالذكر أن غياب الوسيط الأممي عن تنفيذ اتفاق المعضمية ليس الأول من نوعه بعدما شهدت قدسيا وبلدة الهامة المجاورة لها الأسبوع الماضي اتفاقاً مماثلاً غابت عنه الأمم المتحدة، وكذلك اتفاق الوعر الأخير بمدينة حمص في نهاية الشهر الماضي الذي رفضت حينها الأمم المتحدة التوسط فيه بزعم أنه «عملية تهجير قسري مشابهة لاتفاق داريا» في آب الماضي أيضاً.
وشهدت الأسابيع التي سبقت اتفاق المعضمية حالات شد وجذب حيث تواصلت الأنباء المتضاربة عن الاتفاق منذ أواخر آب الماضي، ليدخل وضع المدينة في تعقيدات لاحقة شهدت اجتماعات مكثفة بين الجهات المختصة وممثلين عن مسلحي المدينة ووجهائها، إلى أن تم التوصل إلى الاتفاق الأحد الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن