عربي ودولي

موسكو تحقق بإمكانية ضلوع الغرب في محاولة التمرد الفاشلة.. و«الناتو»: شأن داخلي … بوتين يهاتف نظيره الإيراني ويؤكد تعزيز أمن روسيا واستقلالها التكنولوجي

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة تعزيز أمن روسيا وحماية استقلالها التكنولوجي بالاعتماد على طاقاتها البشرية الوطنية، وفي الوقت ذاته أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي وأمير قطر حول تطورات الأوضاع في روسيا، في وقت أعلنت فيه موسكو أنها تحقق في إمكانية ضلوع الغرب في محاولة تمرد «فاغنر» الفاشلة، على حين اعتبر حلف شمال الأطلسي «ناتو» أن هذه المسألة شأن روسي داخلي.
وفي كلمة ألقاها أمام المشاركين في المنتدى الصناعي الدولي للشباب «مهندسو المستقبل»، أوضح بوتين أن تنفيذ المهام الرئيسية في تعزيز أمن روسيا وحماية استقلالها التكنولوجي، يعتمد في المقام الأول على «احتياطي البلاد الكوادري»، وطاقاتها البشرية الوطنية، وذلك وفق موقع «روسيا اليوم».
وقال بوتين: «يعتمد التطور المطرد للصناعات المحلية وقدراتها التنافسية في الأسواق الوطنية والعالمية، وتنفيذ المهام الرئيسية لتعزيز الأمن والسيادة الاقتصادية والتكنولوجية في روسيا على احتياطياتها الكوادرية».
وأضاف: إن من الضروري تزويد المؤسسات والشركات الروسية بمزيد من المهنيين الشباب الأكفاء والمتخصصين والمبدعين وذوي العقلية الحديثة والمستعدين لتحمل المسؤولية وتقديم الحلول المثلى.
ومضى يقول: «هؤلاء الشباب هم من سيكفلون التشغيل المستقر للصناعة الروسية وتطورها في مواجهة التحديات الخارجية، وسيحققون الزيادة في إنتاج أهم المنتجات الضرورية لحياة البلاد المدنية، والدفاعية».
من جهة ثانية، أعلن الكرملين في بيان أمس أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أعرب عن «دعمه التام» للرئيس بوتين خلال اتصال هاتفي، جرى بينهما بعد يومين من إعلان قائد مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين عصياناً مسلحاً تم إجهاضه.
ونقلت «فرانس برس» عن الكرملين قوله: إن «الرئيس الإيراني أعرب عن دعمه الكامل للقيادة الروسية في إطار أحداث 24 حزيران».
بدورها، نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: إن «بوتين ورئيسي أكدا استمرار الاتصالات على المستوى الشخصي» وتطرقا إلى الأجندة الدولية بما في ذلك ضمان الاستقرار في القوقاز والتسوية في سورية.
في سياق متصل، أعلن الكرملين أن بوتين تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أعرب فيه الاخير عن دعمه للقيادة الروسية في مواجهتها محاولة التمرد.
ووفقاً لما جاء في بيان نشره الكرملين على صفحته الرسمية، بحث الرئيس الروسي وأمير قطر العلاقات الثنائية، وأشاد الجانبان بمستوى التعاون الروسي القطري، وأكدا اهتمامهما المشترك بتعزيزه في مختلف المجالات.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء القطرية «قنا» أنه جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تمت مناقشة آخر التطورات على الساحة الإقليمية والدولية، وآخر التطورات في روسيا الاتحادية، حيث عبر أمير قطر عن تمنيات بلاده لروسيا الاتحادية وشعبها الصديق بدوام الازدهار والاستقرار.
وحسب «قنا» دعا أمير قطر إلى حل الخلافات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد ميدانياً.
جاء ذلك، بينما أعلنت اللجنة الروسية لمكافحة الإرهاب إلغاء إجراءات مكافحة الإرهاب في مقاطعتي موسكو وفورونيج، التي استمرت يومين وذلك بعد إجهاض محاولة التمرد المسلح من مجموعة «فاغنر».
وجاء في بيان للجنة أوردته وكالة «نوفوستي» الروسية: «نظراً لعدم وجود تهديد لحياة المواطنين وسلامتهم وممتلكاتهم، قرر رئيس هيئة مكافحة الإرهاب رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي إلغاء إجراءات مكافحة الإرهاب في موسكو ومقاطعتها، وفي فورونيج ومقاطعتها بدءاً من الساعة 09:00 الموافق لـ26 من حزيران 2023».
كذلك، أعلن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، أنه تم رفع جميع القيود المتعلقة بمكافحة الإرهاب في موسكو.
في الأثناء، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاستخبارات الروسية، تحقق ما إذا كانت أجهزة الاستخبارات الغربية ضالعة في محاولة «فاغنر» التمرد المسلح في 24 حزيران.
وقال لافروف حسب وكالة «تاس» الروسية: «من الواضح أن (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون لمس في محاولة التمرد الفاشلة فرصة قد تحقق التهديد بـ«الهزيمة الإستراتيجية» لروسيا»، مشيراً إلى أن «العديد من وزراء الخارجية أعربوا عن تضامنهم مع روسيا الاتحادية لكن بعضهم طلبوا منا عدم الإعلان عن مكالماتهم معنا».
وبشأن اتصال السفيرة الأميركية بمسؤولين روس لبحث محاولة التمرد الفاشلة قال لافروف: «السفيرة الأميركية أرسلت إشارات إلى ممثلي روسيا الاتحادية بأن واشنطن لا علاقة لها بمحاولة التمرد ومهتمة بسلامة الأسلحة النووية».
ومن ليتوانيا، اعتبر أمين عام حلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ في تصريح أمس الإثنين، أن الأحداث التي شهدتها روسيا، في إشارة إلى تمرد مجموعة «فاغنر»، «شأن داخلي»، مؤكداً مواصلة دعم أوكرانيا وذلك حسبما نقلت قناة «سكاي نيوز».
وأضاف للصحفيين خلال زيارة إلى فيلينيوس عاصمة ليتوانيا: «الأحداث التي وقعت في مطلع الأسبوع هي دليل آخر على الخطأ الإستراتيجي الكبير الذي اقترفه الرئيس بوتين بضمه غير القانوني لشبه جزيرة القرم والحرب ضد أوكرانيا».
وتابع: «بينما تواصل روسيا هجومها، من المهم أن نواصل دعمنا لأوكرانيا».
وفي وقت سابق، اعتبر الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا، أنه سيتعين على «الناتو» «تعزيز» جناحه الشرقي إذا استضافت بيلاروس قائد مجموعة «فاغنر» الروسية المسلحة وفق الاتفاق الذي أدى إنهاء التمرد بوساطة من الرئيس البيلاروسي وبتنسيق مع الرئيس الروسي.
تصريح الرئيس الليتواني تلقفته ألمانيا، إذ أعلن وزير دفاعها بوريس بيستوريوس أمس أن بلاده مستعدة لنشر نحو 4 آلاف جندي في ليتوانيا مقابل 850 حالياً «لتعزيز الجانب الشرقي للناتو»، وفق «فرانس برس», وقال بيستوريوس في فيلنيوس وفق تسجيل أرسلته وزارته: «ألمانيا مستعدة لنشر لواء كبير بشكل دائم في ليتوانيا». وقال: إن الشروط المسبقة لهذا الانتشار هي «البنية التحتية المناسبة» ميدانياً وكذلك «التوافق مع خطط الحلف الأطلسي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن