الأولى

«النصرة» ترفض تنفيذ «أستانا» حتى لو بطلب من «الأصدقاء»! … خروقات وقف إطلاق النار مستمرة.. وواشنطن: لا بديل عن الحل السياسي

| حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق – الوطن - وكالات

وفقاً لكل التوقعات والتجارب السابقة، تحركت الجماعات الإرهابية والميليشيات التركية باتجاه إعلان رفضها لكل الاتفاقات التي تفرض عليها وقفاً لإطلاق النار، وانسحاباً من المناطق التي حددها اتفاق «سوتشي»، والذي تعهد الراعي التركي لكل هؤلاء بتنفيذه.
ولم تمض ساعات طويلة إلا وأعلنت «النصرة» على لسان متزعمها الإرهابي أبو محمد الجولاني رفضها الانسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح بنحو 20 كم، مؤكدة أنها لن تعيد تموضعها، بناء على طلب «الأصدقاء» ولا الأعداء، في إشارة واضحة إلى «الصديق» التركي.
وخلال مؤتمر صحفي تحدثت عنه مواقع إعلامية معارضة، أكد «الجولاني» أن «النصرة»، غير ملتزمة بأي اتفاق صادر عن مؤتمر «أستانا»، مشيراً إلى أن «المعارك قد تعود بعد عيد الأضحى»، وبأن إرهابييه أعدوا لحرب طويلة الأمد.
رفض تنظيم «النصرة» المتوقع لأي انسحاب من المناطق التي تحتلها في إدلب، تناغم مع ما حاولت إشاعته معارضة «الرياض» بهدف إجهاض تنفيذ «وقف إطلاق النار»، وزعمت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، أن الحكومة السورية وروسيا غير جادتين في مسألة الهدنة.
وفي سلسلة تغريدات عبر حسابه بـ«تويتر» ادعى رئيس «الهيئة» التي تتخذ من الرياض مقراً لها بأن الجيش السوري «لا يزال مستمراً في خروقه وانتهاكاته تجاه المدنيين شمال سورية، مدعوماً من روسيا، بحجة محاربة الإرهاب»، مضيفاً: «لذلك لا نعتقد أبداً أنهم جادون في مسألة الهدنة».
بالمقابل برز أمس الترحيب الأميركي بأنباء وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة الخميس الجمعة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورجان أورتاجوس في بيان: إن «الولايات المتحدة تعتقد بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري (لما سمته) الصراع السوري، وأن الحل السياسي فقط، هو الذي يمكنه ضمان مستقبل مستقر وآمن لكل السوريين».
وذكرت الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة «ستدعم عمل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون، والأمم المتحدة لدفع عملية يقودها السوريون، من شأنها أن توجد نهاية سلمية وسياسية» للأزمة السورية.
تأتي هذه المعطيات وسط استمرار للهدوء الحذر الذي ساد منطقة «خفض التصعيد»، مع دخول تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجديد يومه الثالث على التوالي، من حيث تحليق الطيران السوري والروسي.
غير أن ذلك لم يوقف محاولات التسلل والذي كان آخرها محاولة قامت بها مجموعات من تنظيم «حراس الدين» الإرهابي، للتسلل نحو نقاط عسكرية للجيش مثبتة في خربة الناقوس بسهل الغاب، والاعتداء عليها بالصواريخ، وبين مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش رد على هذه الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد» بقطاعي حماة وإدلب ودك بمدفعيته تحركات للمجموعات الإرهابية في الزكاة والأربعين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن